عدد البشر يتخطى 8 مليارات.. هل يساعد على التنمية؟ ومَن سيُطعم كل تلك الأفواه؟

تجاوز عدد سكان العالم عتبة 8 مليارات نسمة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، ما يفاقم التداعيات البيئية للتنمية الاقتصادية، ويضع حكومات الدول أمام تحديات صعبة لتوفير سبل العيش للسكان والاستفادة من الطاقة البشرية الكبيرة.

وقال مدير المركز الدولي للدراسات التنموية مصطفى يوسف، الثلاثاء، في حديث مع (المسائية) على الجزيرة مباشر إن “الموارد البشرية هي العنصر الحاكم في الخطط التنموية، وتكمن المشكلة الكبرى الآن في استهلاك الدول الغنية للأغذية”.

وأضاف “مثل الولايات المتحدة التي سكانها 4.1% من سكان العالم يستهلكون أكثر من 25% من ما ينتج في هذا الكوكب”، مشيرًا إلى وجود “هدر كبير في الدول الغنية”.

وتحدث عن استفادة دول أخرى من الطاقة البشرية، وضرب مثالًا على الصين التي تقترب من مليار ونصف المليار نسمة “وتعطي مكافآت لكل أسرة تزيد من الإنجاب لأنها استطاعت بالإضافة إلى دول أخرى أن تتبع خطط تنموية تؤدي إلى تنمية حقيقية”.

زيادة السكان ليس عبئاً

ويحيل الخبير المصري مشكلة التعامل مع ازدياد عدد السكان إلى ما أسماه “الكسل الفكري”، والنظر إليه على أنه عبء على البشرية.

وأضاف “الدول الغنية بالشمال تلقي باللوم على الدول الفقيرة بالجنوب، لكن هذه الدول أفقرت عمدًا نتيجة الاستعمار”.

وتابع “ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى قلة موارد الغذاء التي يعاني منها بعض البلدان، جاءت نتيجة الكسل الحقيقي للانتقال إلى الطاقة النظيفة من الغاز والطاقة الكهربائية والشمسية، بسبب مصالح شركات كبرى ودول تتبع الرأسمالية”.

وأكد أن “العالم حسابيًا لديه موارد غذائية لأكثر من 8 مليارات إنسان، لكن لا يوجد هناك عدالة بالتوزيع”.

أزمات قادمة

وترى الخبيرة بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) ميسون الزعبي أن 8 مليارات إنسان رقم كبير، وأن الوضع ينذر بأزمات أهمها شح المياه، حيث أن كمية المياه المتوافرة لم تعد كافية.

وعزت وجود التحديات الكبيرة مع ازدياد عدد السكان إلى “سوء الإدارة وعدم الاستدامة لاستخدام الموارد الطبيعية، ما يجعل من الصعب تأمين السكان بالغذاء والماء”.

وشددت على أهمية أن يصاحب النمو السكاني نمو اقتصادي واستدامة في الموارد والاهتمام بالصحة.

وترجع الأمم المتحدة النمو السكاني إلى تطور البشرية إذ أن الناس باتوا يعمّرون أكثر بفضل تحسن خدمات الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والأدوية.

كما أن الأمر يأتي ثمرة لارتفاع معدلات الخصوبة، خصوصًا في بلدان العالم الأكثر فقرًا، ومعظمها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

المصدر : الجزيرة مباشر