إسرائيل تدفع بتعزيزات لقمع انتفاضة الأسرى.. وحملة لإنقاذ المرضى داخل سجون الاحتلال

دفعت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم السبت بتعزيزات ضخمة من وحدات القمع إلى كافة الأقسام، في حين يواصل الأسرى بكافة السجون معركتهم النضالية المستمرة منذ 7 أيام، ضد سياسات الإدارة التعسفية.
وحذر مسؤول الإعلام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ثائر شريتح من استدعاء قوات من جيش الاحتلال ووحدات القمع إلى محيط السجون، معتبرًا أنه مؤشر على هجمة خطيرة ومقلقة على الأسرى، وأن هناك نية من الإدارة لتنفيذ عمليات اقتحام وقمع.
ولفت شريتح إلى أن الأسرى مستمرون في نضالهم ضد سياسات الاحتلال التعسفية في حقهم، حيث يسعون بذلك لإلغاء كافة العقوبات التي فرضت عليهم، كسحب الأدوات الكهربائية، وفرض الغرامات، والعزل بالزنازين، وتقليص المواد الغذائية في “الكنتينا”، إضافة لوقف الهجمة عليهم، والاقتحامات والتفتيش، التي ارتفعت وتيرتها بعد أن انتزع الأسرى الـ6 حريتهم في سجن “جلبوع” الشديد التحصين، قبل أشهر.
وقال إن الأسرى قد يلجؤون للتصعيد من خلال الإضراب المفتوح عن الطعام، بالتزامن مع استمرار الأسرى الإداريين مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال لليوم الـ43 على التوالي.
وكانت إدارة سجون الاحتلال قد دفعت أمس الجمعة بتعزيزات ضخمة من وحدات القمع خشية لتمرد الأسرى عقب صلاة الجمعة.
وقد قرر الأسرى إغلاق الأقسام والامتناع عن الخروج للفحص اليومي وللساحات، في إطار معركتهم النضالية ضد سياسات إدارة سجون الاحتلال.
يشار إلى أنه في أعقاب نجاح 6 أسرى في انتزاع حريتهم فجر السادس من سبتمبر/ أيلول الماضي من سجن “جلبوع” تراجعت إدارة السجون عن الاتفاق على وقف إجراءاتها التنكيلية والتضييق بحق الأسرى، وصعدت من سياسة التضييق عليهم.

وتضم وحدات القمع التابعة لإدارة السجون، عسكريين ذوي خبرات وأجسام قوية خدموا في وحدات حربية مختلفة من جيش الاحتلال، وتلقوا تدريبات خاصة لقمع الأسرى والتنكيل بهم باستخدام أسلحة مختلفة، منها السلاح الأبيض، والهريّ، والغاز المسيل للدموع، وأجهزة كهربائية تؤدي إلى حروق في الجسم، وأسلحة تطلق رصاصًا حارقًا، ورصاص “الدمدم” المحرم دوليًّا، ورصاصًا غريبًا يحدث آلامًا شديدة.
حملة لإنقاذ الأسرى المرضى
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى أنها بالتعاون مع مؤسسات الأسرى، والفصائل الوطنية ستطلق غدًا الأحد حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تستمر حتى الخميس المقبل، من أجل الأسرى المرضى، للمطالبة بإنقاذهم، والإفراج عنهم، وتسليط الضوء على معاناتهم.
وقالت الهيئة إن الحالة الصحية للأسير المصاب بالسرطان ناصر أبوحميد لا تزال خطيرة، وتستدعي نقله لمستشفى مدني ليحصل على الرعاية الحثيثة.
وأضافت أن الأسير أبوحميد لا يزال يتحرك بواسطة كرسي متحرك، وتلازمه أسطوانة أكسجين للتنفس، ولا يكاد يستطيع تحريك أطرافه، ولا يستطيع الوقوف، وإنه فقد الكثير من وزنه.

وكان الأسير أبوحميد قد أبلغ محامي الهيئة أنه لا يشعر بأي تحسن في وضعه الصحي، وإنه فقد الكثير من وزنه، مبينًا أن صوته تغير وأنه يشعر بالتعب عند الحديث. وأضاف أنه لا يُقدَّم إليه سوى مسكنات للآلام فقط من دون علاج مناسب، رغم خطورة حالته ووصولها لمرحلة حرجة.
يشار إلى أن الأسير أبوحميد (49 عاما) من مخيم الأمعري بمدينة رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم عليه بالسجن 5 مؤبدات و50 عاما، وهو من بين 5 أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات.
وتعرض منزل أبناء أبوحميد للهدم عدة مرات على أيدي قوات الاحتلال كان آخرها خلال عام 2019، وحُرمت والدتهم من زيارتهم عدة سنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.