تركيا: ماكرون يحلم بأن يكون نابليون لكن قوته وحجمه لا تكفيان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصب الزيت على النار شرقي المتوسط، مضيفا أنه يحلم بأن يكون نابليون جديدا إلا أن قوته وحجمه لا تكفيان لذلك.

وقال وزير الدفاع التركي في تصريحات للقناة الرابعة البريطانية، الجمعة، إن تركيا تؤيد السلام والحوار وأنها تبذل جهودها في هذا الصدد، مؤكدا في الوقت ذاته على مواصلتها حماية حقوقها ومصالحها في شرق المتوسط.

وقال أكار “السيد ماكرون يصب الزيت على النار شرقي المتوسط وهذا يطيل أمد الحل أكثر فأكثر.. من يحلم هو ماكرون. إنه يحاول أن يتقمص دور نابليون، الذي توفي قبل قرنين من الزمان، لكننا جميعًا نرى أن قوته وحجمه لا يكفيان لتحقيق ذلك”.

وأضاف: “السيد ماكرون يحاول انتهاز أدوار للتستر على مشاكله.. إنه يأتي من آلاف الكيلومترات ويحاول اقتناص دور في شرق المتوسط.. هذه ليست أشياء صحيحة.. نحن نحمي حقوقنا ومصالحنا وذكرنا دائمًا بأننا مستعدون للقاء ومواصلة حوارنا مع جارتنا اليونان”.

وأكد أكار أنه ليس من صلاحيات الاتحاد الأوربي “وضع قواعد أو رسم حدود” شرق المتوسط.

وأوضح أن الحديث عن العقوبات بشكل متكرر وبطرق مختلفة “هو لغة تهديد، وأنها لا تساهم سوى في زيادة التوتر”.

وبيّن أن بلاده تمتلك ساحلا على البحر المتوسط بطول نحو ألفي كيلو متر.

ولفت أن بلاده تقوم بأنشطة تقنية وعلمية للبحث عن الهيدروكربون في مناطق الصلاحية البحرية التابعة لها شرق المتوسط، مضيفا: “نقوم بذلك في إطار حقوقنا، ولا يوجد أي استفزاز هنا ولقد قمنا بذلك من قبل.. تمت إعادة سفينة الريس عروج إلى الميناء (أنطاليا)، بينما تواصل سفننا الأخرى أنشطتها في مناطقها الخاصة. أنشطتنا مخطط لها ومفتوحة وشفافة في إطار ممارسة حقوقنا”.

وأشار إلى انتهاك اليونان القانون الدولي عبر تسليح بعض الجزر وبينها “ميس” في بحر إيجة.

وتساءل “إن لم يكن هذا انتهاكا للقانون الدولي والاتفاقيات أو تهديدا لنا، فماذا يكون؟”.

وبخصوص الاجتماع بين الوفدين العسكريين التركي واليوناني في مقر حلف الأطلسي، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، قال أكار: “كنا أول من قال نعم عندما طلب الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ عقد اجتماع.. ندعم أيضًا هذه الاجتماعات واللقاءات حتى النهاية، وعقد الوفدان الاجتماع الرابع (الخميس)”.

وتابع: “جيراننا اليونانيون مترددون ويماطلون في هذه القضايا بفرض الشروط المسبقة”.

وأشار إلى أن تركيا تتحدث دائما عن الحوار وعلاقات حسن الجوار، مؤكدا أن بلاده لن تسمح بانتهاك حقوقها وفرض الأمر الواقع.

واستذكر أن تركيا واليونان عقدتا 3 اجتماعات لبحث تدابير بناء الثقة، اثنين منها في أثينا وواحد بأنقرة، معربا عن انتظارهم الوفد اليوناني لعقد الاجتماع الرابع في العاصمة التركية.

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار
فرصة للدبلوماسية

و قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن بلاده سحبت سفينة التنقيب عن النفط والغاز من شرق البحر المتوسط لإعطاء الجهود الدبلوماسية مع اليونان فرصة. وأكد الرئيس التركي أن عمل تركيا في المنطقة لم ينته بعد.

وثمة خلافات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي على حقوق السيادة على مناطق بحرية وحقوق استكشاف موارد الطاقة.

وتصاعد التوتر أخيرا  مع إعلان اليونان اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع مصر وإرسال تركيا سفينة التنقيب “أوروتش رئيس” لمياه تتنازعها هي و اليونان.

وعادت السفينة لميناء في تركيا يوم الأحد للخضوع لما وصفته أنقرة بأعمال صيانة دورية. واعتبرت اليونان هذا التحرك خطوة إيجابية مبدئية لتهدئة التوتر.

وقال أردوغان “دعونا نعطي الدبلوماسية فرصة. دعونا نقدم نهجا إيجابيا للدبلوماسية. على اليونان أيضا أن تستقبل توجهنا هذا بإيجابية، ولنأخذ خطوة على هذا الأساس… لهذا فعلنا ذلك”.

وأضاف أردوغان للصحفيين بعد صلاة الجمعة في إسطنبول “لكن سحب أوروتش رئيس للصيانة لا يعني أن أنشطتنا المسحية ستتوقف بالكامل… بمجرد انتهاء فترة الصيانة، ستعود أوروتش رئيس لعملياتها وتواصل عملها هناك”.

وقال الرئيس التركي إنه مستعد للقاء رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس شخصيا أو عبر الاتصال المرئي لمناقشة القضية.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الأربعاء إن أعمال الصيانة التي ستخضع لها أوروتش رئيس قد تستغرق “بضعة أسابيع”.

وأجرى مسؤولون أتراك ويونانيون محادثات في مقر حلف شمال الأطلسي لتجنب أي مواجهات عسكرية بعد تصادم بسيط بين سفينتين حربيتين الشهر الماضي.

ومن المقرر أن يبحث قادة الاتحاد الأوربي إمكانية فرض عقوبات على تركيا خلال قمة تعقد يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول. وتريد ألمانيا إتاحة المزيد من الوقت لإجراء محادثات مع تركيا لكن فرنسا وقبرص واليونان تطالب برد عقابي.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان