نازحات عراقيات يشتكين التعرض للتحرش الجنسي من الحشد الشعبي في نينوى (فيديو)

اشتكت النازحات من تعرضهن للتحرش الجسدي واللفظي من قبل قوات تابعة للحشد الشعبي
اشتكت النازحات من تعرضهن للتحرش الجسدي واللفظي من قبل قوات تابعة للحشد الشعبي

انتشرت على مواقع التواصل شهادات بالفيديو لعراقيات نازحات في مخيم الخازر شرقي محافظة نينوى يؤكدن خلالها تعرضهن للتحرش الجسدي واللفظي خلال مرورهن بنقاط تفتيش تابعة للحشد الشعبي.

وأفاد الصحفي زياد السنجري، المقيم خارج العراق، والذي قام بنشر المقاطع، بأنها وصلته قبل ثلاثة أيام من مصادره الموثوقة، فقام بنشرها وتوزيعها لتصل إلى الجمهور.

وقالت إحدى النازحات بالفيديو إن مليشيات الحشد الشعبي تمنع عودة اللاجئين إلى منازلهم، بل يقومون بإهانتهم والتحرش بالنساء، وعندما يرون فتاة أو امرـأة جميلة يقومون بأخذها إلى غرفة التفتيش.

وقالت امرأة  أخرى إنه حتى النساء اللائي يتمكنّ من الرجوع الى مناطقهن وبيوتهن يقوم “المختار” وافراد المخابرات بإجبارهن على التبرئة من رجالهن المعتقلين ظلماً، رغم تزكية أهالي المنطقة لأي معتقل، واعتراف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بنفسه بأن اغلب السجناء هم من الأبرياء، ولكن لا يزال إصرار الحشد الشعبي وبعض الفئات الأخرى التابعة له على إيذاء النساء والاطفال وتهجيرهم مستمرا.

وتحدثت امرأة  عراقية أخرى عن ممارسات الحشد في سيطرة لواء 30 وقيامهم بالتحرش بالنساء وإهانتهن ومنعهن من المرور فقط لأنهن نازحات من مخيمات اللاجئين، وتساءلت إحدى النازحات “أنتم دمرتم الموصل فأين نذهب؟”

هذا و اتهم تحالف القوى العراقية في البرلمان، الخميس، حكومة بغداد بالتقاعس في الإيفاء بتعهداتها الخاصة بإعادة النازحين القاطنين في المخيمات إلى منازلهم.

وقال التحالف في بيان له تلقت “الجزيرة مباشر” نسخة منه، إن “هناك تلكؤا واضحا في اعتماد إجراءات ناضجة وسريعة وفعالة لتهيئة مستلزمات عودة النازحين.

وأشار إلى أن “استمرار تلكؤ وبطء إجراءات وزارة الهجرة والمهجرين في تنفيذ واجباتها، يضع الكثير من النازحين، وخصوصا الأطفال والنساء، في دائرة الاستهداف والاستغلال، وهي مسؤولية تتحملها الحكومة بشكل عام والوزارة على وجه التحديد”.

وأضاف أن “النازحين عرضة لانتهاك حقوقهم والحط من كرامتهم في الحواجز الأمنية والتفتيش وخصوصا التي تربط بين أربيل ومحافظة نينوى (شمال)، ما يزيد من معاناتهم”.

وقال إن هذا الواقع دعا التحالف إلى اتخاذ موقف حازم “من ضعف الإجراءات، وتقاعس الحكومة عن وعودها بضمان عودة سريعة وكريمة للنازحين، واحترام خصوصيتهم”.

كما صدر بيان آخر عن رئيس لجنة العمل والهجرة والمهجرين البرلمانية “رعد الدهلكي” جاء فيه “هنالك العديد من الشكاوى التي وصلت إلينا من بعض المخيمات المخصصة للنازحين يشتكون فيها من مضايقات تحصل لهم خلال خروجهم للتسوق او الذهاب للعلاج أو قضاء بعض الحاجات الضرورية من قبل بعض السيطرات”.

وأضاف الدهلكي أن هذه المضايقات “وصلت إلى التجاوز الأخلاقي والكلام الرخيص، وآخرها ما وصلنا من حصول مضايقات وتجاوزات على النساء وكبار السن في مخيم الخازر في محافظة نينوى ومخيمات بمحافظات أخرى”.

وتابع قائلا إن “النازحين هم عراقيون أجبرتهم الظروف وفشل الحكومة في معالجة وضعهم وحماية مناطقهم على الخروج من بيوتهم الآمنة في وقت سابق والاحتماء من بطش الإرهاب والجماعات الخارجة عن القانون في مخيمات بعيدة كل البعد عن الظروف الانسانية بأي دولة في العالم”

وشدد على “أهمية فتح الحكومة والجهات ذات العلاقة تحقيقا عاجلا في التجاوزات الحاصلة على مخيمات النازحين من قبل بعض السيطرات وأن يتم وضع آلية عاجلة لإعادة تلك العوائل الى مناطقها آمنة ووضع حد لهذه المهزلة الانسانية الظالمة والبعيدة كل البعد عن المسؤولية”.

ولا يزال نحو مليون عراقي نازحين داخل البلاد، بينهم نحو 140 ألفا يقيمون في مخيمات منتشرة في عدة محافظات وخاصة في نينوى ودهوك وأربيل (شمال)، وفق أرقام حكومية.

والنازحون، سواء من يقطن في المخيمات أو الذين ينتشرون في المدن والبلدات، غالبيتهم الساحقة من المكون السُني؛ إذ فروا من محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين (شمال) والأنبار (غرب).

ونزح هؤلاء أثناء اجتياح تنظيم الدولة ثلث مساحة البلاد (شمال وغرب) عام 2014، ومن ثم تحولت تلك المناطق إلى ساحات حرب طاحنة امتدت 3 سنوات.

ورغم استعادة العراق كامل أراضيه وإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة عام 2017، إلا أن النازحين لا يزالون يكافحون للعودة إلى مناطقهم التي دمرتها الحرب، ويرفض سكان بعض المناطق عودة من يطلقون عليهم، ذوي مقاتلي تنظيم الدولة وأسرهم.

وتسببت الحرب ضد تنظيم الدولة في نزوح نحو 6 ملايين عراقي في المجمل.

المصدر: الأناضول + الجزيرة مباشر + خدمة سند

إعلان