العفو الدولية: النظام السوري أخضع لاجئين للتعذيب بعد عودتهم

قالت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء إن قوات الأمن السورية أخضعت مواطنين سوريين ممن عادوا إلى وطنهم بعد طلبهم اللجوء في الخارج للاعتقال والإخفاء والتعذيب، بما في ذلك أعمال العنف الجنسي.
جاء ذلك في تقرير جديد أصدرته المنظمة بعنوان “أنت ذاهب إلى الموت” وثَّقت فيه مجموعة من الانتهاكات التي ارتكبها ضباط المخابرات السورية بحق 66 من العائدين، من بينهم 13 طفلاً.
ومن بين هذه الانتهاكات، التي وثقتها المنظمة 5 حالات لأشخاص لقوا حتفهم في الحجز إثر عودتهم إلى سوريا، في حين لا يزال مصير 17 ممن تم إخفاؤهم قسراً مجهولا.
وقالت العفو الدولية في التقرير “في الوقت الذي تفرض فيه عدد من الدول، من بينها الدنمارك والسويد وتركيا، قيوداً على حماية اللاجئين القادمين من سوريا، وتمارس الضغوط عليهم لحملهم على العودة إلى وطنهم، تثبت الإفادات المروعة الواردة في تقرير منظمة العفو الدولية أنه لا توجد في سوريا أية منطقة آمنة لعودة اللاجئين”.
تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية بعنوان "أنت ذاهب إلى الموت" يوثق مجموعة من الانتهاكات المروّعة التي ارتكبها ضباط المخابرات السورية بحق 66 من العائدين، من بينهم 13 طفلاً. للمزيد: https://t.co/YTbd7UcwqR
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) September 7, 2021
وقالت ماري فورستيي، الباحثة المعنية بحقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية “قد تكون الأعمال العسكرية العدائية قد خفت حدتها في سوريا، ولكن نزوع الحكومة السورية لارتكاب انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان مستمر؛ فأعمال التعذيب والإخفاء القسري والاعتقالات التعسفية أو غير القانونية، التي أجبرت الكثير من المواطنين السوريين على طلب اللجوء في الخارج، لا تزال متفشية في سوريا اليوم مثلما كانت في أي وقت مضى. أضف إلى ذلك أن مجرد الفرار من سوريا سبب كافٍ لجعل العائدين هدفاً للانتهاكات على أيدي السلطات”.
وأضافت قائلة “أية حكومة تزعم أن سوريا أصبحت الآن بلداً آمناً تتجاهل عامدةً الأوضاع الرهيبة على أرض الواقع، وتترك اللاجئين مرة أخرى نهباً للخوف على أرواحهم. ونحن نحث الحكومات الأوربية على منح صفة اللاجئ للأشخاص الذين رحلوا عن سوريا، والتوقف فوراً عن أي أفعال مباشرة أو غير مباشرة تجبر هؤلاء الأشخاص على العودة إلى سوريا. ويجب على حكومات لبنان وتركيا والأردن حماية اللاجئين السوريين من الترحيل أو غيره من أشكال الإعادة القسرية، تمشياً مع التزاماتها الدولية”.
#سوريا: "لقد ندمت على العودة إلى سوريا. لو كنت أعرف ما سيحدث، لما عدت مطلقاً". يتم استهداف اللاجئين العائدين إلى سوريا من قبل المسؤولين السوريين. كشفت منظمة العفو الدولية كيف يحدث هذا #SyriaNotSafehttps://t.co/YTbd7UcwqR
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) September 7, 2021
واستند التقرير لمقابلات أجرتها المنظمة مع 41 مواطناً سورياً، من بينهم بعض العائدين وأقاربهم وأصدقائهم، بالإضافة إلى محامين، وعاملين في المجال الإنساني، وخبراء متخصصين في الشأن السوري.
وبناء على نتائج التقرير، خلصت المنظمة إلى أنه “لا مأمن للاجئين العائدين في أي مكان في سوريا؛ وفضلاً عن ذلك، فإن ثمة خطراً حقيقياً في أن يتعرض اللاجئون الذين رحلوا عن سوريا منذ بدء الصراع للاضطهاد لدى عودتهم بسبب ما تنسبه السلطات إليهم من الآراء السياسية، أو بهدف معاقبتهم على فرارهم من البلاد وحسب”.