صبري السقاف.. مُعلم وفنان يفترش الرصيف ويحاول استعادة وظيفته المسلوبة منذ 25 عاما (فيديو)

مُعلّم تربوي وشاعر وملّحن وفنان شعبي وعازف وأديب، كل هذه المسميات والألقاب التي يحملها ابن اليمن صبري السقاف، لم تشفع له طوال 25 عامًا لإنصافه واستراد وظيفته المسلوبة وانتشاله من الرصيف الذي يسكنه منذ ربع قرن.
وقبل أيام، شهدت تعز -جنوبي البلاد- وقفة تضامنية مع السقاف، وهو رجل في العقد الخامس يعيش في كوخ صغير مكون من أخشاب وخردوات ومواد تالفة، مع آلاته وكتبه، بجوار مكتب التربية والتعليم بالمدينة، للمطالبة بتعويضه وإعادته إلى وظيفته التي فُصل منها عام 1997.
معلم وشاعر وفنان شعبي يفترش الرصيف لأكثر من 20 عاما ويروي مأساته بألحان العود.. تضامن مع الفنان #صبري_السقاف #تعز #اليمن pic.twitter.com/d7Mxf5RAOa
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 15, 2022
يقول السقاف ساخرًا “أعيش عيشة لا أُحسَد عليها وهذه آلتي (العود) التي أستخدمها”. وكان السقاف فقد وظيفته العامة بعد توقف إجراءات نقله من قطاع التربية والتعليم إلى قطاع الثقافة لكنه ظل صامدًا طوال تلك السنوات ليسترد حقه المسلوب.
وأعرب مشاركون في الوقفة -مثل مرّات سابقة- عن تضامنهم المطلق والمفتوح والمستمر مع حقوق السقاف حتى يسترد وظيفته، وقال أحدهم إن الأستاذ صبري نموذج من آلاف الحالات التي تعرضت للانتهاك الحقوقي في تعز التي تُعد العاصمة الثقافية لليمن.
بعد 25 عاماً على فصله من وظيفته.. وقفة تضامنية مع الفنان الشعبي صبري السقاف الذي يسكن في كوخ بجوار مكتب التربية والتعليم بمدينة #تعز للمطالبة بإنصافه وتعويضه وإعادته لوظيفته#الحدث_اليمني pic.twitter.com/TdNEKEVI6p
— الحدث اليمني (@Alhadath_Ymn) February 15, 2022
ووفق وسائل إعلام محلية، فقد بدأ السقاف حياته مُعلمًا في مدارس الشمايتين، ثم أخذه الشغف إلى فنان متمرس يغني في قاعة الفضول وكان مكتب الثقافة يستعين به في الاحتفالات الوطنية ووعده بانتدابه.
لكنه لم يكن يعلم ما تخبئه الأقدار، فقد توقف الانتداب وفقد درجته الوظيفية بسبب الغياب عن العمل وانتهي به الحال مشردًا فبات الشارع مأواه ووظيفته وسكنه ومتنفسه الفني أيضًا، وسكن في كوخ أشبه بخيمة أو هودج معرّض للأتربة والأمطار والبرد.
الغزل الشعبي في قصائد معلم اللغة العربية المشرد صبري السقاف pic.twitter.com/zY04MdLl00
— تعز تايم – Taiz time (@TaizTime) February 4, 2022
وبعد 9 سنوات، صدر قرار بإعادة المفصولين من العمل بمكتب التربية في تعز وكان عددهم نحو 70 موظفًا، لكن مسؤول الخدمة المدنية رفض آنذاك إدخال بيانات السقاف الوظيفية بحجة عدم توافر بطاقة شخصية فحُرم منها مرة أخرى.
ومنذ فقده وظيفته، ظل صبري مشردًا يدندن على الأرصفة ألحانه الممزوجة بالأدب والوجع ويردد أغاني تحاول ترميم روحه التي لم تذبل رغم واقعه المحزن، ويعدّه كثيرون حالة فنية وإنسانية فريدة أرهقتها سنوات الفقر والمعاناة في بلد الحرب.
صبري السقاف .. كوخ للفن والمرارات
تقرير : زبيدة الوجيه #تعز #الفن #سهيل #اليمن #YEMEN pic.twitter.com/g9ron9XxmQ— قناة سهيل الفضائية (@suhailchannel) January 21, 2022