صحيفة فرنسية: باريس أكبر المتضررين من الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو

قالت صحيفة لاكروا إن فرنسا هي أكبر المتضررين من الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، وإن عواقبه السياسية والعسكرية والأمنية ستكون وخيمة على باريس وطموحاتها الجيوسياسية في دول الساحل والصحراء.
وحذرت الصحيفة الفرنسية من أن هذا الانقلاب سيخلّف وضعا مضطربا وغير مستقر في المنطقة، وسيهدد مستقبل عملية (برخان) التي تقودها فرنسا داخل حدود الدول الخمس بمنطقة الساحل والصحراء.
وأطاح عسكريون في بوركينا فاسو رئيس البلاد روك مارك كابوري في انقلاب عسكري حظي ببعض التأييد الشعبي وأثار ردود فعل دولية متباينة.
وقال متحدث باسم الانقلابيين إنه تم إغلاق الحدود وحل الحكومة والجمعية الوطنية، وجرى تعليق الدستور، كما تم فرض حظر تجوال في جميع أنحاء الإقليم “حتى إشعار آخر”.
وأمس الإثنين، وبعد نحو عشر ساعات من استيلاء جنود ملثمين على التلفزيون الوطني في عاصمة البلاد واغادوغو وإضفاء الطابع الرسمي على الانقلاب في بوركينا فاسو، ظهر وجه الرجل القوي الجديد في البلاد، المقدم بول هنري سانداوغو داميبا، على الشاشات في نهاية اليوم، بعد عطلة نهاية أسبوع من التوتر والتمرد بثكنات عدة في البلاد.
وأعلن الملازم قادر ويدراوغو أحد قادة الانقلاب على التلفزيون الرسمي -وخلفه 15 جنديا بالزي العسكري والقبعات الحمراء- أن (الحركة الوطنية للحماية والاستعادة) “التي تضم جميع مكونات قوات الدفاع والأمن، قررت إنهاء سلطة روك مارك كريستيان كابوري”.
وأضاف أن المجلس العسكري الحاكم قرر إغلاق حدود البلاد بدءا من فجر اليوم الثلاثاء، ووعد بأن “تعود البلاد إلى النظام الدستوري في غضون فترة زمنية معقولة” لم يحدد مدتها.

جاء ذلك عقب إعلان مصادر أمنية أن الرئيس كابوري ورئيسَي البرلمان والوزراء باتوا فعليا في قبضة العسكر، بثكنة سانغولي لاميزانا في واغادوغو.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الإثنين عن “إدانته الشديدة للانقلاب العسكري في بوركينا فاسو”، مطالبا الانقلابيين “بإلقاء أسلحتهم وضمان السلامة الجسدية للرئيس روك مارك كابوري”.
وقال غوتيريش في بيان تلاه المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إنه “يدين بشدة أي محاولة للاستيلاء على الحكم بقوة السلاح”.
وأعرب غوتيريش “عن قلقه بشكل خاص على مصير الرئيس وسلامته الجسدية في أعقاب الانقلاب الذي نفّذته وحدات من القوات المسلحة في 23 يناير/كانون الثاني”.
I am following developments in Burkina Faso with deep concern & strongly condemn any attempt to take over a government by the force of arms.
Coup leaders must lay down their arms & ensure the safety of the President and the protection of the country’s institutions.
— António Guterres (@antonioguterres) January 24, 2022
وفي بيانه، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بـ”وباء الانقلابات” الذي يشهده العالم حاليا، مشيرا إلى أنه يتابع بقلق عميق تطورات الوضع في بوركينا فاسو.
ودعا غوتيريش جميع الأطراف إلى ضبط النفس واختيار الحوار سبيلا لحل الأزمة في بوركينا فاسو.