السودان يقدم شروطا لمفاوضات سد النهضة ويلوح بـ”خيارات” أخرى (فيديو)

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي (رويترز)

أعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين، الإثنين، تقديم بلاده اشتراطات للاتحاد الأفريقي للعودة لمفاوضات “ذات جدوى” في ملف سد النهضة، ملوحا بأن الخرطوم لديها “خيارات” أخرى.

وقال قمر الدين، عقب لقائه ووزير الري ياسر عباس مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، إن بلاده قدمت “اشتراطات (لم يوضحها) لجنوب أفريقيا باعتبارها رئيس الاتحاد الأفريقي للعودة إلى مفاوضات ذات جدوى حول السد”.
وأضاف أن “السودان سيكون في عمل دؤوب لإيضاح رؤيته أملا بأن تكون الدورة الجديدة للاتحاد في فبراير (شباط) جولة أخرى لتحقيق ما يصبو إليه وإلا سيكون له خيارات (لم يعلنها) فيما يلي هذا الملف”.

من جهته أشار وزير الري ياسر عباس إلى تقديم السودان لاحتجاج إلى الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا على عزم أديس أبابا مواصلة عملية ملء السد للعام الثاني بدون اتفاق، مضيفا أن هذا “خرق واضح للقانون الدولي”، لأنه يشكل تهديد مباشر على سلامة السدود في السودان.

من جهته قال وزير الري ياسر عباس إن “المفاوضات خلال الفترة الماضية لم تكن ذات جدوى لأنها تركزت بين الدول الثلاث مباشرة والتي تباعدت مواقفها منذ البداية”، مؤكدا تمسكه بلعب خبراء الاتحاد دورا واضحا لتذليل عملية التفاوض.

وفشل اجتماع سداسي عقد الأحد في تحقيق انفراج بشأن سد النهضة الإثيوبي عبر تقنية الفيديو بمشاركة مصر وإثيوبيا والسودان وترأسته جنوب أفريقيا بصفتها الرئيس الحالي للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي.

وقال بيان لمكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن الاجتماع “أخفق في تحقيق أي تقدم بسبب خلافات بشأن كيفية استئناف المفاوضات والجوانب الإجرائية ذات الصلة بإدارة العملية التفاوضية، حيث تمسك السودان بضرورة تكليف الخبراء المُعينين من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي بطرح حلول للقضايا الخلافية وبلورة اتفاق سد النهضة، وهو الطرح الذي تحفظت عليه كل من مصر وإثيوبيا وذلك تأكيدا على ملكية الدول الثلاث للعملية التفاوضية وللحفاظ على حقها في صياغة نصوص وأحكام اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، خاصةً وأن خبراء الاتحاد الأفريقي ليسوا من المتخصصين في المجالات الفنية والهندسية ذات الصلة بإدارة الموارد المائية وتشغيل السدود”.

بدوره، قال وزير الري السوداني ياسر عباس إنه “لا يمكننا أن نستمر في هذه الدورة المفرغة من المباحثات الدائرية إلى ما لا نهاية”.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان الأحد إن الاتحاد الأفريقي الذي يتوسط في المحادثات، اقترح على الدول الثلاث “عقد اجتماعات ثنائية” مع خبراء من طرفه.

وأضافت أنه في حين قبلت إثيوبيا ومصر بهذا الاقتراح، “رفض السودان عقد الاجتماع الثنائي”.

ولم تحقق الدول الثلاث، التي تتفاوض منذ عام 2011، في التوصل إلى اتفاق بشأن ملء سد النهضة وتشغيله.
وتوقفت المفاوضات في أغسطس/ آب الماضي بين الدول الثلاث بسبب خلافات واستؤنفت مطلع هذا العام.
وتشارك الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إضافة الى الاتحاد الأفريقي في المفاوضات عبر خبراء ومراقبين.
وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها إذ يعتبر نهر النيل مصدرا لأكثر من 95 في المئة من مياه الري والشرب في البلاد.

وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعد الخلاف بشأن السد مع مواصلة إثيوبيا الاستعداد لملء المرحلة الثانية من خزان السد.

ورغم دعوة مصر والسودان لإثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد إلى حين التوصل لاتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في يوليو/ تموز الماضي أنها أنجزت المرحلة الاولى من ملء الخزان.

المصدر: الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان