تخرج من الأزهر وزامل القرضاوي ونعاه أردوغان.. من هو عالم الحديث محمد أمين سراج؟

عالم الحديث التركي الشيخ محمد أمين سراج (مواقع التواصل)

قدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعازيه في وفاة محمد أمين سراج أحد أبرز علماء الحديث في تركيا.

وفي تغريدة عبر تويتر قال أردوغان إن “العالم الشيخ محمد أمين سراج بذل جهودا كبيرة من أجل نيل رضى الله في كل مرحلة من مراحل عمره”. وأضاف “أدعو الله تعالى أن يتغمد برحمته العالم سراج وأن يجعل مثواه الجنة”.

 

كما أعرب نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، ورئيس البرلمان مصطفى شنطوب، الجمعة، عن تعازيهما بوفاة سراج.

ونعى الشيخ يوسف القرضاوي الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عالم الحديث التركي محمد أمين سراج. وقال في تغريدة على تويتر “رحم الله فضيلة الشيخ أمين سراج كبير علماء تركيا وزميل الدراسة القديم وخريج كلية الشريعة بالأزهر الشريف”.

وأضاف أن الراحل “كان يتوقَّد حيوية وحماسة ونشاطًا في سبيل الدعوة إلى الإسلام”.

مسيرة حافلة

بدأ سراج حفظ القرآن الكريم وهو في السادسة من عمره في بيت جده. ثم درس في مسقط رأسه بولاية طوقات التركية ثم أرسلته أسرته إلى إسطنبول لمواصلة تعليمه. وحُكم على والده حافظ مصطفى أفندي بالسجن 6 أشهر لأنه درّس أبناءه القرآن واللغة العربية.

وبعد مدة أرسلته أسرته ليدرس لمدة 3 سنوات في ولاية مرزيفون بدءا من عام 1940، ولاحقا ذهب إلى إسطنبول ورعاه إمام جامع الفاتح عمر أفندي، قبل أن يذهب إلى مدرسة كاراجومرك ويدرس صحيح البخاري وعلم التفسير والحديث على الشيخ سليمان أفندي الذي أعطاه أول إجازة في علوم الحديث.

وحتى عام 1950 كان سراج يدرس العلوم الدينية والحديث الشريف في إسطنبول ودرس سنن الترمذي ومراقي الفلاح وصحيح مسلم وغيرها من كتب الأحاديث والتفسير.

وفي 1950 سافر إلى مصر لمواصلة تعليمه وسجل في ثانوية جامعة الأزهر وتلقى التعليم على يد محمد زاهد الكوثري وحصل على إجازة من الأزهر.

وروى الشيخ الراحل رحلة “الهجرة” الصعبة إذ لم يكن الوصول إلى مصر سهلا كما كان يعتقد ولم يتمكن من الحصول على جواز السفر المطلوب بسبب ظروف تلك المرحلة، ذلك حاول أن يشق طريقه عبر بغداد واستقل القطار إلى ديار بكر ثم ذهب إلى ماردين، ولكنه لم يستطع إكمال الرحلة فعاد إلى مسقط رأسه ثم إلى إسطنبول مرة أخرى، وتمكن لاحقا من استخراج جواز سفر بمساعدة صديق لجده وسافر أخيرا إلى مصر حيث درس على يد شيوخ وعلماء الحديث، وتعرف إلى كبار علماء مصر وبلاد الشام.

علماء فلسطين وحماس

وقدمت رابطة علماء فلسطين وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” تعزيتهما في وفاة محمد أمين سراج.

وقالت الرابطة “نتقدم من الأمة العربية والإسلامية عامة ومن الشعب التركي خاصة بأحر التعازي بوفاة فضيلة العلامة الكبير محمد سراج”.

وتابعت “أفنى سراج وهو أبرز علماء الأمة والشعب التركي حياته من أجل خدمة الإسلام والمسلمين ومن أجل الدعوة إلى الله ونصرة دينه وخدمة القضية الفلسطينية”.

بدورها قالت حركة حماس إنها تتقدم “بوافر العزاء لتركيا قيادة وشعبا بوفاة العام الكبير محمد سراج”.

وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري في تصريح مقتضب نشره عبر حسابه على تويتر إن “سراج من أبرز علماء الحديث وهو ممن أفتوا بتحريم التنازل عن أي جزء من أرض فلسطين رحم الله الشيح ونفع الأمة بعلومه”.

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

وقدّم أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على القره داغي تعازيه لتركيا والعالم الإسلامي في وفاة سراج.

وقال القره داغي في رسالة تعزية نشرها عبر صفحته على فيسبوك “يا شيخ الإسلام كم لك من محبّة في أفئدة المسلمين فكم من صغير شبَّ وهو يتعلم على يديك كلام الله وآياته البينات”. وتابع “لقد عرفت الإمام النقي منذ سنوات طويلة واستفدت منه كان قبلة هداية ومحور خير ورجل علم جمع بين الشريعة والحقيقة وبين الفقه والفكر وكان بحراً في العلوم الإسلامية”.

وأضاف القره داغي “وكان من جميل صنائعه نقل في ظلال القرآن الكريم إلى اللغة التركية ليمد أواصر الفكر الإسلامي الرصين مع الشعب التركي”.

وقدّم العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن الددو، السبت، تعازيه لتركيا والعالم الإسلامي في وفاة عالم الحديث البارز. وقال الددو رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا في رسالة تعزية نشرها عبر حسابه على تويتر إنه يخص بالتعزية “أهلنا في تركيا وعائلة الفقيد وتلامذته ومحبيه”.

الشيخ محمد الحسن ولد الددو، رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا (الجزيرة – أرشيف)

ونعت جماعة الإخوان المسلمين سراج وقالت في بيان عبر موقعها الإلكتروني إن سراج “يعد أبرز علماء تركيا، وتوفي بعد حياة حافلة بخدمة الإسلام والدعوة إلى الله وتربية الأجيال، ودعم ومناصرة قضايا المسلمين في كل مكان وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.

وأشارت الجماعة إلى أن الراحل “واظب على تدريس القرآن الكريم والعلوم الشرعية والفقه الحنفي بجامع السلطان محمد الفاتح الشهير بإسطنبول حتى السنوات الأخيرة من حياته”.

وتابعت “تعرف على دعوة الإخوان خلال تواجده في مصر عام 1950 للدراسة في الأزهر الشريف وكان من أوائل من قاموا بترجمة كتاب في ظلال القرآن (للمفكر الإسلامي الراحل سيد قطب) وغيره من الكتب إلى التركية”.

كما نعى رئيس جامعة طرابلس اللبنانية رأفت محمد رشيد الميقاتي، السبت عالم الحديث أمين سراج وقال في بيان “كان رحمه الله من أئمة الهدى في الأرض وكان موئل أفئدة أهل الدين وطلبة العلم الشريف”.

وأضاف “كان الراحل مرجعا ثقة ثبْتا في علوم الشريعة الغراء وعلَما من أعلام الإسلام الحنيف في تركيا المعاصرة”.

وتابع “لقد رحل أحد كبار المرشدين الربانيين المعاصرين الذين تركوا بصمة واضحة في تركيا تربية وتعليما دعوة وإرشادا بل كان مرجعية الجماهير الإسلامية الواسعة على اختلاف مشاربها، ممن يؤمنون بأن الدين عقيدة وشريعة وسلوك، ودين ودولة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان