فضح ما لم تظهره الخرائط.. ناشط صيني يصور سرا معسكرات احتجاز مسلمي الإيغور (فيديو)

ناشط صيني يلتقط صورا سرية لمعسكرات احتجاز الإيغور في شينغيانغ (مواقع)

تمكن ناشط صيني مقيم في تايوان أطلق على نفسه اسم (غوان غوان) من التخفي وتصوير مبان ومعسكرات سرًا في 8 مدن صينية قال إنها تستخدم لاحتجاز وإعادة تأهيل مسلمي الإيغور.

واستخدم الناشط الصيني كاميرا سرية مخبأة في حقيبة ظهره وحاول جاهدًا التخفي في زي سائح.

وأراد غوان في شريط مصور مدته نحو 20 دقيقه نشره على موقع يوتيوب في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إظهار حملة بيجين الوحشية ضد الأقلية المسلمة في البلاد لاسيما الإيغور في إقليم شينغيانغ (تركستان الشرقية).

وأشار غوان في الفيديو إلى أنه عرف بوجود هذه المعسكرات من خلال تقارير إعلامية وأراد العودة لتصويرها وإثبات وجودها على أرض الواقع.

وذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن غوان كان قد تجول في جميع أنحاء شينغيانع منذ عامين وسمع عن المعسكرات إلى جانب حظر لغة الإيغور في المدارس واستخدام السُخرة. وبعد اكتشافه منع الصحفيين الأجانب من إجراء تحقيقات قرر العودة لتوثيق القمع.

ورغم أن شينغيانغ ليست من الأماكن التي يدرجها السائحون في الصين على جدول زياراتهم إلا أن غوان تمكن من التجول في عاصمة الإقليم أورومتشي في مهمة وصفتها وسائل إعلامية بأنها “شجاعة”.

 

وخلال رحلته الخطرة إلى شينغيانغ، اكتشف غوان 18 معسكرًا في 8 مدن صينية بما في ذلك مركز احتجاز ضخم يبلغ طوله حوالي ألف ياردة (نحو 900 متر) ومزين بشعارات مثل “الإصلاح من خلال العمل”.

واستعرض غوان في المقطع المصور معسكرات لم تظهر على الخرائط لكنها ظهرت على أرض الواقع محاطة بالأسلاك الشائكة وأبراج الحراسة ونقاط التفتيش التابعة للشرطة وثكنات الجيش والمركبات العسكرية وحتى اللافتات.

وأوضحت الغارديان أن غوان تمكن أيضًا من تصوير الممرات الموجودة داخل السجن (المعسكر).

تفاصيل المهمة شديدة الخطورة

حاول غوان خلال رحلته الإجابة عن تساؤلات ظهرت في أعقاب نشر موقع (بازفيد) الأمريكي صورًا وخرائط أقمار صناعية تكشف احتجاز بيجين أفراد من أقلية الإيغور في معسكرات دون تحديد أي مواقع حقيقية لهذه الأماكن على أرض الواقع.

واعترف خوان في المقطع المصور بأنه كان يشعر بالذعر أثناء تلك الرحلة كونه يعلم “أنه يمكن إرساله إلى المعسكر إذا تم ضبطه وهو يصور السجون أو يأخذ لقطات فيديو لمراكز الاحتجاز”.

ووجد غوان أثناء تجوله في حي شينشي في أورومتشي -عاصمة شينغيانغـ عشرات من كاميرات المراقبة منتشرة بين الأشجار الطويلة على الرصيف جنبًا إلى جنب مع التحصينات المثبتة على الطريق ومراكز الاعتقال المحاطة بأسوار معدنية تعلوها أسلاك شائكة.

ولم يخش غوان من الزحف على بطنه على طول حاجز رملي في منطقة قاحلة جنوب المدينة لتصوير معكسر جديد في منطقة دابانتشنغ الواقعة خارج العاصمة أورومتشي.

وأشار إلى أن هذا المعسكر الجديد مترامي الأطراف تم بناؤه ليستوعب ما لا يقل عن 10 آلاف شخص إضافي.

وأوضح أن المعسكر يقع بجانب معسكر آخر قائم بالفعل تمتد مبانيه على مسافة ميل تقريبًا خلف جدران خرسانية يبلغ ارتفاعها 25 قدمًا ويُعتقد أنه يسجن وراءها ثلاثة أضعاف العدد المذكور أعلاه.

وكانت محطة غوان الأخيرة في هذه المهمة في يانكي حيث وجد مركز احتجاز آخر به أبراج مراقبة مبنية حديثًا وأسوار سلكية.

ومنذ عام 2017، توالت التقارير الحقوقية والصحفية عن احتجاز الصين الآلاف من أقلية الإيغور في مراكز اعتقال ضخمة أقيمت خصيصًا لأجل ما تسميه السلطات الصينية بـ “إعادة تأهيل الإيغور” وهي مراكز تقول بيجين إنها “تثقيفية تعليمية” في حين يراها الإيغور مراكز “طمس هوية” وأدانت وجودها الكثير من المنظمات الحقوقية.

وفي أغسطس/آب 2019، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الأويغور في معسكرات سرية بإقليم شينغيانغ ذاتي الحكم.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية

إعلان