وزير خارجية الصين يجتمع مع وفد من حكومة طالبان في قطر

قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الإثنين، إن وزير الخارجية وعضو مجلس الدولة وانغ يي سيلتقي بوفد من حكومة طالبان الأفغانية المؤقتة خلال زيارته لقطر يومي 25 و26 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وين في إفادته الصحفية المعتادة في بيجين إن الجانبين سيتبادلان الرأي بخصوص الوضع في أفغانستان والقضايا “ذات الاهتمام المشترك”.
وأضاف “بوصف الصين جارة وصديقة تقليدية لأفغانستان فإنها دائما تدعو إلى الحوار والتواصل لتوجيه الوضع في أفغانستان نحو التطور الإيجابي”.
كانت الحكومة الأفغانية قد انهارت في أغسطس/ آب مع انسحاب القوات الأمريكية وقوات الحلفاء من البلاد بعد وجود دام 20 عاما الأمر الذي أدى إلى استيلاء حركة طالبان على السلطة في هجوم خاطف.
وكان وفد من طالبان قد اجتمع مع وانغ يي في مدينة تيانجين بشمال الصين الشهر الماضي.
مصالح متبادلة
وشهدت علاقات حركة طالبان مع الصين تطورا تدريجيا منذ فتح المكتب السياسي لطالبان في قطر، وبدأت العلاقات من لقاءات بين مسؤولي الطرفين، وتطورت إلى زيارات سرية لقيادات حركة طالبان للصين.
وبلغت العلاقات بين الصين وطالبان أوجها حينما ترأس الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي للحركة وفدا رفيع المستوى في زيارة إلى الصين في شهر يوليو/تموز الماضي وأجرى محادثات مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
ووصف وانغ يي حركة طالبان بأنها “قوة عسكرية وسياسية مهمة في أفغانستان”، وقال إن الحركة ستلعب “دورا مهما في إحلال السلام بالبلاد، وفي المصالحة وإعادة الإعمار”.
ومنذ ذلك الحين وعدت الصين بتقديم يد العون للبلد المجاور وتطلب من طالبان اتخاذ إجراءات ضد حركة تركستان الشرقية الإسلامية التي تقول بيجين إنها تهدد الاستقرار في منطقة شينجيانغ الغربية.
ويوجد حوالي 12 مليوناً من الإيغور في الصين، ويتركزون في مقاطعة شينجيانغ الشمالية الغربية، ويتعرضون وأقليات مسلمة أخرى لحملة اعتقال جماعية والمراقبة والعمل القسري، والتعقيم والتعذيب والاغتصاب.
وتنفي الصين جميع انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ، وتقول إن معسكراتها عبارة عن “مراكز مهنية مصممة لمكافحة التطرف”.
ويوجد العديد من الإيغور الأفغان الذين يقدر عددهم بنحو 2000 وهم من الجيل الثاني من المهاجرين الذين فر آباؤهم من الصين منذ عدة عقود.
وترغب الصين كذلك في الاستثمار الاقتصادي بأفغانستان والمساهمة في استخراج الثروات الطبيعية والمعادن التي تم اكتشافها بكميات كبيرة في أفغانستان وتقدر قيمتها بأكثر من 3 تريليونات دولار حسب مصادر أمريكية.
وتريد حركة طالبان من الصين الحماية والدعم السياسيين في مواجهة عراقيل تضعها الدول الغربية أمام أفغانستان، كما تنتظر الدعم الاقتصادي والاستثمار في مشاريع إعادة البناء والتنمية.
ولم تغلق الصين مثل روسيا سفارتها في كابل عقب سيطرة طالبان على الحكم، خلافا لموقف الولايات المتحدة والدول الأوربية.