روسيا: سنفتح النار على أي سفن تدخل مياهنا الإقليمية والعلاقات مع أمريكا وصلت إلى الحضيض
نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مسؤول عسكري روسي كبير قوله، اليوم الإثنين، إن موسكو مستعدة لفتح النار على أي سفن أو غواصات أجنبية تدخل مياهها الإقليمية بصورة غير مشروعة.
غير أن المسؤول ذكر أن أي قرار من هذا القبيل لن يُتخذ إلا على “أعلى المستويات”.
ونفت الولايات المتحدة يوم السبت أنها نفذت عمليات عسكرية في المياه الإقليمية الروسية، بعد أن قالت موسكو إن سفينة حربية روسية طاردت غواصة أمريكية في المياه الروسية في المحيط الهادي.
علاقات في الحضيض
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين قوله إن العلاقات بين موسكو وواشنطن وصلت إلى “الحضيض” على الرغم من تزايد الحوار الثنائي مؤخرا، وذلك وسط اعتراضات غربية على تدريبات عسكرية كبيرة تجريها روسيا قرب حدودها مع أوكرانيا.
وقالت الولايات المتحدة أمس الأحد إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في أي وقت ويمكن أن تخلق ذريعة مفاجئة لشن هجوم، وأكدت تعهدها بالدفاع عن “كل شبر” من أراضي حلف شمال الأطلسي.
وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا، لكنها نفت مرارا وجود أي نية لغزو جارتها واتهمت الغرب بالتصرف “بهستيريا”.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن هناك قنوات محددة للحوار، ومن بين الإيجابيات التواصل بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن، حيث تحدثا عبر الهاتف يوم السبت، لكن لا تزال العلاقات في جوانب أخرى يشوبها التوتر.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله في مقابلة “زعيما البلدين على تواصل، وهناك حوار على جبهات أخرى. هذا تطور إيجابي لأنك تعلم أنه قبل عامين فقط لم يكن هناك حوار، ولم تكن هناك مثل هذه الاتصالات على الإطلاق”.
وأضاف “لكن بالنسبة لبقية الجوانب، للأسف لا يمكن الحديث سوى عن سلبيات فقط في العلاقات الثنائية. وصلنا إلى مستوى متدن للغاية. إنها في الواقع في الحضيض”.
وتجري روسيا تدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا البيضاء، الجارة الشمالية لأوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مقاتلات من طراز سوخوي سو-30 نفذت دوريات مشتركة على الحدود بين روسيا وروسيا البيضاء اليوم الإثنين.
ونقلت صحيفة إزفيستيا عن مصادر عسكرية قولها إن روسيا سترسل أيضا مجموعة من السفن المسلحة بصواريخ كروز وصواريخ أسرع من الصوت إلى البحر الأسود والبحر المتوسط.
وقال الأسطول الروسي في البحر الأسود يوم السبت إن أكثر من 30 سفينة بدأت تدريبات بالقرب من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، في إطار مجموعة واسعة من التدريبات من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي بمشاركة جميع أساطيلها في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط.
قوات دعم ألمانية
وهبطت طائرة عسكرية ألمانية تحمل تعزيزات من الجنود في مطار كاوناس في ليتوانيا اليوم الإثنين في أولى العمليات المزمعة لنشر قوات من دول حلف شمال الأطلسي وسط مخاوف في المنطقة إزاء غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
وقال متحدث باسم مجموعة القتال التابعة للحلف إن طائرة من طراز إيه400إم حملت نحو 70 جنديا في طليعة قوات يُتوقع أن يصل قوامها إلى 360 جنديًا ألمانيًا التي من شأنها أن تعزز قوات حلف شمال الأطلسي المتمركزة في المنطقة.
وتشمل العمليات الجديدة نشر قوات مدفعية وقوات استطلاع ومسعفين من وحدات من مختلف أنحاء ألمانيا، ويُتوقع استمرار وصول القوات طوال الأسبوع.
ومن المقرر أن يصل المستشار الألماني أولاف شولتس إلى كييف اليوم الإثنين للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مسعى لإبداء التضامن والمساعدة في تجنب اندلاع حرب في أوربا. وسيتوجه شولتس غدا الثلاثاء إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وينشر الحلف منذ عام 2017 مجموعات قتالية في ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وبولندا، وذلك ردا على قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.
ويبلغ قوام هذه المجموعات القتالية نحو 5 آلاف جندي وتقودها ألمانيا وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ويشكل الجنود الألمان حوالي نصف أفراد مجموعة القتال الموجودة بالفعل في ليتوانيا، والتي يبلغ قوامها 1100 جندي، وتضم المجموعة أيضا قوات من بلجيكا والتشيك ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج.