توقعات بالغزو في أي وقت.. أوكرانيا تصر على الانضمام للناتو وأمريكا تنقل سفارتها وروسيا تُفاوض الغرب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في كييف (الأوربية)

قالت واشنطن إنها بصدد نقل عمليات سفارتها في أوكرانيا مؤقتًا من العاصمة كييف إلى لفيف غربي البلاد بسبب تسارع حشد القوات الروسية، مع إصرار أوكرانيا على الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في حين تسعى موسكو لمواصلة التشاورات مع الغرب بشأن الضمانات الأمنية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين مع المستشار الألماني أولاف شولتس في كييف، إن بلاده لا تزال تسعى للحصول على عضوية حلف الناتو وأكد أن ذلك الانضمام سيضمن أمنها.

من ناحيتها، ذكرت الخارجية الأمريكية -في بيان- أن نقل عمليات السفارة لا يشير إلى أي تخفيض في الدعم الأمريكي لأوكرانيا، مؤكدة أن السفارة ستظل تعمل مع كييف لتنسيق العمل الدبلوماسي هناك، كما ستواصل واشنطن جهودها الدبلوماسية المكثفة لتهدئة الأزمة إذا اختارت روسيا الحوار بحسن نية.

هجوم متوقع في أي وقت

وجدّد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جون كيربي خلال لقاء مع شبكة (سي إن إن) تأكيده أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا قد يحدث في أي لحظة، وكشف أن لدى الرئيس الروسي خيارات عدة منها العمل العسكري التقليدي الواسع النطاق، أو هجوم يشبه ما وقع في إقليم دونباس عام 2015.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس الاثنين إن كل شيء جاهز لقيام القوات الروسية بغزو سريع لأوكرانيا، مضيفًا أن أوربا مستعدة لفرض عقوبات شديدة إذا حدث ذلك.

أوكرانيون يتظاهرون تضامنًا مع بلادهم في مواجهة التهديدات الروسية (غيتي)

وأضاف لو دريان لقناة (فرانس5) “إذا كان السؤال هو هل هناك عناصر قائمة لشن القوات الروسية هجومًا ضخمًا في أوكرانيا، فعندئذ: نعم هذا صحيح. إنه ممكن وبسرعة”.

وأضاف أن باريس وحلفاءها يتشاركون هذا التقييم، رغم أنه لم يقل شيئًا يشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ هذا القرار.

وقال مصدران دبلوماسيان أوربيان إن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها يوم الجمعة الماضي بأنه من المحتمل  أن تشنّ موسكو هجومًا يوم الأربعاء.

وأكد وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي أن الهجوم على أوكرانيا قد يحدث من دون سابق إنذار، ورأى أن أوربا باتت أقرب إلى الحرب مقارنة بأي مرحلة أخرى خلال الـ70 عامًا الماضية.

كما أكد هيبي أن بريطانيا ستدعم أي قرار تتخذه أوكرانيا بشأن مساعيها للانضمام إلى حلف الناتو.

يوم وحدة

وذكر مراسل الجزيرة مباشر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا المواطنين إلى إظهار التلاحم ورفع علم البلاد من المباني وترديد النشيد الوطني في وقت واحد يوم 16 فبراير/ شباط، وهو التاريخ الذي توقّعت بعض وسائل الإعلام الغربية أن يكون موعد البداية المحتملة للغزو الروسي.

وشدد المسؤولون الأوكرانيون على أن زيلينسكي لا يتوقع هجومًا في ذلك التاريخ. ونقلت عدة مؤسسات إعلامية غربية عن مسؤولين أمريكيين ومسؤولين آخرين ذكر هذا التاريخ على أنه الموعد الذي ستكون القوات الروسية جاهزة فيه لشن هجوم.

وقال زيلينسكي في خطاب إلى الأمة مسجل في مقطع فيديو “يقولون لنا إن 16 فبراير (شباط) سيكون يوم الهجوم، سنجعله يوم وحدة”. وأضاف “يحاولون تخويفنا بتحديد موعد من جديد لبدء العمل العسكري، في ذلك اليوم سنرفع علمنا الوطني، ونظهر للعالم بأسره وحدتنا”.

ودعا زيلينسكي لاستخدام خط الغاز (نورد ستريم 2) سلاحا جيوسياسيًّا. وأضاف أنه يعتقد منذ وقت طويل أن روسيا تهدد بلاده، لكن احتمال وقوع هجوم وشيك أمر يبالغ حلفاء كييف الغربيون في تقديره.

واتهم زيلينسكي روسيا بشن ما وصفه بحرب على بلاده على كل الجبهات، لكنه أكد أن كييف تسعى للسلام وحلّ كل القضايا بالحوار.

وقال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يتوقعون يومًا محددًا لشن هجوم بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنهم حذروا مجددًا من أن الهجوم قد يحدث في أي وقت.

فرص الحوار لم تستنفد

من جانبه قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن الرد الغربي بشأن مسألة عدم تجزئة الأمن غير ملائم لروسيا. وأضاف لافروف، خلال لقائه بوتين إن روسيا ستسعى للحصول على إجابات بشأن الضمانات الأمنية، بما في ذلك انضمام أوكرانيا للناتو.

وأبلغ لافروف بوتين بأنه تمت صياغة رد روسي على ردود الولايات المتحدة وحلف الناتو بشأن الضمانات الأمنية، وأن فرص الحوار مع الغرب بشأن الضمانات الأمنية لم تستنفد بعد.

وأكد لافروف أنه لا نية لدى روسيا للحديث مع الغرب إلى ما لا نهاية بشأن المطالب الأمنية، ولكن يجب مواصلة الحوار حاليًّا، حسب قوله.

وكانت هيئة الأركان الروسية قد قالت إن الغرب يقوم بإنشاء دولة معادية لروسيا في أوكرانيا، وقاعدة لنشر قوات الناتو هناك.

لن يكون هناك صراع

وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش قال بعد التحدث مع وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا، إنه ما زال يعتقد “استنادًا إلى تحليله الخاص، وآماله” أنه لن يكون هناك صراع.

واشنطن تحذر مواطنيها

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، تحذيرًا لرعاياها من السفر إلى بيلاروسيا ومولدوفا، للزيادة في النشاط العسكري الروسي غير المعتاد قرب حدود أوكرانيا.

وحثت الخارجية الأمريكية رعاياها على مغادرة بيلاروسيا ومولدوفا على الفور.

 

نشر قوات جنوب شرق أوربا

وقال 3 دبلوماسيين إنه من المتوقع أن يدشن وزراء دفاع الدول الأعضاء بحلف الناتو هذا الأسبوع خطة قد تفضي إلى نشر 4 مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في جنوب شرق أوربا ردًّا على الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء دفاع دول الحلف يومي الأربعاء والخميس المقبلين لاتخاذ قرار بشأن إصدار الأمر للقادة العسكريين لوضع خطط نشر مجموعات قتالية يبلغ قوام الواحدة منها نحو ألف جندي في بلغاريا ورومانيا، وربما في سلوفاكيا والمجر.

وأوكرانيا ليست من أعضاء حلف الناتو ولا توجد معاهدة تلزمه بالدفاع عنها. ومن شأن تعزيز القوات في البحر الأسود أن يظهر جدية الحلف في منطقة ذات أهمية استراتيجية وفي بلدان مثل المجر وسلوفاكيا لها حدود مع أوكرانيا.

وسيتعارض أي نشر للقوات مع مطالب موسكو الأمنية بأن يسحب الحلف قواته من شرق أوربا.

وتحشد روسيا أكثر من 130 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا، وتنفي الاتهامات الغربية بأنها تخطط لغزو لكنها تقول إنها قد تتخذ إجراءات “عسكرية فنية” إذا لم تتم تلبية مجموعة من المطالب، منها منع كييف من الانضمام إلى حلف الناتو.

وأشارت روسيا يوم الاثنين إلى أنها مستعدة لمواصلة الحديث مع الغرب لمحاولة نزع فتيل الأزمة الأمنية.

وتهدد الدول الغربية بفرض عقوبات على نطاق غير مسبوق إذا غزت روسيا جارتها. وقالت دول مجموعة السبع إن أي عدوان روسي جديد على أوكرانيا سيؤدي إلى “عقوبات اقتصادية ومالية ذات عواقب هائلة وفورية على الاقتصاد الروسي”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان