أطفال بلا أحذية أو خبز.. الثلوج تحاصر خيام نازحي الشمال السوري من جميع الجهات (فيديو)

كسرة خبز أحيانا تأتي وأحيانا أخرى تتأخر أياما، واقع مؤلم يعيشه النازحون وأطفالهم في مخيمات ريف إدلب شمالي سوريا في ظل برد قارس يهدد حياتهم.

ورصدت كاميرا الجزيرة مباشر، مساء الإثنين، معاناة نازحات سوريات وأطفالهن الصغار خلال  ليالي الشتاء الباردة دون طعام أو وسيلة تدفئة، ويعيشون بين أقمشة خيمة والقليل من الأغطية.

والتقت الجزيرة مباشر عائلة (أم أحمد) النازحة منذ 2019، بينما أعلنت الأمم المتحدة مخيمات شمالي سوريا “منطقة كوارث حقيقية” في ظل توقعات بتدهور الأحوال الجوية وهطول أمطار خلال الأيام المقبلة.

ويعيش 11 فردا من العائلة داخل خيمة مهترئة تفتقد مقومات الحياة، بينما تبلغ درجات البرودة ما دون الصفر مئوية في ريف عفرين.

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية مارك كيتس، الإثنين، إن النازحين في مخيمات الشمال السوري “مرّوا بالكثير في السنوات الأخيرة وفرّوا من مكان إلى آخر، ولحقت القنابل بهم. والآن، نرى هؤلاء الأشخاص في بعض المخيمات، إنها منطقة كوارث حقيقية”.

وأضاف مخاطبا الصحفيين “ترون صورا لأطفال يسيرون في الثلوج وعلى الجليد وهم يرتدون أحذية غير ملائمة، والوضع سيئ على وجه الخصوص بالنسبة للأشخاص كبار السن، والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعيشون في هذه الخيام الممزقة والمتهالكة في ظل درجات برودة تصل إلى ما دون الصفر مئوية”.

وروت (أم أحمد) للجزيرة مباشر عن معاناتها مع الثلج الذي يحيط بالخيمة من كل جانب، وصعوبة الحفاظ على بعض الأغطية جافة حتى يتمكن أطفالها من النوم ليلا بجانب انهيار الخيام وتكسر أعمدتها.

وقالت “لا يبقى لهم سوى قطع من القماش البالية لتحميهم خلال هذا البرد القارس”.

وأوضحت أن إحدى كبرى مشكلاتهم هي “انقطاع الطرق حيث يصعب معها شراء بعض الخبر أو الوصول إلى مساعدات مثل الحطب أو الوقود لإشعال النيران للتدفئة”.

وأدت هذه الظروف المعيشية الصعبة إلى إصابة أبناء (أم أحمد) بكثير من الأمراض التي تنهش أجسادهم الصغيرة.

وأعرب الأطفال للجزيرة مباشر عن أمنيتهم بالعودة إلى بلدتهم وبيتهم فقط للاحتماء بالجدران والقليل من التدفئة في ظل هذا البرد القارس.

وتصف (أم أحمد) الوضع بينما تتصاعد درجات البرودة داخل المخيم إلى ما دون الصفر قائلة “الوضع شوفت عينك صعب لا صوبة ولا حطب ولا شي ضعنا كتير بهالبرد وها الثلج. والله وقعت الخيم فوق رؤوسنا حتى ما نمنا والولاد عم يبردوا وما في معين”.

وأضافت “أولادي الاتنين راحوا، الله يكون بالعون”.

 

ووصفت (أم أحمد) هذه العاصفة الثلجية بأنها “أسوأ ما مر عليها بسبب الثلج المتزايد”.

وأشارت إلى أن أكثر ما تحتاج إليه هو “مدفأة وبعض المال لرعاية الأطفال لأن البيت ينقصه كل شيء”.

ويجلس أطفال (أم أحمد) على الأرض متجاورين للتدفئة ويفتقد كبيرهم (خالد) خيمة المسجد، فهي بديل المدرسة حيث يحفظ القرآن هناك برفقة إخوته وأصدقائه بعد أن انهارت قوائمها بعد العاصفة.

وتذكّر خالد بلدته الصغيرة (كفر بطيخ) وقال للجزيرة مباشر”الحال هناك أحسن من هون ألف مرة. كان في بيت وفيه صوبة، أحسن بكتير”.

ولم تتخلّ (أم أحمد) عن مسؤوليتها عن هؤلاء الأطفال حتى مع تقدمها في العمر حيث تعمل صباحا لتتمكن من شراء بعض الطعام والدواء في نهاية اليوم.

وتختم حديثها  “صعب كتير أنه تطلب منى البنت شحاطه (حذاء) وما بقدر، كنت عم ببكي لما تعبت ما حسنت (قدرت) أخذها عالصيدلية”.

ووفق بيانات الأمم المتحدة، يعيش نحو مليونين و800 ألف نازح شمال غربي سوريا، معظمهم في مخيمات سيئة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان