سي إن إن: خفض أمريكا والسعودية والإمارات للمساعدات أدى لزيادة الوفيات باليمن

طفلة تعاني من سوء التغذية بأحد مستشفيات صنعاء
طفلة تعاني من سوء التغذية بأحد مستشفيات صنعاء

نشرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية تقريرًا مطولًا، ينقل تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن وسقوط مزيد من الضحايا لاسيما الأطفال، منذ تخفيض المساعدات الذي جرى في مارس/آذار الماضي.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد خفضت تمويلهم لنداء الأمم المتحدة الخاص باليمن بالإضافة إلى كل من السعودية والإمارات. 

وهذا يعني تقليص خدمات الرعاية الصحية للمدنيين اليمنيين، وإجبار بعض المنشآت الصحية على الإغلاق، وتقليص حجم المساعدات الغذائية المقدمة من وكالات الإغاثة.

ويتضح هذا الوضع جليا في مستشفى “عبس” بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، والذي استقبل في النصف الأول من العام الجاري حوالي 700 مريض يعانون من سوء التغذية، بينما استقبل في أغسطس/آب الماضي ضعف متوسط الإجمالي الشهري، وفقًا لموظفي المستشفى.

وقال الدكتور الأشول “تستقبل عيادتنا في المعتاد ما بين 100 و150 حالة شهريا، لكننا تلقينا ما يقرب من ضعف العدد خلال شهر واحد، بينما انخفضت الإمدادات الطبية لدينا”.

وأضاف “أصعب شيء هو أن تفقد طفلاً لديه فرصة للبقاء على قيد الحياة بسبب ضعف الإمكانيات”.

وساهمت الولايات المتحدة بنحو مليار دولار في نداء الأمم المتحدة، ولكن هذا العام، تبرعت بأقل من نصف هذا الرقم حتى الآن، وقدمت 411 مليون دولار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

طفل بالحضانة بأحد مستشفيات صنعاء (رويترز)

 

وأثرت تلك التخفيضات إلى حد كبير على مناطق الشمال التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومون من إيران الذين تتهمهم الولايات المتحدة والعديد من الدول المانحة الأخرى بالتدخل في العمليات الإنسانية.

وعلى الرغم من هذا الخفض الكبير في التمويل، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مانحي نداء الأمم المتحدة بشأن اليمن.

وقال متحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لشبكة (سي إن إن) إن البلاد ستستأنف جميع العمليات في الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون “عندما نكون واثقين من أن شركاءنا يمكنهم تقديم المساعدات دون تدخل جماعة الحوثي غير المبرر في المساعدة الأمريكية”.

وأشار المتحدث إلى أن الالتزامات التي لم يتم الوفاء بها من قبل “المانحين الآخرين” هي سبب نقص التمويل المقدم لوكالات الأمم المتحدة في اليمن، وقال إن “الولايات المتحدة تشجع جميع المانحين، بما في ذلك دول الخليج، على المساهمة بتمويل إضافي، والوفاء بتعهداتهم لعام 2020، وتقديم جميع المساعدات وفقا للمبادئ الإنسانية “.

80 بالمئة من السكان في اليمن يعتمدون على المساعدات (الأناضول)

 

وانخفض الدعم الذي تعهدت به السعودية للأمم المتحدة لليمن بأكثر من النصف هذا العام. ففي العام الماضي قدمت المملكة أكثر من مليار دولار، بينما تعهدت هذا العام بتقديم 500 مليون دولار، لكن الأمم المتحدة تقول إن 23 مليون دولار فقط من تلك الأموال وصلت لليمن.

وقال متحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية في السعودية لشبكة سي إن إن إن البلاد كانت مستعدة لتسليم بقية الأموال في يوليو /تموز الماضي لكنها تنتظر الآن إتمام الاتفاقات مع الوكالات “لضمان عدم تحويل المبلغ المتعهد به إلى أغراض أخرى خارج تلبية الاحتياجات الإنسانية “.

أما الإمارات، فلم تقدم أي شيئا حتى الآن عبر الأمم المتحدة بشأن اليمن هذا العام. وفي العام الماضي تبرعت بمبلغ 420 مليون دولار، ولم يؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإماراتية أو ينفي أنها لم تقدم أي شيء لنداء الأمم المتحدة هذا العام.

وأشار المتحدث إلى وجود مخاوف أيضا بشأن قيام المتمردين الحوثيين بعرقلة وتحويل المساعدات. 

غير أن الدول الثلاث تبرعت بعشرات الملايين من الدولارات والمساعدات الأخرى لليمن من خلال قنوات أخرى خارج نداء الأمم المتحدة.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارك لوكوك ، لشبكة (سي إن إن) الإثنين ، إنه في حين أن عرقلة الحوثيين تمثل مشكلة، فإن أزمة التمويل لها تأثير أكبر بكثير على حياة اليمنيين.

وأضاف “ما يدفع الناس إلى شفا المجاعة هو حقيقة أننا لا نملك المال. وأعتقد أنه أمر مستهجن خاصة بالنسبة للبلدان التي ساهمت العام الماضي، وقالوا إنهم سيساهمون مرة أخرى هذا العام ثم لا يدفعون، لأنك بذلك تمنح الأمل للناس ثم تحطّم آمالهم”.

ويعتمد 80 بالمئة من السكان في اليمن على المساعدات، وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن وكالاتها تلقت 30 بالمئة فقط من حوالي 3.4 مليار دولار تحتاجها لإبقاء البلاد واقفة على قدميها. وهذا يعد أسوأ وضع هناك منذ بدء الحرب ، وهو تراجع كبير عن العام الماضي، عندما تم تمويل نداء الأمم المتحدة الإنساني بنسبة 87 بالمئة.

المصدر: سي إن إن

إعلان