وزير برتغالي سابق: الإسلام جزء من أوربا ويمكنها به استعادة حيويتها

قال الوزير البرتغالي السابق برونو ماكايس إن الإسلام يعد جزءا من التاريخ والثقافة الأوربية وليس شيئا غريبا عنها كما في دول البلقان وإسبانيا فضلا عن دول أوربية كثيرة ذات كثافة سكانية كبيرة.
جاء ذلك أثناء حديثه لوكالة الأناضول التركية على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي عقد في الفترة بين 18-20 يونيو/حزيران الجاري.
وقال ماكايس -الذي شغل منصب وزير الشؤون الأوربية في الحكومة البرتغالية بين عامي 2013-2015- إن الإسلام “ليس دينا أجنبيا بل جزء منا، ويمكن أن يساعد في استعادة أوربا بعض التنوع والحيوية ونحن بحاجة إلى ذلك”.
وردًا على سؤال بشأن التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص الإسلام، قال ماكايس “ليس من شأن السياسيين أن يقرروا ما إذا كانت الأديان في أزمة أم لا. فالأمر يتعلق بمصير كل دين”.
والعام الماضي، اتهم ماكرون المسلمين الفرنسيين “بالانفصالية” ووصف الإسلام بأنه “دين في أزمة”، كما دافع عن الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وحول تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوربا، قال ماكايس “إنها مشكلة كبيرة ومقلقة للغاية” لأنها لا تقتصر على فرنسا، مشيرًا إلى العنصرية والكراهية تجاه الأقليات في دول مثل النمسا.
وأردف “في النمسا، ظهرت فكرة وجود قانون ضد الإسلام السياسي، ولا أحد يعرف جيدًا ما يعنيه الإسلام السياسي عمليًا. ما يقلقني هو أن هذا لا يقتصر على الحوادث المنفردة، ولكن يأتي من السياسيين أنفسهم في بعض الأحيان”.

العلاقات التركية الأمريكية
وعن مستقبل العلاقات التركية الأمريكية بعد الاجتماع الأخير بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن، خلال قمة الناتو التي عقدت في بروكسيل في 14 يونيو/ حزيران الجاري، قال ماكايس إنها كانت “مفاجئة وأفضل مما كان متوقعًا”.
وأشار إلى تحسن العلاقات التركية الأمريكية من خلال “الإشارة الأولى بمشاركة تركيا في عملية السلام في أفغانستان، ويبدو أن الولايات المتحدة سعيدة للغاية بذلك. والآن هذا الاجتماع أيضًا سار بشكل جيد”.
وأضاف “ربما يدرك بايدن أن تركيا مهمة. فالولايات المتحدة في مواجهة عميقة مع كل من الصين وروسيا، ومن المهم أن تكون تركيا إلى جانبها أو على الأقل أعتقد أن هناك فكرة في واشنطن مفادها أنه لا ينبغي على أمريكا دفع تركيا إلى التقارب مع روسيا والصين”.
العلاقات عبر الأطلسي
وتعليقًا على زيارة بايدن الأخيرة إلى أوربا، قال ماكايس إن العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي أصبحت الآن “أفضل بكثير” مما كانت عليه خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وأشار إلى أنه بعد جورج بوش الأب، يبدو أن بايدن “يقدر أوربا والاتحاد الأوربي أكثر” مشيرًا إلى أن الرؤساء الأمريكيين السابقين -بمن فيهم باراك أوباما- “كانت لديهم شكوك بشأن أوربا”.
وأوضح أن الحالة المزاجية في أوربا تشير إلى وجود مشكلات صعبة، ولكن “لدينا روح طيبة” مؤكدًا أن أوربا تريد أن تكون أكثر “استقلالية لتنمية القدرات”.
وتابع “قضايا التجارة والتكنولوجيا ينبغي حلها، وهناك مقاربات مختلفة قليلًا بشأن الصين وهناك بالطبع قضايا سياسية، لكن الروح جيدة جدًا”.