الأزمة الأوكرانية.. تحذير بريطاني من “كارثة” ولافروف يتحدث عن “حوار الطرشان” ومقاتلات أمريكية تصل بولندا

قوات أوكرانية تستمر في الانتشار تحسبا لهجوم روسي (رويترز)

حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الخميس، من أن أي غزو روسي مستقبلي لأوكرانيا سيكون “كارثة كاملة من شأنها أن تؤدي إلى إراقة مريعة للدماء”.

وقال جونسون خلال مؤتمر صحفي مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ في بروكسل “ربما تكون أخطر لحظة (للأزمة الروسية الأوكرانية) خلال الأيام القليلة المقبلة، في أكبر أزمة أمنية تواجهها أوربا منذ عقود”.

وتابع قائلًا “بصراحة لا أعتقد أن قرارًا بالغزو قد اتخذ بعد، لكن هذا لا يعني أنه من المستحيل أن يحدث أمر كارثي للغاية”.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني الدول الأوربية إلى “التمسك بحق أوكرانيا في الانضمام إلى حلف الناتو”.

وتعارض روسيا خطط انضمام جارتها أوكرانيا إلى حلف الناتو، وطلبت ضمانات بألا يحدث هذا مستقبلًا.

من جانبه، قال الأمين العام للحلف إن “الناتو مستعد للاستماع إلى مخاوف روسيا ومناقشة سبل تعزيز مبادئ الأمن الأوربي”.

وأضاف “بعثت هذا الصباح برسالة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكرر فيها رغبتنا في أن تواصل بلاده السعي لإيجاد طريق دبلوماسي للمضي قدمًا”.

وتابع “هذه لحظة خطيرة للأمن الأوربي، حيث يتزايد عدد القوات الروسية (على الحدود الأوكرانية)”.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (رويترز)

وأردف قائلًا “روسيا تملك الخيار، إما أن تختار الحل الدبلوماسي ونحن مستعدون للجلوس، لكنها إذا اختارت المواجهة، فسوف تدفع ثمنًا باهظًا”.

وفي وقت سابق الخميس، دعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف موسكو إلى الانخراط في الدبلوماسية لحل الأزمة مع أوكرانيا.

وحذّرت الوزيرة البريطانية من أن الحرب في أوكرانيا ستكون “كارثية على الشعبين الروسي والأوكراني وعلى الأمن الأوربي”.

وأضافت “أبلغني الوزير لافروف اليوم بأن بلاده ليس لديها خطط لغزو أوكرانيا، لكننا نحتاج أن نرى تلك الكلمات متبوعة بأفعال”.

وتابعت قائلة “لا أرى أي سبب آخر لوجود مئة ألف جندي متمركزين على الحدود الأوكرانية سوى تهديد كييف، وإذا كانت روسيا جادة بشأن الدبلوماسية، فعليهم نقل تلك القوات والكف عن تلك التهديدات”.

حوار “الطرشان”

من جانبه، وصف لافروف محادثاته مع نظيرته البريطانية بـ”حوار الطرشان”.

وقال لافروف “لأكون صادقًا، أشعر بخيبة أمل، لدينا حوار الطرشان، نبدو وكأننا نستمع لكننا لا نسمع”.

وأضاف “الشيء الوحيد الذي سمعته خلال المحادثات التي استمرت ساعتين هو المطالبة بسحب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية”.

وأشار لافروف إلى أنه لم يتحدث مع تراس حول العلاقات الثنائية التي هي “في أدنى نقطة” لها، لأن الوزيرة أرادت مناقشة مسائل أخرى، أبرزها الوضع في أوكرانيا.

وتعليقًا على تصريح تراس، بأن على روسيا أن تختار الدبلوماسية، أكد لافروف أن بلاده “كانت تختار الدبلوماسية طوال هذه السنوات بينما لا يفعل الغرب شيئًا سوى تهديد موسكو”.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيرته البريطانية ليز تراس (رويترز)

وفي وقت سابق الخميس، عقد وزير الخارجية الروسي محادثات مع نظيرته البريطانية، بالعاصمة الروسية موسكو، ضمن زيارة رسمية للوزيرة للبلاد تستمر ليومين، في محاولة لنزع فتيل التوترات بين روسيا وأوكرانيا.

وتتهم الدول الغربية روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو.

وترفض روسيا الاتهامات وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.

رسالة ألمانية لروسيا

من جانبه، نبّه المستشار الألماني أولاف شولتس الخميس إلى أن على روسيا ألا تقلل من أهمية وحدة الأوربيين و”تضامنهم”، مع استمرار الجهود الدبلوماسية الكثيفة لاحتواء الأزمة.

وقال شولتس إثر مشاورات مع قادة دول البلطيق الثلاث في برلين “في هذا الوضع الدقيق بالنسبة إلينا جميعًا، على روسيا ألا تقلل من أهمية وحدتنا وتصميمنا بوصفنا شركاء داخل الاتحاد الأوربي وبوصفنا حلفاء في حلف شمال الأطلسي”، مؤكدًا أنه يتعامل “بجدية كبيرة” مع القلق الذي تبديه الدول الثلاث.

الدنمارك تسمح بانتشار جنود أمريكيين

وفي كوبنهاغن، أعلنت وزيرة الخارجية الدنماركية ميتي فريديريكسن أن بلادها على استعداد لاستقبال جنود أمريكيين على أراضيها في إطار اتفاقية دفاعية مشتركة.

وقالت الوزيرة إن “الولايات المتحدة تواصلت مع الدنمارك واقترحت تعاونًا دفاعيًا ثنائيًا. لم تُحدد بعد الطبيعة الدقيقة لهذا التعاون، لكن يمكنه أن يشمل وجود جنود أمريكيين وعتادًا ومعدات عسكرية على أراضي الدنمارك”.

المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

مقاتلات أمريكية في بولندا

وفي وارسو، قال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك إن طائرات أمريكية إف-15 هبطت اليوم الخميس في قاعدة جوية بولندية في وقت يعزز حلف الناتو وجوده العسكري عند خاصرته الشرقية.

ووصلت الطائرات مع انتشار المزيد من القوات الأمريكية والبريطانية في بولندا، التي زارها رئيس الوزراء البريطاني تعبيرًا عن التضامن.

كما أُرسلت طائرات أمريكية من الطراز نفسه إلى دول البلطيق.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن لندن قد ترسل مزيدًا من القوات للمساعدة في دعم حلفائها في شرق أوربا إذا لزم الأمر، بعد الإعلان عن نشر 350 جنديًا في بولندا يوم الإثنين.

محادثات عسكرية أمريكية بيلاروسية

وأجرى رئيس هيئة الأركان الأمريكية مارك ميلي اتصالًا هاتفيًا بنظيره البيلاروسي فيكتور غوليفيتش بهدف تجنّب احتمال وقوع “حوادث غير محسوبة” في وقت باشرت روسيا وبيلاروسيا مناورات عسكرية مشتركة، وفق ما أفاد البنتاغون.

وقال المتحدث باسم الجنرال ميلي الكولونيل ديف باتلر في بيان إن هذه المكالمة هدفت خصوصًا إلى الحد من أخطار وقوع حادث و”تبادل الآراء حول الأمن الأوربي الراهن”.

المصدر : وكالات

إعلان