مليارات الدولارات ومطالب أخرى.. إليك ما طلبه السودان مقابل التطبيع (فيديو)

قال موقع “أكسيوس” الأمريكي إن مسؤولين سودانيين يرأسهم رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان عقدوا اجتماعا في الإمارات مع مسؤولين أمريكيين بشأن اتفاق تطبيع محتمل بين السودان وإسرائيل.
وقالت مصادر سودانية مطلعة لموقع “أكسيوس” الأمريكي إنه إذا استجابت الولايات المتحدة لطلبات السودان للحصول على مساعدات اقتصادية، فسيتم الإعلان عن اتفاقية تطبيع مع إسرائيل مماثلة لتلك التي تم التوصل إليها مع الإمارات والبحرين في غضون أيام.
وكان مجلس السيادة الحاكم في السودان قال الأحد إن مسؤولين سودانيين سيبحثون مع مسؤولين أمريكيين استبعاد بلدهم من قائمة أمريكية للدول الراعية للإرهاب، خلال زيارة لدولة الإمارات هذا الأسبوع.
وأفادت مصادر سودانية بأن الحكومة ستطلب مساعدات اقتصادية مقابل اتفاق التطبيع مع إسرائيل.
وتتضمن هذه المساعدة، بحسب ما نشر موقع أكسيوس، أكثر من ثلاثة مليارات دولار من المساعدات الإنسانية والمباشرة للموازنة لمواجهة الأزمة الاقتصادية وتداعيات الفيضانات المدمرة.
كما تشمل أيضا التزام الولايات المتحدة والإمارات بمساعدة السودان اقتصاديا، على مدى ثلاث سنوات مقبلة، بحسب موقع أكسيوس.
وفي السياق قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن هدف زيارة عبد الفتاح البرهان للإمارات بحث تطبيع السودان علاقاته مع إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، يطلب السودان لقاء التطبيع شحنات غذائية بقيمة 1.2 مليار دولار، وقرضا بقيمة ملياري دولار لمدة 25 عاما، والتزاما بتقديم مساعدات اقتصادية من الإمارات والولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى الصلة بين موافقة السودان على توقيع اتفاق تطبيع وطلب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إزالة السودان من قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنه في حالة تلبية هذه الطلبات، فقد يستغرق الأمر أياما فقط لعقد اتفاق تطبيع بين السودان وإسرائيل.
وتعليقا على الأمر قال السفير السوداني حيدر بدوي، الناطق الرسمي السابق باسم وزارة الخارجية، للجزيرة مباشر إن التطبيع السوداني مع إسرائيل لم يعد سرا، وهو أمر مطروح على الساحة، ولا يستطيع أحد نفي أن ما يدور في
أبو ظبي يرتكز حول هذا الموضوع.
وردا على استفسار بشأن صحة طلبات السودان مقابل التطبيع كما جاء بموقع أكسيوس قال بدوي إنه أمر لا يستطيع أن ينفيه، وهو أمر متروك للوفد المفاوض.
وأضاف بدوي “نحن ظللنا طوال العقود الماضية أسرى للخطاب العربي الذي أودى بالعرب إلى ما هم عليه اليوم، ولا نريد ذلك بعد الآن. نحن نقف مع محيطنا ونهضته بالسلام، وفي تقديرنا أن السودان سيساهم في حلول من أجل المصالحة الفلسطينية”.
من جانبه قال الدكتور محمد بدر الدين حامد، أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي، إنه يشعر بالأسف تجاه بيع السودان مواقفه بثمن بخس، مضيفا أن البرهان ليس مفوضا بالتفاوض في مثل هذه الأمور، فهو رأس مجلس سيادة له مهام محددة لا تتضمن مثل هذه القضايا الاستراتيجية.
وتساءل الدكتور حامد عن سبب ما أسماه بـ “ابتزاز” السودان كي ينجر إلى “حظيرة التطبيع”، وفق تعبيره، فالسودان غني بموارده البشرية والطبيعية وليس بحاجة إلى ثلاثة مليارات أو غيرها من المساعدات.
وأشار إلى أنه لا ينبغي أن تسبق المصالح المبادئ، فموقف السودان من القضية الفلسطينية موقف تاريخي، والشعب السوداني قاتل في الحروب كلها من أول 1948، ومرورا بحرب 1967، وحرب أكتوبر 1973.
ويرى حامد أنه يتم الآن عملية غسل لأدمغة الشباب السوداني وتضليلهم بأن عملية التطبيع مع إسرائيل فيها انفراج لكل أزمات السودان، وهذا غير صحيح، فإسرائيل طبعت في السابق مع عدة دول ولم تحل أيا من أزماتها.
ووقعت كل من الإمارات والبحرين، في واشنطن، الثلاثاء الماضي، اتفاقيتين لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل، متجاهلتين غضبا شعبيا عربيا واسعا واتهامات بخيانة القضية الفلسطينية في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية.
وأعلن الرئيس الأمريكي الأربعاء الماضي أن 5 دول (لم يسمها) على الأقل تريد الانضمام إلى اتفاق السلام مع إسرائيل.
وترتبط 4 دول عربية فقط باتفاقيات سلام مع إسرائيل، هي الإمارات والبحرين وقبلهما الأردن (1994) ومصر (1979).
ويطالب الفلسطينيون بقية العرب بالالتزام بمبادرة السلام العربية، وهي تقترح إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، في حال انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
ورفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة المبادرة، القائمة منذ 2002، حيث تنتقد مبدأ الأرض مقابل السلام، وتُصر على السلام مقابل السلام.