من هو أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا الجديد؟ (فيديو)

أدى رئيس الوزراء الماليزي الجديد، أنور إبراهيم (75 عامًا) اليمين الدستورية الخميس، ليختتم مسعى دام 3 عقود للحصول على المنصب الذي راوغه مرات كثيرة، وتسبب في قضائه نحو 10 سنوات في السجن.

كيف صعد إلى القمة؟

عندما كان زعيمًا معارضًا، قاد أنور عشرات الآلاف من الماليزيين في احتجاجات في الشوارع في تسعينيات القرن الماضي ضد مهاتير محمد، معلمه الذي أصبح خصمه.

وبدأ أنور زعيمًا شبابيًا إسلاميًا مثيرًا للاضطرابات والقلق قبل أن ينضم إلى حزب مهاتير محمد رئيس الوزراء في ذلك الحين، وهو حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو الذي يقود ائتلاف الجبهة الوطنية.

والعلاقة المتوترة مع الزعيم المخضرم شكلت مسيرة أنور والمشهد السياسي في ماليزيا أيضًا لنحو 3 عقود.

وينهي تعيين أنور رئيسًا للوزراء أزمة سياسية بعد انتخابات السبت الماضي التي تمخضت عن برلمان بلا أغلبية حاسمة بشكل غير مسبوق، فقد فازت الكتلة التقدمية التي يتزعمها أنور بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان، لكنها لم تنتزع الأغلبية.

لماذا أُلقي أنور في السجن؟

في الفترة الزمنية بين توليه منصب نائب رئيس الوزراء في تسعينيات القرن الماضي وانتظاره بدءًا من عام 2018 لتولي منصب رئاسة الوزراء رسميًا، أمضى أنور نحو عقد في السجن بتهم الفساد، فيما قال عنها إنها اتهامات وراءها دوافع سياسية.

وكان مهاتير يصف أنور بأنه صديقه وربيبه وبأنه سيكون خليفته، لكن فيما بعد، وسط اتهامات جنائية وخلافات بشأن كيفية التعامل مع الأزمة المالية الآسيوية عام 1998، قال مهاتير إن أنور غير مؤهل للقيادة “بسبب شخصيته”.

أبرز محطاته السياسية

بدأ أنور حياته السياسية أواخر الستينيات في جامعة ملايا في كوالالمبور، حيث درس علم الاجتماع، وأصبح معروفًا بوصفه زعيمًا طلابيًا، بعد قيادته عددًا من التظاهرات الحاشدة التي خرجت في ماليزيا ذلك الوقت ضد الفساد.

وفي 1971، أسس حركة الشباب المسلم في ماليزيا، وتولى منصب رئيسها حتى عام 1982.

ورغم انتقاداته لائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم وأقوى عناصره، المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة “UMNO”، قَبِلَ أنور عام 1982 دعوة من رئيس الوزراء آنذاك مهاتير محمد للانضمام إلى المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة وحكومته.

وتقدم أنور بسرعة، حيث شغل منصب وزير الثقافة والشباب والرياضة (1983)، والزراعة (1984)، والتعليم (1986ـ1991)، قبل تعيينه وزيرًا للمالية (1991ـ 1998)، ونائب رئيس الوزراء (1993ـ1998).

وفي 1998، صنفت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أنور، الرجل الأول في شرق آسيا، حيث كان يتمتع بمكانة مرموقة وشعبية كبيرة داخل ماليزيا وخارجها.

أنور إبراهيم بين أنصاره بعد إلقاء خطاب في مسجد في كوالالمبور في 11 سبتمبر 1998 (AP)

وعلى رأس الازدهار الاقتصادي الملحوظ لماليزيا خلال التسعينيات، اكتسب أنور احترامًا كبيرًا على الساحة السياسية في أنحاء العالم، غير أنه خلال الأزمة المالية الآسيوية عام 1997، اختلف مع مهاتير بشأن تنفيذ إجراءات التعافي الاقتصادي.

وفي 2008، أسس حزب “عدالة الشعب”، وكان من أكبر أحزاب المعارضة في ماليزيا.

ودفع تفشي الفساد في ماليزيا على أيدي رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق، كلًا من مهاتير وأنور إلى تنحية خلافاتهما، والتحالف في انتخابات البرلمان 2018 بهدف تحقيق مستقبل أفضل للماليزيين.

وفي 2022، تم إسقاط جميع التهم الموجهة إلى أنور، وتحالف مرة أخرى مع مهاتير الذي وعده بتسليمه السلطة.

رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، (يمين)، يجلس بجوار أنور خلال تجمع حاشد في بورت ديكسون، في 8 أكتوبر 2018 (AP)
المصدر : وكالات