المنصف المرزوقي للجزيرة مباشر: قيس سعيد “ديكتاتور بدائي” يدفع بتونس إلى الحرب الأهلية (فيديو)
قال الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي إن الرئيس التونسي قيس سعيّد يدفع البلاد إلى الحرب الأهلية، ويشكل خطرا كبيرا عليها، ويفتقد إلى الشرعية، مطالبا برحيله.
وقال المرزوقي للجزيرة مباشر “تعاملت مع عدة أنظمة دكتاتورية ومع هذا المنقلب، ولم أر في حياتي شخصا تصرف بمثل هذه الطريقة في التعامل مع المعارضين، والقضاء، ومع مؤسسات الدولة”.
وأضاف “هذا الشخص يتصرف بطريقة غير مقبولة، وضع يده على القرآن وأقسم بأنه سيحترم الدستور وكل ما فيه من حريات التونسيين واستقلال القضاء والتوازن بين السلطات، ثم ألغى الدستور وأغلق البرلمان وصادر جميع الصلاحيات التشريعية والتنفيذية، ثم وضع يده بكل وقاحة واستخفاف واستهزاء على السلطة القضائية”.
د. المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الأسبق للجزيرة مباشر: #قيس_سعيد يشكل خطرا كبيرا على #تونس ويجب أن يرحل pic.twitter.com/qwvIOXAYDV
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 13, 2022
وتابع “هذا الرجل يتصرف بدون أي حد أدنى من الحياء، وبالتالي أعتبره فاقدا للشرعية، ولا يوجد حل آخر مع هذا الشخص الذي انقلب على الدستور، وصادر حريات التونسيين، ويدفع البلاد إلى الحرب الأهلية، ويشكل خطرا كبيرا ويجب أن يرحل”.
وكانت مظاهرات قد انطلقت أمس الأحد في العاصمة التونسية رفضًا لقرار الرئيس قيس سعيّد حل المجلس الأعلى للقضاء.
وأصدر سعيّد مرسوما رئاسيا بتشكيل مجلس مؤقت للقضاء، ومنح الرئيس التونسي نفسه بموجب المرسوم صلاحيات تعيين القضاة وترقيتهم وعزلهم، وحظر على القضاة “الإضراب أو تعطيل العمل بالمحاكم”.
وفي كلمة للمتظاهرين من العاصمة الفرنسية باريس، دعا المرزوقي، المعارضة الديمقراطية إلى البدء في حوار لقيادة المرحلة الحالية وإسقاط ما سماه “الانقلاب”.
كارثة عظمى
وحول رؤية قيس سعيد بأنه يصحح مسار الثورة بعد أن تعرض الشعب التونسي إلى إشكاليات كبيرة من خلال مؤسسات مثل البرلمان والقضاء، قال المنصف المرزوقي “هذه القصة التي تروى أصبحت غير مقبولة وهي كاذبة، لأن الثورة المضادة تحكم منذ 7 سنوات، والثورة انتهت عام 2014 عندما خسرت الانتخابات الرئاسية وجاء رئيس الثورة المضادة الباجي قائد السبسي إلى السلطة”.
وأضاف “قيس سعيد ليس له علاقة بالثورة وكان جزءا من الثورة المضادة وكان مع اعتصام الرحيل ضد البرلمان، والثورة المضادة هي التي تسببت في خراب تونس منذ 7 سنوات وهي المسؤولة عن الفساد”.
وأشار إلى أنه خلال 3 سنوات من وجوده في السلطة، شهدت تلك السنوات محاربة الفساد وإعطاء الناس دستورا ومؤسسات مستقلة، كما اكتسبت احترام الدول والشعوب.
وقال “الآن انظر إلى النتيجة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وقانونيا. تونس اليوم كارثة عظمى”.
د. المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الأسبق للجزيرة مباشر: من يحكم #تونس منذ 7 سنوات هي الثورة المضادة، وعندي أمل كبير أن الشعب سيعود إلى مفاهيم الثورة pic.twitter.com/FSaFahN3Wt
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 13, 2022
وردًّا على سؤال حول تغير رأي الشعب التونسي في الثورة، قال المرزوقي “الشعب محكوم بالثورة المضادة منذ 7 سنوات وجرّبها، والآن ما يراه التونسيون هو نتيجة هذه الثورة المضادة، وأقول لهم لا تحكموا على الثورة، احكموا على السنوات السبع الأخيرة”.
وأضاف “عندي أمل كبير بأن الشعب سيعود إلى مفاهيم الثورة وسيعود إلى الأمل في الثورة”.
انتحار ببطء
وبشأن ما إذا كان سعيد سيكسب معركته مع القضاء، قال المرزوقي “بالعكس أعتبر أنه بصدد الانتحار ببطء، لأنه عندما يأخذ كل هذه السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية سيكون مسؤولا عن كل شيء، وسيكون مسؤولا عن الخراب الاقتصادي والاجتماعي الذي تسير فيه تونس، ولن يستطيع من الآن فصاعدا أن يحتمي وراء أي شيء، وهذا الرجل فقد كل الضوابط التي كان يمكن أن تحميه”.
وأضاف “غدا ستكون هناك أزمة كبيرة، وأعتقد أنه يسرع في نهايته وهو بصدد توسيع العداوات وتقليص الدعم الداخلي والخارجي، حتى أسياده في الخارج يراجعون أنفسهم ويعتبرونه شخصا غير مؤهل ولا يراهن عليه، هذا الشخص دكتاتور متربص ودكتاتور بدائي”.
هل يفلت القضاء التونسي من قبضة #قيس_سعيد؟
مع د. المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الأسبق pic.twitter.com/Pp1xLFRvaA
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 13, 2022
وردًّا على سؤال عن مصادر قوة سعيّد التي مكّنته من تنفيذ كل ما يريد، قال المرزوقي “هناك دولة عميقة وأنظمة متمرّسة تراهن على هذا الشخص على أساس أن تسترجع مكانها وتلغي الثورة”.
وأضاف “هو يرتكز أيضا على غفلة بعض المواطنين وكرههم للسنوات السبع الأخيرة التي حكمت فيها الثورة المضادة، والمسألة لن تدوم طويلا لأنه في نهاية المطاف سيطالب بأن يعطي نتائج اقتصادية واجتماعية وسياسية”.
وقال “سياسيا تسير البلاد نحو الانقسام والتمزق، واقتصاديا تسير نحو الانهيار، ودوليا أصبحت منبوذة لأنها تعتبر من الدكتاتوريات. هذه نتائج الانقلاب وسيكتشف من وراءه أنه غير أهل للمهمة، وأخشى ما أخشاه أنه سيكون هناك بديل من داخل الدولة العميقة، وربما سيكون هناك دكتاتور أذكى وأقدر على تحقيق أهداف من يقفون وراءه”.