بين الدين والتعليم.. سفير أمريكي يعلق على جدلية الحجاب في الهند والأخيرة ترد

قال المكتب الأمريكي للحريات الدينية الدولية أمس الجمعة إن حظر الحجاب في الهند “ينتهك حرية العقيدة ويوصم السيدات والفتيات ويهمشهنّ”.
وقال السفير رشاد حسين في تغريدة عبر حسابه على تويتر بشأن الجدل الدائر حول الحجاب في إحدى الولايات الهندية “الحريات الدينية تشمل حق اختيار اللباس الديني، وإن على ولاية كارناتكا الهندية ألا تمنع ارتداء الملابس الدينية، منع الحجاب في المدارس ينتهك الحريات الدينية ويتسبب في وصم وتهميش النساء والفتيات”.
Religious freedom includes the ability to choose one's religious attire. The Indian state of Karnataka should not determine permissibility of religious clothing. Hijab bans in schools violate religious freedom and stigmatize and marginalize women and girls.
— Amb. at Large for International Religious Freedom (@IRF_Ambassador) February 11, 2022
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد عيّن في يوليو/ تموز الماضي، المحامي الهندي الأمريكي رشاد حسين سفيرًا متجولًا للحرية الدينية الدولية، وهو أول مسلم يتم ترشيحه لهذا المنصب.
وردت وزارة الخارجية الهندية اليوم السبت قائلة إن التعليقات الخارجية على قضايا داخلية ليست محل ترحاب وإن القضاء ينظر في الأمر.
وأفاد المتحدث باسم الخارجية الهندية شري أريندام باغتشي في تصريح مكتوب بأنه “فيما يخص الزي المسموح به في بعض المؤسسات التعليمية في ولاية كارناتكا، فإن الأمر قيد مراجعة قانونية في المحكمة العليا للولاية”.
وأضاف “إن أطر وآلياتنا الدستورية، وكذلك روح الديمقراطية ونظامنا، هي بمثابة السياق الذي من خلاله يتم النظر إلى القضايا وحلها، ومن يعرف الهند سيكون مقدرا لهذه الحقائق، والتعليقات ذات الدوافع حول قضايانا الداخلية غير مرحب بها”.
بين الدين والتعليم
وتعترض الفتيات المسلمات الهنديات على قرار طرد المحجبات من المدارس ويعتبرنه قرارًا مهينًا سيرغمهن على الاختيار بين الدين والتعليم.
وقالت عائشة امتياز -وهي طالبة عمرها 21 عاما وتسكن حي أودوبي بولاية كارناتاكا بجنوب البلاد، حيث بدأت احتجاجات على حظر الحجاب- “الإهانة التي شعرت بها حين أمرني مسؤولو الكليّة بمغادرة قاعة الدرس لأني محجبة، هزّت وجداني”.
وأضافت لوكالة أنباء رويترز “عقيدتي تواجه تشكيكًا وإهانة من قِبل مكان كنت أعتبره صرحًا تعليميًّا”.
وقالت بعد أن درست 5 سنوات في كلية المهاتما غاندي التذكارية في أودوبي “الأمر أشبه بأن يطلب منك أحد أن تختار بين دينك وتعليمك. هذا يجانب الصواب”.
وأضافت أن عددًا من المسلمات اللاتي عارضن الحظر تلقين مكالمات تهديد وأنهنّ يخشين الخروج من منازلهنّ.
ويقول مسؤولو الكلية إنه يسمح للطالبات بوضع وشاح على الرأس في الحرم الجامعي، لكن عليهن خلعه داخل قاعات الدرس.
وحي أودوبي واحد من 3 أحياء بالمنطقة الساحلية ذات الحساسيات الدينية في ولاية كارناتاكا، أحد معاقل حزب بهاراتيا جاناتا اليميني الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
خوف وغضب
وزادت المواجهة من مشاعر الخوف والغضب لدى الأقلية المسلمة التي تقول إن دستور البلاد يمنحها حرية ارتداء ما تريد. وتصاعدت الاحتجاجات على الحظر وشارك المئات هذا الشهر في مظاهرات في مدينتي كولكاتا وتشيناي.
وفي الأسبوع الماضي، أحال قاضٍ بالمحكمة العليا في الولاية طلبات طعن في قرار الحظر إلى لجنة أكبر، وتلقى القضية متابعة دولية باعتبارها اختبارًا للحرية الدينية التي يكفلها الدستور الهندي.
وقالت عائشة وكذلك 6 مسلمات أخريات إنهن عاقدات العزم على الدفاع عن حريتهن الدينية في وجه بعض الطلاب الهندوس المتشددين وبينهم أصدقاء لهنّ.

وأضافت “من المؤلم حقًّا أن ينقلب عليك أصدقاؤك وأن يقولوا: لا أتقبل حجابك.. هذا يؤثر على أواصرنا وصحتنا النفسية”.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد قالت إن قرار حظر الحجاب ينتهك التزام الهند بالقانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يضمن الحق في التعبير بحرية عن المعتقدات الدينية للفرد وحرية التعبير والتعليم من دون تمييز.
وعلى مدار الشهر الماضي منعت العديد من المؤسسات التعليمية الحكومية في ولاية (كارناتاكا) الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب، وأيدت حكومة الولاية هذا الحظر وأصدرت توجيهًا الأسبوع الماضي يقول “لا ينبغي ارتداء الملابس التي تزعج المساواة والنزاهة والقانون والنظام العام”.