مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة: قوات الأسد حرقت جثث معارضين بأوامر عليا من قمة هرم السلطة (فيديو)

قال المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة محمد العبد الله إن النظام السوري يواجه اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في السجون من تعذيب واغتصاب واعتداءات جنسية إلى إعدامات.

وأضاف خلال مشاركته، الاثنين، في برنامج (المسائية) عبر شاشة الجزيرة مباشر “قوات النظام السوري كانت تتعمد حرق جثث معارضين ومعتقلين عبر ممارسات منهجية بهدف طمس هوياتهم بأوامر عليا من قمة هرم السلطة في نظام بشار الأسد”.

وفي وقت سابق الاثنين، اتهم المركز السوري للعدالة والمساءلة -مقره واشنطن- في تقرير بعنوان “لا تتركوا أثرًا” قوات النظام السوري بتعمّد حرق جثث معارضين داخل حُفر في مناطق نائية جنوبي البلاد.

وأوضح العبد الله أن نظام الأسد تعمد إتلاف الأدلة التي تثبت الجرائم بحق هؤلاء المعارضين، مشيرًا إلى ضلوع الجيش والمخابرات العسكرية في جرائم حرب، حسب وصفه.

وتابع “نعمل في المركز على توثيق تلك الجرائم بهدف تعريف ذوي الضحايا بمصير أحبتهم”.

وأضاف “نتقدم بهذا التقرير إلى لجنة التحقيق الدولية بالأمم المتحدة -الآلية الدولية المستقلة والمحايدة للتحقيق في الجرائم بسوريا- فضلًا عن النيابات العامة في أوربا، بهدف التوصل إلى بعض المتورطين بهذه الجرائم ثم فروا إلى بلدان اللجوء في أوربا، لاعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة”.

وردًّا على محاولات البعض التطبيع مع النظام السوري وإعادته مرة أخرى إلى محيطه الإقليمي والدولي، قال العبد الله إن مثل هذه التقارير التي توثق الانتهاكات بحق الضحايا تقف حائلًا أمام هذه الخطوة، مشيرًا إلى ضرورة البدء في “لجان حقيقة تخبرنا عن مصير الضحايا وتعريف أسرهم بأماكن رفاتهم، ومن ثم محاسبة كافة المتورطين في هذه الجرائم”.

وشدد العبد الله على أن النظام السوري يعرف أماكن الجثث في المقابر الجماعية الموثقة من المخابرات العسكرية التي أشرفت على هذه الجرائم.

“لا تتركوا أثرًا”

يُذكر أن المركز السوري للعدالة والمساءلة عمل في التقرير المنشور على تحليل 13 مقطع فيديو تعود إلى العامين 2012 و2013، تُظهر عمليات نقل جثث بعد حرقها، ودفنها في حُفر بمثابة مقابر جماعية في محافظة درعا.

وتُظهر 4 مقاطع أفرادًا من المخابرات العسكرية السورية والفرقة التاسعة وهم يتخلصون من 15 جثة على الأقل، يُرجَّح أنها لمدنيين ومنشقين في منطقة اللجاة.

وأجرى المركز مقارنة بين مقاطع الفيديو مع صور أقمار اصطناعية لمراقبة حركة شاحنات نقل الجثث.

ويظهر في أحد المقاطع ضابط يلتقط صورًا لوجوه القتلى قبل أن يسكب البنزين على وجه الجثة واليدين، في خطوة يرى المركز أن هدفها محو أي أثر يمكن من خلاله التعرف على هويات أصحاب تلك الجثث.

وبعد ركل الجثث إلى حفرة، أُضرِمت النيران فيها، قبل أن يتناوب جنود النظام على سكب البنزين تدريجيًّا لمنع خمودها سريعًا، وفق التقرير.

ويرجّح التقرير أن الجثث الـ15 -وجميعها بلباس مدني- لمدنيين وعسكريين منشقين قُتلوا برصاص قوات النظام خلال دهم أحد المنازل في ديسمبر/كانون الأول 2012 بمحافظة درعا.

وحصل المركز على مقاطع الفيديو من ناشط إعلامي، قال إنه تلقاها من فصيل معارض استهدف القوات التي كانت تقوم بعمليات الحرق في كمين وقتل جميع أفرادها، وأحدهم يعمل لدى المخابرات العسكرية كان مسؤولًا عن التصوير.

وفي مارس/آذار 2011، اندلعت بسوريا احتجاجات شعبية مناهضة لنظام بشار الأسد طالبت بتداول سلمي للسلطة، لكنه أقدم على قمعها عسكريًّا مما زج بالبلاد في حرب مدمرة.

المصدر : الجزيرة مباشر