صبري السقاف.. مُعلم وفنان يفترش الرصيف ويحاول استعادة وظيفته المسلوبة منذ 25 عاما (فيديو)

وقفة تضامنية في تعز مع الفنان والمُعلم صبري السقاف الذي فقد وظيفته منذ ربع قرن (منصات يمنية)

مُعلّم تربوي وشاعر وملّحن وفنان شعبي وعازف وأديب، كل هذه المسميات والألقاب التي يحملها ابن اليمن صبري السقاف، لم تشفع له طوال 25 عامًا لإنصافه واستراد وظيفته المسلوبة وانتشاله من الرصيف الذي يسكنه منذ ربع قرن.

وقبل أيام، شهدت تعز -جنوبي البلاد- وقفة تضامنية مع السقاف، وهو رجل في العقد الخامس يعيش في كوخ صغير مكون من أخشاب وخردوات ومواد تالفة، مع آلاته وكتبه، بجوار مكتب التربية والتعليم بالمدينة، للمطالبة بتعويضه وإعادته إلى وظيفته التي فُصل منها عام 1997.

يقول السقاف ساخرًا “أعيش عيشة لا أُحسَد عليها وهذه آلتي (العود) التي أستخدمها”. وكان السقاف فقد وظيفته العامة بعد توقف إجراءات نقله من قطاع التربية والتعليم إلى قطاع الثقافة لكنه ظل صامدًا طوال تلك السنوات ليسترد حقه المسلوب.

وأعرب مشاركون في الوقفة -مثل مرّات سابقة- عن تضامنهم المطلق والمفتوح والمستمر مع حقوق السقاف حتى يسترد وظيفته، وقال أحدهم إن الأستاذ صبري نموذج من آلاف الحالات التي تعرضت للانتهاك الحقوقي في تعز التي تُعد العاصمة الثقافية لليمن.

ووفق وسائل إعلام محلية، فقد بدأ السقاف حياته مُعلمًا في مدارس الشمايتين، ثم أخذه الشغف إلى فنان متمرس يغني في قاعة الفضول وكان مكتب الثقافة يستعين به في الاحتفالات الوطنية ووعده بانتدابه.

لكنه لم يكن يعلم ما تخبئه الأقدار، فقد توقف الانتداب وفقد درجته الوظيفية بسبب الغياب عن العمل وانتهي به الحال مشردًا فبات الشارع مأواه ووظيفته وسكنه ومتنفسه الفني أيضًا، وسكن في كوخ أشبه بخيمة أو هودج معرّض للأتربة والأمطار والبرد.

وبعد 9 سنوات، صدر قرار بإعادة المفصولين من العمل بمكتب التربية في تعز وكان عددهم نحو 70 موظفًا، لكن مسؤول الخدمة المدنية رفض آنذاك إدخال بيانات السقاف الوظيفية بحجة عدم توافر بطاقة شخصية فحُرم منها مرة أخرى.

ومنذ فقده وظيفته، ظل صبري مشردًا يدندن على الأرصفة ألحانه الممزوجة بالأدب والوجع ويردد أغاني تحاول ترميم روحه التي لم تذبل رغم واقعه المحزن، ويعدّه كثيرون حالة فنية وإنسانية فريدة أرهقتها سنوات الفقر والمعاناة في بلد الحرب.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان