الأزمة الأوكرانية.. أمريكا ترسل تعزيزات وروسيا حشدت ما يكفي للغزو وتوقعات بمهاجمة كييف الثلاثاء

قالت واشنطن، الجمعة، إن روسيا حشدت ما يكفي من القوات بالقرب من أوكرانيا للقيام بغزو واسع النطاق، وحثت جميع الأمريكيين على مغادرة هذا البلد في غضون 48 ساعة، بعد أن شددت موسكو موقفها في وجه الجهود الدبلوماسية الغربية.
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن مسؤولين وصفتهم بالمطلعين أن خطوة روسيا بغزو أوكرانيا قد تبدأ، الثلاثاء المقبل.
وحسب هؤلاء المسؤولين قد تشمل تصرفات روسيا القيام باستفزاز في منطقة دونباس، حيث يقاتل الجيش الأوكراني منذ سنوات ضد الانفصاليين المدعومين من موسكو، أو مهاجمة عاصمة البلاد، كييف.
وأكد المسؤولون لوكالة بلومبيرغ أنهم لا يعتقدون أن بوتين اتخذ قرارًا نهائيًا بشأن أوكرانيا.
Russian military deployment on the borders with Ukraine.#AFPgraphics map showing Russian troop deployments on the borders with Ukraine and military bases and installations pic.twitter.com/zJHJaxvvXy
— AFP News Agency (@AFP) February 11, 2022
غزو قبل نهاية الألعاب الأولمبية
من جانبه، قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إن لدى الولايات المتحدة توقعا بأن روسيا قد تُقدم على غزو لأراضي أوكرانيا قبل نهاية الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين أي خلال أيام.
وأضاف أن لدى روسيا الآن قوات تكفي لشن عملية عسكرية ضخمة ضد أوكرانيا وأن الهجوم قد يبدأ في أي يوم، لكنه أشار إلى أنه لا معلومات تدل على أن الرئيس الروسي أخذ قرارا بهذه الخطوة.
وجدد سوليفان دعوة الرعايا الأمريكيين لمغادرة أوكرانيا بشكل فوري طالما كانت الخيارات متاحة، وطلبت الخارجية البريطانية من الرعايا البريطانيين مغادرة أوكرانيا فورا طالما تتوفر رحلات تجارية للعودة، في حين طلبت كل من النرويج ولاتفيا من مواطني البلدين مغادرة أوكرانيا بأسرع وقت مع تصاعد التوتر.
وجاءت تصريحات سوليفان بعد قمة جمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن مع زعماء غربيين والحلف الأطلسي والاتحاد الأوربي.
وقال إنه يتوقع أن يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الاتصال هاتفيا ببوتين قريبا بشأن الأزمة.

وفي وقت سابق الجمعة، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى اتصالا هاتفيا مع زعماء دول حليفة عبروا خلاله عن القلق من قيام روسيا بحشد قواتها حول أوكرانيا وأبدوا رغبتهم في حل دبلوماسي للأزمة.
وأضاف البيت الأبيض بعد الاتصال أن الزعماء “جددوا تأكيدهم على دعم سيادة أوكرانيا”.
وشارك في الاتصال كل من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوربي شارل ميشيل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وآخرين.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع أن بايدن اجتمع مع مستشاريه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، مساء أمس الخميس، وأوضح المصدر أن لهجة موسكو تزداد شدة وأنها سيرت 6 سفن حربية في البحر الأسود وأضافت المزيد من المعدات العسكرية في روسيا البيضاء، مما دفع المسؤولين الأمريكيين للاعتقاد أن الأزمة وصلت فيما يبدو إلى مرحلة حرجة.

الغرب ينشر أكاذيب
بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، إن الدول الغربية -بمساعدة وسائل الإعلام- تنشر معلومات كاذبة بالإشارة إلى أن موسكو ربما تخطط لغزو أوكرانيا.
وأضافت الوزارة في بيان عبر موقعها على الإنترنت أن الدول الغربية تحاول تشتيت الانتباه عن أعمالها العدوانية.
القوات الأمريكية إلى بولندا
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن 4 مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة سترسل 3000 جندي إضافيين إلى بولندا خلال الأيام القادمة في مسعى لطمأنة أعضاء حلف شمال الأطلسي.
وستضاف هذه القوات إلى القوات المتأهبة بالفعل للانتشار في أوربا إذا دعت الحاجة وقوامها 8500 جندي وكذلك ما يقرب من 3000 جندي قالت الإدارة الأمريكية في وقت سابق من الشهر الجاري إنها ستنشرهم في بولندا ورومانيا.
وكشف البنتاغون أن القوات الإضافية من الفرقة الثانية والثمانين المحمولة جوًا ستصل بولندا، مطلع الأسبوع المقبل.
وأوضح أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بإرسال ثلاثة آلاف جندي أمريكي إلى بولندا خلال اليومين المقبلين.

من جانبه، دعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الغرب إلى التوقف عن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وذلك خلال مباحثات أجراها مع نظيره البريطاني بن والاس.
وأعلن والاس أنه تلقى تطمينات من روسيا بأنها لا تنوي غزو أوكرانيا، وحذر من أن أي عمل عسكري روسي ستترتب عليه عواقب وخيمة.

وكانت روسيا قد حشدت بالفعل أكثر من 100 ألف جندي قرب أوكرانيا، وبدأت هذا الأسبوع مناورات عسكرية مشتركة في روسيا البيضاء المجاورة ومناورات بحرية في البحر الأسود.
مناورات عسكرية أوكرانية
ميدانيا، أجرى سلاح الجو الأوكراني مناورات عسكرية في القاعدة 203 الجوية قرب مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد.
وتشمل هذه المناورات تدريبات للقوات الخاصة على عمليات للإنزال الجوي، وتستخدم فيها أيضا طائرات مسيرة من طراز بيرقدار التركية وصواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدبابات والدروع، وصواريخ (إن- لوو) البريطانية المضادة للدروع، وستختبر المناورات قدرات القوات البرية بما في ذلك المدرعات والمدفعية والقاذفات الصاروخية على الانتشار السريع لصد أي هجوم روسي محتمل.
وأمهلت أوكرانيا روسيا 48 ساعة من أجل تقديم توضيحات مفصلة حول الأنشطة العسكرية في المناطق المتاخمة لأراضي أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم.
وقال وزير الخارجية الأوكراني إن هذا التوضيحات المطلوبة تشمل المناطق الانتشار ومدته والتشكيلات العسكرية وأنواع الأسلحة.
وفي حال امتنعت روسيا عن الرد فستلجأ أوكرانيا لطلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن.
وقالت الخارجية الروسية إن أوكرانيا تحاول صرف الانتباه بهذا الطلب عن حقيقة تحركاتها العسكرية غير العادية في إقليم دونباس.