أوكرانيا تعلن استعادة 88 بلدة في خيرسون ومخاوف من فتح جبهة مع بيلاروسيا

أوكرانيا استعادت 88 بلدة من القوات الروسية في منطقة خيرسون جنوبي البلاد (غيتي)

أعلنت أوكرانيا، اليوم الجمعة، أنها استعادت 88 بلدة من القوات الروسية في منطقة خيرسون جنوبي البلاد، فيما قامت السلطات المحليّة الموالية لروسيا بإجلاء آلاف المدنيين في ظل تقدم قوات كييف.

في الأثناء، قال الانفصاليون الموالون لروسيا إنهم يعملون على تحويل المدينة إلى “حصن”.

واتهم كيريل ستريموسوف نائب مسؤول منطقة خيرسون الذي عينته روسيا، القوات الأوكرانية بقتل 4 بقصف جسر أنتونوفسكي على نهر الدنيبر الذي يستخدم لعمليات الإجلاء. وأضاف على تلغرام أن “مدينة خيرسون، مثل حصن، تعد دفاعاتها”.

وبث التلفزيون الروسي صورًا لسيارة متضررة وازدحام مروري للمركبات التي تنتظر عبور النهر.

ونفى الجيش الأوكراني استهداف المدنيين، وقالت المتحدثة باسمه ناتاليا غومينيوك “لا نقصف البنى التحتية الأساسية، ولا نقصف البلدات المسالمة والسكان المحليين”.

وحثت القوات الموالية لروسيا، المدنيين على الانتقال إلى الضفة اليسرى لدنيبر. وتخطط الإدارة الموالية لروسيا لإجلاء ما بين 50 و60 ألفا في غضون أيام قليلة.

وفي 30 سبتمبر/أيلول الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وثيقة ضم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا، وسط رفض وتنديد غربي واسع.

مدنيون تم إجلاؤهم من منطقة خيرسون الخاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا (رويترز)

تهديد بيلاروسيا

وتتعرض منشآت الطاقة الأوكرانية للقصف منذ 10 أيام مع اقتراب فصل الشتاء، في مواجهة القوات الروسية في الجنوب والشرق، كما شعرت بالقلق، أمس الخميس، من احتمال فتح جبهة جديدة في الشمال، من بيلاروسيا.

ودعت السلطات السكان إلى تقليل الاستهلاك بعد أن دمرت الضربات الروسية 30% من محطات الطاقة الأوكرانية في أسبوع.

وقال أوليكسي غروموف المسؤول في هيئة الأركان العامة الأوكرانية للصحفيين إن “تهديد القوات الروسية باستئناف الهجوم على الجبهة الشمالية في ازدياد هذه المرة. قد يكون الهجوم غرب الحدود البيلاروسية لقطع طرق الإمداد الرئيسة للأسلحة والمعدات العسكرية الأجنبية” التي تصل بشكل خاص عبر بولندا.

وأكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أمام المجلس الأوربي أن الاقتراح الأوكراني بنشر بعثة مراقبة دولية على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا “يزداد أهمية كل يوم”.

فيما قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو المتحالف مع موسكو أن بلاده “لا تحتاج إلى الحرب”، وذلك بعدما شكلت مع روسيا قوة عسكرية مشتركة أثارت مخاوف من تدخل مباشر في النزاع الأوكراني.

وقال لوكاشنكو خلال زيارته مركزًا للتدريب العسكري “اليوم، لا نعتزم الذهاب إلى أي مكان. لا حرب في هذه المرحلة. لا نحتاج إلى الحرب”.

مسيرات إيرانية

وفي الولايات المتحدة، اتهم البيت الأبيض إيران بإرسال جنود إلى شبه جزيرة القرم لمساعدة الجيش الروسي.

وفرض الغرب عقوبات على إيران بعد اتهامها بتسليم طائرات مسيرة عسكرية لروسيا، الأمر الذي نفته موسكو وسخرت منه.

ودعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الأمم المتحدة إلى التحقيق في الاتهامات بأن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة أوكرانيا بما سيشكل انتهاكًا لقرار من مجلس الأمن الدولي.

وفي رسالة وقّع عليها مبعوثو الدول الثلاث لدى الأمم المتحدة، أيدت الدول دعوة أوكرانيا، الاثنين المقبل، لإجراء مثل هذا التحقيق، قائلة إن استخدام الطائرات المسيرة ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي أيد الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.

وتقول أوكرانيا إن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136 لمهاجمتها.

وتنفي طهران إمداد موسكو بطائرات مسيرة، كما تنفي روسيا أن قواتها استخدمت طائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة أوكرانيا.

إنهاء “العدوان”

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه لا يرى أدلة على أن روسيا مهتمة بإنهاء عدوانها على أوكرانيا وإن موسكو تدفع، بدلًا من ذلك، في الاتجاه المعاكس.

وأضاف في مؤتمر صحفي أن واشنطن ستنظر في الوسائل جميعها لتعزيز الدبلوماسية مع روسيا إذا رأت أن هناك فرصة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات