الفوضى تعم باريس.. مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومحتجين ضد شهادة التلقيح (فيديو)

كشفت صحيفة لوموند الفرنسية أن مديرية الشرطة في العاصمة باريس قامت باعتقال نحو 100 شخص اليوم الأحد، وفتح تحقيق إداري بعد بث مقطع فيديو يظهر شرطيًا وهو يصوّب سلاحه على سائق سيارة يوم السبت.

وأوضح تقرير لشرطة باريس أن أفرادًا من قواتها نفّذوا فجر اليوم الأحد حملة واسعة ضد معارضين للتدابير الصحية المشاركين في العملية المسماة “قوافل الحرية”.

وقال الادعاء العام الفرنسي إنه تم وضع 81 شخصًا رهن الاحتجاز لدى الشرطة، من بينهم جيروم رودريغيز، أحد وجوه حركة “السترات الصفراء”، ووضع رهن الاحتجاز لدى الشرطة بتهمة “تنظيم مظاهرة محظورة والمشاركة في مجموعة تشكّلت بهدف ارتكاب أعمال عنف”.

وكان آلاف المعارضين لشهادة التلقيح الذين توجهوا في مواكب إلى باريس، قد تمكّنوا من الوصول مساء السبت لجادة الشانزليزيه، ما حمل قوات الشرطة والدرك على التدخل سريعًا لتفريقهم.

وتشكّلت “مواكب الحرية” هذه على غرار التعبئة التي تشل حاليًا العاصمة الفدرالية الكندية أوتاوا، وتضم معارضين للرئيس إيمانويل ماكرون ورافضين لشهادة التلقيح وناشطين من حركة “السترات الصفراء”.

انعدام الثقة

وأعلنت السلطات الفرنسية في وقت سابق أنها مصممة على التصدي لهذه القوافل ومنعها من شلّ الحركة في العاصمة.

وقامت بنشر 7200 شرطي ودركي قاموا بتحرير مخالفات على خلفية “المشاركة في تظاهرة غير مصرّح بها” أو بالتحقق من الهويات عند أبواب باريس، ما يؤخّر حركة السير.

وتضم هذه الحركة الاحتجاجية الفرنسية الجديدة، معارضين لشهادة التلقيح التي تسمح لمن تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا بدخول المطاعم ودور السينما وغيرها من الأماكن العامة، إضافة إلى متظاهرين يرفعون مطالب اجتماعية تتعلّق بالقدرة الشرائية وكلفة الطاقة.

وانطلقت سيارات وعربات تخييم وشاحنات صغيرة من أنحاء فرنسا كلها، وتوقفت مساء الجمعة عند مشارف العاصمة باريس.

وكانت أكثر من 100 آلية قد وصلت إلى جادة الشانزليزيه وسط هتافات “حرية” قبل أن تتدخل الشرطة لإخلاء ساحة قوس النصر ثم الجادة، وتم توقيف حوالي 15 شخصًا.

 

وقالت لور (57 عامًا) التي تعلّم قيادة السيارات للوكالة الفرنسية، وهي تهرب من الغازات المسيلة للدموع “كنا في قلب باريس وكنا عازمين على الانسلال بين الحشود. أنا من السترات الصفراء، لكن هناك الكثيرين الذين يتظاهرون لأول مرة”.

وتوعّد رئيس الوزراء جان كاستكس بعدم التساهل مع هذه الحركة الاحتجاجية، وأكد في تصريح لمحطة “فرانس2” التلفزيونية، الجمعة، “إن عطّلوا حركة السير أو حاولوا شل الحركة في العاصمة فيجب أن نكون حازمين”.

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون في مقابلة مع صحيفة “ويست فرانس”، الجمعة، “نحن متعبون جميعًا ونشعر بالسأم جراء ما نعيشه منذ سنتين”، لكنه أضاف “أدعو إلى مزيد من الهدوء”.

عنف الشرطة

وانتقد ناشطون وسياسيون عبر تويتر في فرنسا، استعمال الأمن العنف لإيقاف متظاهري “قافلة الحرية” المناهضين للإجراءات الصحية التي اتخذها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للحد من انتشار كورونا كوفيد19.

وبثّت المنصات الفرنسية مقاطع فيديو لاستعمال أفراد الشرطة الغاز المسيل للدموع والعصي من أجل تفريق المتظاهرين الذين رفعوا شعارات تندد بسياسة إدارة ماكرون مع قرب انتخابات الرئاسة في البلاد.

وتصدّر وسم “عنف الشرطة” عبر تويتر في فرنسا، حيث عبّر ناشطون وشخصيات سياسية عن استنكارهم لما قامت به قوات الأمن في محيط شارع الشانزليزيه، في حين رآه آخرون أنه التفسير الحقيقي لتصريح ماكرون بشأن إعلان الحرب على رافضي التلقيح.

بالمقابل التقطت كاميرات القنوات الفرنسية مقطع فيديو لسيارة شرطة اعترضت سيارة أخرى من المتظاهرين ترفع العلم الفرنسي، قبل أن ينزل شرطي منها ويشهر سلاحه بوجه السيارة.

 

وأعلنت محافظة الشرطة أنها أمرت بفتح تحقيق داخلي في صفوف قواتها بعد انتشار الفيديو لمعرفة ملابسات الحادثة.

وقبل شهرين من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، تدرس الحكومة إمكانية وقف العمل بشهادة التلقيح في نهاية مارس/آذار أو مطلع أبريل/نيسان، أما الكمامات، فلن تعود إلزامية في الأماكن المغلقة الخاضعة للشهادة ابتداءً من 28 فبراير/شباط، باستثناء داخل وسائل النقل العام.

وقالت المعارضة للقاحات والناشطة في حركة “السترات الصفراء” صوفي تيسييه للوكالة الفرنسية “هذه خيانة، أسس المرسوم لا تحترم القانون ولا حرية التظاهر”.

غير أن رئيس الحكومة أكد أن “الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي حق يضمنه الدستور في جمهوريتنا وديموقراطيتنا خلافًا لحق تعطيل الآخرين ومنع حركة التنقل”.

وينوي المشاركون في “قوافل الحرية” الوصول إلى بروكسل في إطار “تلاق أوروبي” مقرر غدًا الإثنين غير أن السلطات البلجيكية تمنع دخول القوافل إلى العاصمة.

المصدر : صحيفة لوموند الفرنسية + مواقع التواصل + وكالات

إعلان