مسؤول أمريكي للجزيرة مباشر: واشنطن مستعدة لأي مسار في الأزمة الروسية (فيديو)

كشف المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سامويل وربيرغ أن الاتصالات الدبلوماسية مستمرة مع روسيا، إلا أن الولايات المتحدة وحلفاءها عليهم البقاء على أهبة الاستعداد لأي احتمال آخر.

وقال وربيرغ عبر برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، إن الولايات المتحدة مستعدة حيال الأزمة الروسية للمسارين “الدبلوماسي والآخر” مشددًا على أنها تفضّل الأول لكنها تملك القدرة لردع “العدوان الروسي”.

وأمرت روسيا، اليوم الثلاثاء، بعودة قوات نُشرت قرب الحدود مع أوكرانيا إلى ثكناتها في أول مؤشر انفراج إذ إن وجودها يثير منذ أسابيع خشية من حصول غزو على وقع توتر بين الروس والغرب.

وأوضح وربيرغ أن الولايات المتحدة منخرطة وملتزمة بهذا المسار، وأنها أجرت اتصالات عدة ليس فقط مع حلفائها لكن أيضًا مع روسيا، وأن موسكو عليها اتخاذ مزيد من الخطوات لتهدئة الأزمة.

ورفض المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية إعطاء أي افتراضات عن حدوث حرب من عدمه، مشددًا على أن بلاده مستعدة للاحتمالين، وأضاف أنه ينبغي “محاسبة روسيا على أفعالها لا الأقوال”.

ومضى ضيف برنامج المسائية إلى أن الموقف الأمريكي ثابت، وهو أنها “لا تريد أي حرب”، معززًا تصريح الرئيس جو بايدن قبل أيام بأن “الغزو الروسي أو أي حرب في الاتحاد الأوربي ستكون كارثية على العالم كله”.

وقال سامويل وربيرغ، إن الخطوات التي تتخذها روسيا -بدءًا من غزو 2014- لمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) تعطي نتائج عكسية.

ورأى المسؤول الأمريكي أن كل الاتصالات بين مسؤولي بلاده والروس -بمن فيهم الرئيسان بايدن وبوتين- كانت مهمة ومفيدة، وأن النقاش يُبعد الحرب ويعزز المسار الدبلوماسي.

“روسيا لا تريد حربًا”

وأعلن بوتين، اليوم الثلاثاء، أنه يريد “مواصلة العمل” مع الغرب بشأن الأمن الأوربي لنزع فتيل الأزمة حول أوكرانيا.

وقال خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس “مستعدون لمواصلة العمل معًا. نحن مستعدون للمضي قدمًا في مسار المفاوضات”.

لكنه أسف مجددًا لرفض الغرب مطالبه الرئيسية معربًا عن استيائه بسبب عدم تلقيه “استجابة بناءة” لها.

وأكد بوتين أنه لا يريد حربًا سببها أوكرانيا قائلًا “هل نريد حربًا أم لا؟ بالتأكيد لا. لهذا السبب قدّمنا اقتراحاتنا لعملية تفاوضية”.

وقال أيضًا إنه “لا يستطيع أن يغض النظر عن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مع مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة”، إذ رأت موسكو أن الغربيين يحاولون تعزيز أمنهم على حساب أمن روسيا.

وفي ما يتعلق بالنزاع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرقي أوكرانيا، جدد شولتس وبوتين التزامهما باتفاق مينسك الموقّع عام 2015.

لكن الرئيس الروسي اتهم الحكومة الأوكرانية مجددًا بارتكاب “إبادة جماعية” بحق سكان المناطق الانفصالية.

وكان مجلس الدوما (البرلمان) الروسي قد صوّت في وقت سابق اليوم على مطالبة بوتين بالاعتراف بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك اللتين أعلنتا الاستقلال في المنطقة المعروفة باسم دونباس حيث تقاتل القوات الانفصالية الجيش الأوكراني منذ 2014.

تفاؤل حذر

لكن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قال إنه لا تتوافر أي مؤشرات على أن موسكو تسحب قواتها من الحدود.

وأكد للصحفيين “ثمة إشارات صادرة من موسكو على ضرورة مواصلة السبل الدبلوماسية، هذا يدفع إلى تفاؤل حذر. لكن حتى الآن لم نلمس أي مؤشر على خفض التصعيد على الأرض”.

ورحبت فرنسا بهذه “الإشارة الإيجابية” في حال تأكدت المعلومات عن انسحاب روسي من الحدود مع أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن المعلومات الاستخبارية حول الانتشار الروسي عند الحدود “لا تزال غير مشجعة” رغم إعلان انسحاب و”الانفتاح على حوار” من جانب موسكو.

ورأت الخارجية الألمانية أن إعلان انسحاب القوات الروسية “يجب أن يكون متبوعًا بخطوات”.

بينما رأت كييف أن جهودها الدبلوماسية المشتركة مع حلفاء غربيين نجحت في تفادي تصعيد روسي أكبر.

وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا للصحفيين “تمكنا وحلفاؤنا من الحيلولة دون قيام روسيا بمزيد من التصعيد. نحن في منتصف فبراير/شباط ونرى أن الدبلوماسية لا تزال مستمرة”.

إلا أن واشنطن رجّحت، الإثنين، أن يكون الهجوم الروسي لا يزال وشيكًا مما دفعها إلى نقل سفارتها من كييف إلى مدينة لفيف في غربي البلاد.

ودعت عشرات الدول رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا رغم مناشدة الرئيس فولوديمير زيلينسكي بعدم الاستسلام للهلع.

وندد الناطق باسم الكرملين “بحملة غربية غير مسبوقة تهدف إلى التسبب بتوتر” و”بالهستيريا التي لا أساس لها”.

وتنفي موسكو أن تكون لديها أي نية عدوانية تجاه أوكرانيا، لكنها تشترط لوقف التصعيد مجموعة من المطالب بينها ضمان عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي وسحب منشآت عسكرية للحلف من شرق أوربا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان