رئيس لجنة طوارئ النيل الأزرق: 198 قتيلا في أحداث العنف القبلي.. و”طرف ثالث” متورط ستكشفه التحقيقات (فيديو)

قال عز الدين آدم -وزير الرعاية الاجتماعية المكلف ورئيس لجنة الطوارئ بإقليم النيل الأزرق- إن عدد ضحايا العنف القبلي في السودان بلغ 198 قتيلًا، حتى الآن، وجُرح 200، فضلًا عن فرار أعداد كبيرة من النازحين.
وأضاف في حديثه للجزيرة مباشر “في تقديري، يوجد طرف ثالث -يمكن أن تكشفه لجنة التحقيق- يعبث في هذه المسألة”، رافضًا تحميل طرف بعينه المسؤولية عن تردي الأوضاع.
وفي 15 يوليو/تموز الماضي، شهدت ولاية النيل الأزرق اشتباكات قبلية أسفرت عن 109 قتلى وعشرات المصابين، وفق وزير الصحة بالإقليم.
وفي 25 يوليو، أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 31 ألفًا بسبب الاشتباكات القبلية الأخيرة في النيل الأزرق.
وزير الرعاية الاجتماعية بإقليم النيل الأزرق: هناك 100 شخص مسؤولين عن العنف في الإقليم والتبشير بـ "وثيقة وقف العدائيات" حالت دون محاكمتهم#المسائية #السودان pic.twitter.com/DqrFYALhn9
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 22, 2022
وردًّا على سؤال الجزيرة مباشر عن دور الحكومة المركزية، قال آدم إنه مع وقوع أحداث العنف في المرة الأولى أدت الحكومة واجبها، وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى الإقليم، مما أسهم في احتواء الموقف.
وأضاف “بعد مدة، سُحب جزء كبير من القوات، وتجدّد العنف ولم تكن القوات كافية لفرض الأمن”.
وتأتي هذه الاشتباكات بينما تتعمق الأزمتان السياسية والاقتصادية في السودان منذ الإجراءات العسكرية التي اعتمدها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
من جهته، قال جمال ناصر السيد -وزير الصحة بإقليم النيل الأزرق- إن ما يحدث في الإقليم “جريمة بشعة لا تعرف الرحمة ولا الديانات السماوية”، وفق تعبيره.
وأضاف للجزيرة مباشر “بلغ عدد الجرحى في الدمازين 120 شخصًا، موزّعين على مستشفيين، وتوجد حروق مختلفة الدرجات”.
وحول عجز حكومة ولاية النيل الأزرق عن احتواء المأساة، قال الوزير “تعرضت الحكومة -منذ اتفاق جوبا للسلام- لمضايقات، توجد قيود على الحكومة وفق الدساتير واللوائح، لكنها سعت إلى فتح صفحة جديدة بين الأطراف المتنازعة”.
واستطرد “السؤال الذي يوجَّه الآن: ما الذي فجّر هذه الأزمة في هذا التوقيت؟”.
وزير الصحة بإقليم النيل الأزرق للجزيرة مباشر: حرق الجثث والمذابح والاغتصاب مستوردة من الخارج ولا تتفق مع ثقافة وطبيعة السودانيين#المسائية #السودان pic.twitter.com/9EdZXQVS1h
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 22, 2022
وتابع “ما وقع في السودان أشبه بما نفذته بوكو حرام في نيجيريا”.
ومنتصف أكتوبر الجاري، اندلعت اشتباكات بين قبيلتي المسيرية والنوبة في مدينة بثاوى بغرب كردفان جنوبي البلاد، وأسفرت عن قتيلين و4 جرحى من المسيرية و3 قتلى و5 جرحى من النوبة، وفق بيان القيادة العامة للقوات المسلحة بالسودان.
وأشار البيان ذاته إلى إضرام النيران في عدد من المنازل ونهب بعض الممتلكات الخاصة.
وغالبًا ما تندلع اشتباكات قبلية في المناطق النائية بالسودان بسبب نزاعات على الأرض والمياه.
وتشهد ولاية غرب كردفان سنويًّا اشتباكات عنيفة بالأسلحة بين الرعاة والمزارعين من قبليتي المسيرية والنوبة، تخلّف قتلى وجرحى بالتزامن مع موسم هطول الأمطار في المنطقة.
ولا توجد تقديرات رسمية لحجم الأسلحة لدى القبائل في ولايات دارفور وكردفان، بينما تشير تقارير غير رسمية إلى أن مئات الآلاف من قطع الأسلحة تملكها القبائل، بما فيها مدافع ورشاشات.
ووفق الأمم المتحدة، قُتل 120 على الأقل بولاية النيل الأزرق في يوليو وأغسطس/آب الماضيين، بينما قُتل أكثر من 370 ونزح 177 ألفًا على الأقل بسبب النزاعات القبلية خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.