الأكثر يمينية منذ 76 عامًا.. جورجيا ميلوني تتسلّم رسميًا مهام رئاسة وزراء إيطاليا (فيديو)

تسلّمت جورجيا ميلوني، اليوم الأحد، مهام رئيسة حكومة إيطاليا الأكثر يمينية منذ عام 1946.

وسلّم ماريو دراغي، الذي ترأس حكومة إيطاليا في فبراير/شباط 2021، السلطة لزعيمة حزب “فراتيلي ديتاليا” (إخوة إيطاليا) اليميني المتطرف في قصر كيجي مقر الحكومة، واجتمعا في ما بعد بمفردهما لأكثر من ساعة.

وبعد الاجتماع، سلّم دراغي رئيسة الحكومة الجديدة رمزيًا الجرس الذي يستخدمه رئيس مجلس الوزراء لضبط المناقشات خلال اجتماعات مجلس الوزراء، وترأست جورجيا ميلوني بعد هذه المراسم أول اجتماع لحكومتها.

وأعرب الاتحاد الأوربي، برؤساء هيئاته الكبرى الثلاث رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوربي شارل ميشال ورئيسة البرلمان الأوربي روبرتا ميتسولا، السبت عن استعداده “للتعاون” مع حكومة ميلوني.

وشكرت جورجيا ميلوني القادة الأوربيين، قائلة إنها “مستعدة ومتحمسة للعمل” معهم.

دين وتضخم

وقال البابا فرنسيس، الأحد، في ساحة القديس بطرس “اليوم، مع بداية حكومة جديدة، نصلّي من أجل الوحدة والسلام في إيطاليا”.

وأدّت جورجيا ميلوني ووزراؤها الأربعة والعشرون اليمين الدستوري  صباح السبت في قصر كويرينالي الرئاسي في روما، أمام الرئيس سيرجيو ماتاريلا، متعهدين “احترام الدستور والقوانين”.

وعُيّنت 6 نساء فقط في مناصب وزارية، وأوكِلت إليهن وزارات صغيرة، فيما حقّقت جورجيا ميلوني (45 عاما) فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية الإيطالية في 25 سبتمبر/أيلول، وتمكنت من تلميع صورة حزبها “فراتيلي ديتاليا” للفاشيين الجدد واعتلاء السلطة بعد قرن بالضبط على تولي الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني الحكم في بلادها، وقد أعربت جورجيا سابقاً عن إعجابها به.

وتواجه جورجيا ميلوني مهمة صعبة، إذ تشهد إيطاليا، ثالث اقتصاد في منطقة اليورو، على غرار الدول الأوربية الأخرى، وضعا اقتصاديا صعبا بسبب أزمة الطاقة والتضخم، كما سيتعيّن عليها حفظ وحدة ائتلافها الذي يعاني انقسامات.

تتمتع جورجيا ميلوني، مع شريكيها في الائتلاف زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني ورئيس الوزراء السابق زعيم حزب “فورتسا إيطاليا” سيلفيو برلسكوني، بالأكثرية المطلقة في مجلسي النواب والشيوخ.

وعكست التشكيلة الوزارية الجديدة رغبة جورجيا ميلوني في طمأنة شركاء روما القلقين من حكم رئيسة الوزراء الأكثر يمينية والأكثر تشكيكا بجدوى الاتحاد الأوربي في إيطاليا منذ 1946.

وقد يطمئن بروكسل تعيين الرئيس السابق للبرلمان الأوربي أنطونيو تاجاني في منصب نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية، وهو عضو في فورتسا إيطاليا، وتولي جانكارلو جاورجيتي حقيبة الاقتصاد وهو ممثل الجناح المعتدل في “الرابطة” وقد تولى حقيبة وزارية في حكومة رئيس الوزراء ماريو دراغي المنتهية ولايتها.

صمت باريس ومدريد

ويتوقّع أن تكون مهمة جورجيا ميلوني صعبة خصوصًا أن ائتلافها يُظهر تصدّعات، إذ يتقبّل كل من سالفيني وبرلوسكوني تولي جورجيا ميلوني السلطة على مضض بعدما فاز حزبها بـ26٪ من الأصوات في الانتخابات، في مقابل 8٪ فقط لـ”فورتسا إيطاليا” و9٪ للرابطة.

واضطرّت جورجيا ميلوني المؤيدة لحلف شمال الأطلسي ولدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، إلى مواجهة مواقف برلوسكوني المثيرة للجدل هذا الأسبوع إذ أكد “إعادة التواصل” مع بوتين وألقى بالمسؤولية في حرب أوكرانيا على كييف.

وأوضحت جورجيا ميلوني مسارها الأربعاء مؤكدةً أن إيطاليا “جزء لا يتجزأ” و”برأس مرفوع” من أوربا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) وهي رسالة لاقت أصداء إيجابية في واشنطن وكييف وحلف شمال الأطلسي الذي وجه أمينه العام ينس ستولتنبرغ “تهانيه” إلى جورجيا.

وفي واشنطن، هنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت رئيسة الوزراء مؤكداً أنه “يتطلع” لمواصلة العمل معها فوراً لصالح أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر إنه “يتطلع لمواصلة التعاون المثمر”. وأجابته جورجيا ميلوني “لستم وحدكم! ستقف إيطاليا دائما إلى جانب الشعب الأوكراني الشجاع الذي يناضل من أجل حريته وسلام شرعي”.

وهنأ المستشار الألماني أولاف شولتس جورجيا ميلوني في رسالة عبر تويتر، قائلا “أتطلع إلى مواصلة العمل من كثب مع إيطاليا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع”.

وظلت العاصمتان الأوربيتان الرئيسيتان الأخريان باريس ومدريد صامتتين. لكن إيمانويل ماكرون الذي يزور روما الأحد للقاء البابا فرنسيس ولإلقاء خطاب عن السلام، قد يستفيد من الفرصة لزيارة جورجيا ميلوني، حتى لو لا يزال إجراء لقاء غير مقرر حتى هذه المرحلة.

المصدر : الفرنسية

إعلان