الشيخ جراح.. إصابات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال (فيديو)

أصيب فلسطينيان، واعتقل 8 آخرون، الأحد، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلية، لأهالي الشيخ جراح والمتضامنين معهم، والاعتداء عليهم في القدس المحتلة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب أنّ فلسطينيين اثنين أصيبا بجروح في الرأس خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في الشيخ جراح.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 8 فلسطينيين، شاركوا بالتضامن مع أهالي الحيّ، بحسب بيان للشرطة الإسرائيلية.
وزعمت شرطة الاحتلال في بيان مقتضب أنّ المعتقلين شاركوا في إثارة الشغب داخل الحيّ.
ومنذ ظهيرة الأحد، تقوم قوات الاحتلال بقمع أهالي حيّ الشيخ جراح والمتضامنين معهم، تزامنًا مع اعتداءات المستوطنين ضدهم.
وأفاد شهود عيان أنّ فرقة الخيالة التابعة لشرطة الاحتلال قمعت أهالي الحيّ والمتضامنين، واعتدت عليهم بالضرب، ومنعتهم من إقامة صلاة العشاء، التي أقاموها للتصدي لاعتداءات المستوطنين ضدهم.
كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت باتجاه أهالي الحي والمتضامنين، بحسب الشهود.
ونشبت اشتباكات بين متظاهرين فلسطينيين وشرطة الاحتلال الإسرائيلية، الأحد، في حيّ الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة إثر زيارة لنائب يميني متطرف في الكنيست أشعلت التوترات في الحيّ.
واستمرت الصدامات حتى ساعات المساء، واستخدمت شرطة الاحتلال خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
وقال شهود عيان إن عشرات المستوطنين اقتحموا حيّ الشيخ جراح برفقة النائب في الكنيست (البرلمان) بن غفير.
ومساء السبت، وصل عدد من المستوطنين إلى الشيخ جراح، وتجمعوا أمام منزل عائلة يهودية تعرّض، الجمعة، للحرق من قبل مجهولين.
وأفاد شهود عيان بوقوع “اشتباكات عنيفة” في الحيّ الذي صار رمزًا للنضال ضد الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية، وأعلنت شرطة الاحتلال اعتقال ثمانية من “مثيري شغب”.
إصابة أحمد الطيبي
وأصيب أحمد الطيبي النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي بجروح طفيفة إثر اعتداء مستوطنين عليه أثناء وجوده في حيّ الشيخ جراح، وسط القدس المحتلة.
وأفاد شهود عيان أنّ المستوطنين اعتدوا، الأحد، على النائب الطيبي الذي رافقه النائب العربي الآخر في الكنيست أسامة السعدي.
وجاء الاعتداء أثناء وصول النائبين في حيّ الشيخ جراح، للتضامن مع أهاليه الذين يتعرّضون لاعتداءات مستمرة يقوم بها المستوطنون منذ السبت.
وأصيب الطيبي، بجروح طفيفة في رجله، بحسب الشهود، حيث قدمت له طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني العلاج ميدانيًا.
اتهامات بن غفير
وزار إيتمار بن غفير النائب عن حزب “القوة اليهودية” والمعروف بتصريحاته التحريضية ضد الفلسطينيين، حيّ الشيخ جراح معلنًا نقل مكتبه البرلماني إليه دعمًا للمستوطنين اليهود.
واتهم بن غفير، السبت، عشية زيارته، الشرطة بالتقاعس عن التعامل مع حريق وصف أنه متعمد أتى على منزل عائلة يهودية في الحيّ.
وقال النائب في تغريدة “إذا أراد الإرهابيون حرق عائلة يهودية على قيد الحياة في ظل غياب للشرطة فسوف أصل إلى المكان”.
ودعا بن غفير أنصاره للانضمام إليه، وأعلن، الأحد، أنه يريد إبقاء هذا “المكتب” في الحيّ إلى أن “تعتني الشرطة بأمن السكان اليهود”.
وافتتح بن غفير مكتبه البرلماني تحت مظلة زرقاء، وعلقت عليها لافتة كبيرة تحمل اسمه وأعلامًا إسرائيلية.
دعوات لوقف “الاستفزازات”
من جهتها، أدانت السلطة الفلسطينية فتح المكتب ووصفته بأنه “خطوة استفزازية تصعيدية تهدد بإشعال الأوضاع وجرّها إلى مربعات من العنف يصعب السيطرة عليها أو احتواؤها”.
وحذّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إسرائيل من “من مغبة الاستمرار في هذا التغوّل” في حيّ الشيخ جراح.
وحذّر القيادي في حركة حماس مشير المصري من “عواقب الاعتداء المتكرر على حيّ الشيخ جراح”، وحمّلت حركة الجهاد الإسلامي “الاحتلال كامل المسؤولية عما يتعرّض له أهلنا في الشيخ جراح”.
أما مكتب ممثل الاتحاد الأوربي في الأراضي الفلسطينية، فقال عبر تويتر إن “الاستفزازات غير المسؤولة وغيرها من الأعمال التصعيدية في هذه المنطقة الحساسة تؤدي فقط إلى زيادة التوترات ويجب أن تتوقف”.
وحيّ الشيخ جراح من أرقى أحياء القدس الشرقية ويضم معظم القنصليات ومساكن الدبلوماسيين، ويشهد توترًا منذ أشهر على خلفية التهديد بإجلاء عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات استيطانية.
وتحولت في مايو/أيار، تظاهرات مؤيدة للعائلات الفلسطينية المهددة بالإخلاء في الشيخ جراح إلى مواجهات مع المستوطنين اليهود وشرطة الاحتلال أصيب خلالها مئات الفلسطينيين.
وأدى ذلك إلى اندلاع حرب استمرت 11 يومًا بين الحركة وفصائل فلسطينية أخرى وجيش الاحتلال الإسرائيلي أدت إلى استشهاد 260 فلسطينيًا بينهم 66 طفلًا في قطاع غزة، و14 شخصًا بينهم طفل وفتاة وجندي في الجانب الإسرائيلي.
وتكثّف إسرائيل في السنوات الأخيرة من عمليات الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، مع مشاريع عقارية تموّلها الحكومة ومبادرات منظمات استيطانية لشراء منازل من فلسطينيين أو مصادرتها منهم.
ورغم أنه غير قانوني بموجب القانون الدولي، استمر الاستيطان في ظل الحكومات الإسرائيلية كلها منذ عام 1967.
ويعيش حاليًا أكثر من 300 ألف فلسطيني و210 آلاف مستوطن إسرائيلي في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها، وتعدها بأكملها عاصمتها في مخالفة صريحة للقانون الدولي.