تميم البرغوثي: هكذا ستحاول إسرائيل احتواء الكابوس الذي تواجهه ولهذا السبب ستفشل (فيديو)
قال الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي إن الفلسطينيين يعاقبون على أمر ولدوا به، وهو دينهم.
وأضاف البرغوثي للجزيرة مباشر “لو كان دين الفلسطينيين أو دين أمهاتهم مختلفا كان سيرحب بهم في حيفا ويافا وعكا” في إشارة إلى قيام إسرائيل على أساس الانتماء الديني.
وأكد البرغوثي أن “إسقاط النظام العنصري الذي يفرق بين الناس على أساس الدين يعني تحرر فلسطين كلها وتحرر الفلسطينيين حول العالم”، مشيرا إلى أن عدد الفلسطينيين الآن داخل أراضي فلسطين التاريخية يزيد على عدد الإسرائيليين، وذلك للمرة الأولى منذ النكبة عام 1948، وهو تغير ديمغرافي تدرك إسرائيل أنه خطر على نظامها السياسي وعلى وجودها.
وأوضح البرغوثي أن الشعب الفلسطيني يتحرك اليوم ككتلة واحدة، سواء في غزة أو الضفة أو القدس أو داخل الخط الأخضر، مضيفًا “لا يمكن لحكومة أن تطبق قوانينها الظالمة والعنصرية إذا كان نصف عدد الناس الذين تطبق عليهم القوانين يرفضونها ويقاومونها بكل شكل”.
وتابع “إسرائيل الآن تدرك أن ما كانت تخاف منه من تهديد وجودي لنظامها السياسي بسبب زيادة عدد الفلسطينيين وتوحدهم وتسلحهم هو الكابوس الذي تواجهه اليوم”.
الشاعر الفلسطيني #تميم_البرغوثي: لو كان دين الفلسطينيين أو دين أمهاتهم مختلف كان سيرحب بهم في #حيفا و #يافا و #عكا.. pic.twitter.com/xpF523OeUg
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 19, 2021
ورأى البرغوثي أن “فلسطين كلها محتلة وتحريرها كلها ممكن بمقاومة الشعب إذا كان موحدًا” وأن “المقاومة طالما تقاوم فهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أيا كانت الجهة التي تقف وراءها. والمساوم لا يمثل الشعب حتى لو اعترفت به دول العالم وفتح سفارات فيها”.
وأعرب البرغوثي عن خشيته من أن تحاول إسرائيل احتواء هذا الخطر وأن تعود بخططها القديمة من تقسيم الفلسطينيين “بأن تعطي بعضهم شروطًا للعبودية أفضل من الشروط التي تعطيها للآخرين”، على حد قوله.
واعتبر أن إسرائيل تعتمد على ما يسمى عملية السلام والسلطة الفلسطينية لتحييد 3 ملايين ونصف مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية، وأن ما يسمى “حل الدولتين” يشتري لإسرائيل وقتًا.
لكن البرغوثي أكد أنه مطمئن لفشل تلك المخططات، قائلًا “الشيء الذي يطمئنني هو تشدد وطمع اليمين الإسرائيلي الحاكم واتجاه المجتمع الإسرائيلي يمينًا لأنه يريد أن تخدمه السلطة الفلسطينية دون أن يعطيها الأدوات التي يمكن أن تخدمه بها”.
وأضاف “الصفقة كانت تقتضي إعطاء استقلال فلسطيني شكلي يحمي المصالح الإسرائيلية، لكن اليمين الإسرائيلي يرفض إعطاء السلطة حتى هذا الشكل من الاستقلال، إذ يطمع في ضم الضفة وتهجير سكانها، ويريد من جهة فلسطينية أن تكون عميلة له دون أن يعطيها حتى أدوات العمالة”، على حد قوله.
وهذا الطمع الإسرائيلي يضمن -وفق البرغوثي- أن يظل الشعب الفلسطيني موحدًا وألا تستطيع أي جهة أن تقمعه أو أن تحيده عن هذا الصراع.
ودعا الرغوثي منتسبي الأجهزة الأمنية في الضفة إلى أن “يعرفوا أنهم أبناء الشعب وأن واجبهم حماية الشعب لا حماية المستوطنين وإسرائيل، وان السلاح الفلسطيني في الضفة يجب يكف عن أن يكون سلاحًا شرطيًا يحمي عملية السلام التي انقرضت وإنما أن يكون سلاحًا مقاومًا فلسطينيًا يحمي الشعب ويؤكد على وحدته”.
تغير الخطاب المصري
وقال البرغوثي “رغم حصار الحكومة المصرية لقطاع غزة طوال 7 سنوات، إلا أن المقاومة استطاعت أن تطور سلاحها بشكل مفاجئ ومبهر لأعدائها وحلفائها معًا، لدرجة غيرت من الخطاب الرسمي للحكومة المصرية”.
وأرجع البرغوثي سبب تغير الخطاب المصري الرسمي إلى عدة عوامل، أبرزها فشل الرهان على الإمارات وإسرائيل واليمين الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، والذي أدى إلى أضرار كبيرة للمصالح المصرية في عدة ملفات، منها ملف سد النهضة وملف التطبيع بين إسرائيل والإمارات، بالإضافة إلى يأس النظام المصري من حصار غزة، والذي لم يفلح في خنق المقاومة من تطوير قدراتها، حتى أصبحت لا تدافع عن نفسها فقط، بل تدافع عن القدس كذلك.