ناشط سياسي بحريني يكشف معاناة معتقلي الرأي في سجن “جو” بعد تفشي كورونا

قال الصحفي والناشط السياسي سعيد الشهابي إن سجن “جو” سيء السمعة في البحرين يشهد تفشيا كبيرا لفيروس كورونا المستجد المسبب لوباء كوفيد-19، ما يشكل خطرا على حياة السجناء.
وأشار الشهابي إلى أن السجن هو أكبر سجون البحرين وأكثرها اكتظاظا، ويقبع بين جدرانه معظم قادة المعارضة السياسية وحركات حقوق الإنسان.
وقال الشهابي المقيم في لندن إن مصادر تحدثت عن أن معدلات الإصابة بالفيروس ارتفعت بصورة كبيرة، إذ تشير أحدث التقديرات إلى أن 100 سجين على الأقل ثبت إصابتهم بالفيروس.
وأضاف أن التطورات التي يشهدها السجن دفعت أهالي المعتقلين إلى إصدار مناشدات للمجتمع الدولي لممارسة ضغوط على النظام الحاكم في البحرين لإطلاق سراح السجناء السياسيين.
وتابع “منظمات حقوق إنسان ناشدت البحرين بإطلاق سراح كل سجناء الرأي في البلاد”.
عوائل معتقلي الرأي يواصلون اعتصاماتهم السلمية المطالبة بالإفراج عن أبنائهم مع تصاعد أعداد المصابين بفيروس كورونا داخل سجون البحرين – كرباباد 17 أبريل 2021 #أنقذوا_سجناء_البحرين #البحرين#اطلقوا_سجناء_البحرين #Bahrain pic.twitter.com/91vIoIRSz2
— Alwefaq Society (@ALWEFAQ) April 17, 2021
وأشار الشهابي الذي يعيش في منفى اختياري منذ نحو أربعة عقود إلى أن نشطاء حقوق الإنسان يعملون بلا هوادة لتسليط الضوء على محنة السجناء الذين يقبعون في زنازين تفتقر إلى المرافق الصحية الأساسية ويحرمون من الرعاية الطبية المناسبة.
وقال الشهاوي، في 6 أبريل/نيسان الجاري، توفي عباس مال الله (50 عاما) في سجن جو وهو سجين رأي اعتقل عام 2011 لمشاركته في احتجاجات مؤيدة للديمقراطية.
وأضاف أن مسؤولي السجن ذكروا أن سبب الوفاة “أزمة قلبية” إلا أنه لا يمكن استبعاد أسباب أخرى للوفاة بينها “الإهمال الطبي”، على حد وصفه.
وقبل أسبوع، قال نشطاء إن قوات الأمن البحرينية ضربت السجناء في سجن جو خلال احتجاجهم على ظروف السجن.
ويزداد التوتر في سجن جو الرئيسي بالبحرين منذ تفشي فيروس كورونا الشهر الماضي الذي قالت السلطات إنها احتوته.
نظمت أسر المحتجزين احتجاجات صغيرة خارج السجن للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين وتحسين ظروف السجن.
وقالت جمعية الوفاق المعارضة -التي جرى حلها- ومنظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان ومعهد البحرين للحقوق والحريات إن قوات الأمن استخدمت القوة المفرطة خلال عملية، في 17 أبريل/نيسان الجاري.
الوفاق: قلق كبير يلف مصير معتقلي الرأي في سجن جو في البحرين بعد هجوم عنيف لقوات الأمن عليهم بعد ظهر اليوم#أنقذوا_سجناء_البحرين #الوفاق #البحرين #Bahrain pic.twitter.com/5GjD9ixoGw
— Alwefaq Society (@ALWEFAQ) April 17, 2021
وقال سيد أحمد الوداعي عضو معهد البحرين الذي يقيم في المنفى إن أحد السجناء أبلغه أن النزلاء شكلوا سلاسل بشرية في اعتصام حاولت قوات الأمن فضه.
وقالت الإدارة العامة البحرينية للإصلاح والتأهيل وهي الهيئة المسؤولة عن السجون في بيان لوسائل الإعلام الرسمية إن عدة نزلاء في سجن جو سدوا الممرات ورفضوا دخول عنابرهم.
وقالت الإدارة إن النزلاء لم يصغوا إلى التحذيرات على مدار أيام ما اقتضى اتخاذ إجراءات أمنية وقانونية ضد مرتكبي أعمال الفوضى والعنف بحق عدد من ضباط الشرطة.
وقالت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بالبحرين إنه زارت في 18 أبريل/نيسان الجاري السجن للتحقيق في الحادث وخلصت إلى أن ما أثير بشأن ضرب ونقل النزلاء إلى أماكن غير معروفة “غير صحيح”.

وكانت وزارة الداخلية البحرينية قد خاطبت قناة الجزيرة معبرة عن استيائها من نشر أخبار وصفتها بأنها غير دقيقة، عن تصاعد التوتر في سجن بحريني بعد احتجاج المعتقلين وأُسرهم على ظروف احتجازهم.
وقالت الوزارة -في بيان لها موجه للقناة- إن الخبر مبني على معلومات مغلوطة جملة وتفصيلا، وعارٍ تماما من الصحة، ويأتي في إطار الحملة والمواقف المبتكرة، بقصد الإساءة لما حققته مملكة البحرين من مكتسبات، وما أنجزته من مبادرات في ملف حقوق الإنسان وغيره من مجالات العمل الوطني، حسب البيان البحريني.
وكانت الجزيرة قد بثت خبرا مسندا لوكالة رويترز للأنباء، ونقلت فيه الوكالة عن نشطاء بحرينيين قولهم إن قوات الأمن البحرينية اعتدت بالضرب على سجناء خلال احتجاجهم على ظروف حبسهم، وإن التوتر يزداد في سجن “جو” الرئيسي في البحرين منذ تفشي فيروس كورونا الشهر الماضي، الذي قالت السلطات إنها احتوته.
وأكدت الجزيرة في ردها على الداخلية البحرينية أنها ترحب دائما برواية جميع الأطراف للخبر، ولكنها لن تمتنع عن بث أنباء واردة عبر وكالات أنباء عالمية تلتزم المعايير المهنية، كما ترحب الجزيرة بأي مداخلة لأي مسؤول بحريني يريد أن يقدم معلومات جديدة أو رأيا، خاصة في قضايا حقوق الإنسان في البحرين.
🔴 عاجل: عوائل المعتقلين يعتصمون امام سجن جو المركزي بعد اعتداء دموي على السجناء في مبنى ١٢ و ١٣ عصر اليوم#أنقذوا_سجناء_البحرين #البحرين#اطلقوا_سجناء_البحرين #Bahrain pic.twitter.com/Luqvs1xE55
— Alwefaq Society (@ALWEFAQ) April 17, 2021
من جهة أخرى، أشارت كل من منظمة “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” و”معهد البحرين للحقوق والديمقراطية” إلى أن العديد من السجناء السياسيين في سجن “جو” ما يزالون محتجزين في الحبس الانفرادي وغير قادرين على الاتصال بعائلاتهم بعدما اعتدت عليهم شرطة مكافحة الشغب في 17 من أبريل/ نيسان الجاري.
وأضاف المصدران أن أفراد الشرطة دخلوا المبنى 13 وهاجموا ما لا يقل عن 35 سجينا، بسبب احتجاجهم على سوء أوضاع السجن.
ووفقا لشاهد عيان تحدث إلى معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، فإن الهجوم قاده كبار ضباط الشرطة، والتقطته كاميرات المراقبة والتسجيلات التي أعدتها شرطة مكافحة الشغب.
وكانت وزارة الداخلية في البحرين أصدرت بيانا أعلنت فيه أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية وقانونية ضد سجناء تورطوا في أعمال الفوضى والعنف ضد أفراد الشرطة.
وتواجه البحرين ضغوطا من منظمات حقوقية بشأن أحوال السجون واكتظاظها بالسجناء وسوء حالة النظام الصحي ونقص الرعاية الطبية.
ويقبع مئات من الساسة المعارضين والنشطاء والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في السجن منذ انتفاضة 2011 وما تلاها من حملات للحكومة.
وقالت البحرين، في 28 مارس/آذار الماضي، إن كل النزلاء الذين طلبوا التطعيم بلقاحات الوقاية من كوفيد-19 حصلوا عليه.