الاحتلال يرفض الإفراج المبكر عن الأسير ناصر أبو حميد ونداء عاجل من الجامعة العربية

خلال وقفة تضامنية مع الأسير ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان (منصات فلسطينية)

رفضت اللجنة الخاصة بالنظر في قضية الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد -التي عقدت جلستها في سجن “الرملة” الإسرائيلي، اليوم الخميس- طلب الإفراج المبكر عنه، رغم وضعه الصحي الحرج.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية)، أن اللجنة اجتمعت بطلب قدمه محامي ناصر أبو حميد استنادًا إلى التقرير الطبي النهائي الذي صدر عن مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي وأوصى فيه الأطباء بالإفراج عنه في أيامه الأخيرة. وذلك بعد أن ازداد وضعه الصحي تدهورا.

وجاءت جلسة اليوم بعد أن أُجِّلت مرتين في غضون أقل من شهر، جراء اعتراضات تقدمت بها نيابة الاحتلال وإجراء تعديلات جوهرية للعديد من “التشريعات والقوانين” حوّلتها إلى أدوات أكثر تطرفًا وانتقامًا، إذ أصبح القانون يستثني الأسرى المحكوم عليهم بالسّجن المؤبد.

وقد أغلقت هذه التعديلات الباب فعليًّا أمام أيّ إمكانية للإفراج عن أمثال الأسير أبو حميد، بحسب بيان لنادي الأسير الفلسطيني.

وكانت إدارة سجون الاحتلال قد أعادت ناصر أبو حميد أمس إلى سجن “الرملة” -الذي يلقبه الأسرى المسلخ- بعد أن نقلته الثلاثاء إلى مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي.

وكان الأسير أبو حميد قد رفض مقترحًا من محاميه بطلب “عفو” من رئيس حكومة الاحتلال، للإفراج عنه.

وقبل نحو 3 أسابيع نقل أبو حميد رسالته الأخيرة عبر عائلته وجاء فيها “أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مُطمئن وواثق بأنني أولا فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعبا عظيما لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى”.

تدهور صحي جديد

وأوضح نادي الأسير في بيان أمس، أن تدهورًا إضافيًّا كان قد طرأ على الوضع الصحي للأسير أبو حميد، وتبين أنه مصاب بالتهاب رئوي حاد وأن حالته حرجة للغاية بعد انتشار السرطان في معظم أجزاء جسده، ورغم ذلك تواصل إدارة السّجون تنفيذ جريمة “القتل البطيء” في حقه والتنكيل به.

وبيّن نادي الأسير أن ناصر أبو حميد يعاني من نقصان حاد في الوزن، وآلام شديدة ومستمرة، ويتنقل عبر كرسي متحرك، ويعتمد على أنبوبة أكسجين بشكل دائم.

ولفت النادي إلى أن جسد ناصر لم يعد يستجيب للمسكنات وهي الدواء الوحيد الذي يزود به حاليًّا، بعد أن قرر الأطباء وقف العلاج الكيميائي، وإعلانهم استنفاد مسار العلاج له، وإقرارهم بأنه وصل إلى المراحل الأخيرة.

الأسد المقنّع “يحتضر”

وناصر أبو حميد (50 عامًا) الملقب الأسد المقنّع كان من أبرز مؤسسي “كتائب شهداء الأقصى”، وهو ابن “سنديانة فلسطين” وشقيق الشهيد عبد المنعم المعروف بـ”صائد الشاباك”.

وناصر محكوم عليه بالسّجن المؤبد 7 مرات و50 عامًا، ويقضي 4 أشقاء له أحكامًا بالسجن المؤبد كذلك، وقد هُدم منزل عائلته خمس مرات آخرها عام 2019.

وأم ناصر، الأم التي هزت العالم بأمنيتها احتضان ابن من لحمها ودمها، غيبّته سجون الاحتلال عنها 30 سنة، 20 ونصف منها متواصلة، لا تتمنى إلا تحرير ابنها ولو ليوم واحد، أو لـ5 دقائق لتحتضنه، قبل أن يأتي القدر ويخطفه “شهيدًا” نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال والسجان.

وعلى مدار سنوات، تعرض أبو حميد لجريمة الإهمال الطبي “القتل البطيء” وتراجع وضعه الصحي بشكل ملحوظ في أغسطس/ آب 2021 حيث اكتُشفت إصابته بسرطان الرئة، وجاء هذا الاكتشاف متأخرا جرّاء مماطلة إدارة سجون الاحتلال في إجراء فحوص طبية له، إلى أن وصل إلى ما فيه اليوم من مرحلة صحية حرجة.

يشار إلى أنه يوجد نحو 600 أسير من المرضى في سجون الاحتلال، من بينهم 23 أسيرًا يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات مختلفة.

نداء عاجل من الجامعة العربية

من ناحيتها، دعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، جميع المؤسسات والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها وإعلاء صوتها في التضامن مع الأسير ناصر أبو حميد، وتكثيف ضغوطها على سلطات الاحتلال لإطلاق سراحه وسراح الأسرى المرضى والأطفال والمسنّين.

وأدانت الأمانة العامة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون، بمن فيهم المرضى الذين يزيد عددهم على 600، من ممارسات فظيعة تنتهك أبسط قواعد القانون الدولي والإنساني والأخلاقي، ومنها جريمة الإهمال الطبي المتعمد التي يتعرض لها اليوم الأسير أبو حميد على مرأى ومسمع من العالم بأسره، بما في ذلك منظماته وهيئاته ومؤسساته المعنية وذات الصلة.

واعتبرت أن تعمد سلطات الاحتلال إعادة ناصر أبو حميد إلى سجن الرملة، بمثابة إمعان وإصرار منها على مواصلة تنفيذ جريمة الإهمال الطبي والقتل البطيء بصورة رسمية ممنهجة ومعلنة.

 

وشكّلت جريمة الإهمال الطبي (سياسة القتل البطيء) السبب الأساسي في استشهاد أسرى خلال السنوات القليلة الماضية، وكانت آخرهم الشهيدة سعدية فرج الله خلال العام الجاري، ويضاف إليهم المئات من الأسرى المحررين الذين استشهدوا نتيجة لأمراض خرجت معهم من سجون الاحتلال.

ومنذ عام 1967، استشهد 73 أسيرًا وأسيرة في سجون الاحتلال نتيجة لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) وهم من بين 231 من شهداء الحركة الأسيرة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية

إعلان