“حطوها في ميتم”.. بائع سمك لبناني ينهار ويقدّم طفلته للجيش طالبا إطعامها (فيديو)

أب يسلم ابنته الرضيعة لأحد رجال الجيش في الشارع (منصات التواصل)

تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان فيديو مؤثر لأب يسلم ابنته الرضيعة لأحد رجال الجيش في الشارع، وهو يقول “خدها ما معي مصاري أطعمها”.

وكان بائعو الأسماك في صيدا قد انتفضوا في وجه القوى الأمنية التي حاولت إزالة بسطاتهم، وعرض الأب وهو عامل تنظيف سمك، على قوات الدرك أخذ ابنته الرضيعة لإطعامها في مشهد مؤلم.

وأظهرمقطع الفيديو عددًا من المواطنين اللبنانيين وقد تجمّعوا حول الشاب الأب وبيديه طفلة لا يتجاوز عمرها عدة أسابيع محاولين تهدئته بعد أن ثارت ثائرته وهو يصرخ في ذهول مرددًا (شو بدها تاكل-الحفاضة نايلون).

وكان أصحاب بسطات السمك في مدينة صيدا قد قطعوا الطريق البحرية بسبب إزالة بسطاتهم، ثم فتحها الجيش اللبناني بالقوة.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية في بيان “عمد عدد من أصحاب بسطات بيع السمك إلى قطع الطريق البحرية قبالة مرفأ صيدا القديم، احتجاجًا على إزالة بسطاتهم من المكان من قبل بلدية صيدا والقوى الأمنية باعتبارهم مخالفين”.

ويظهر في المقطع صوت أحد المواطنين وهو يقول “أعطوها للبلدية يحطوها في ميتم يربيها.. يا عيب الشوم عليكم”.

وأثارت الواقعة ألمًا كبيرًا في نفوس اللبنانيين الذين تعاطفوا مع وضع الشاب الأب الذي لا يجد ما يسد به رمق ابنته الرضيعة، في حين كانت الرضيعة تبكي بشدة بين يدي والدها.

أزمة اقتصادية طاحنة

ويعيش لبنان أزمة اقتصادية طاحنة بعد أن تراكمت الديون على الحكومات المتعاقبة، وأصاب الشلل البنوك، وعجز أصحاب المدخرات عن سحب أموالهم بعد أن حالت الأزمة بينهم وبين حساباتهم الدولارية.

وانهارت العملة من 1500 ليرة للدولار قبل الأزمة حتى بلغت في وقت سابق من الشهر الماضي 34 ألفًا، مما دفع قطاعا كبيرا من السكان إلى صفوف الفقراء، وأصبح راتب الموظف الشهري الذي كان يعادل في يوم من الأيام 900 دولار يساوي الآن 50 دولارًا.

وتراجع الناتج الإجمالي المحلي إلى ما يقدر بنحو 20.5 مليار دولار في 2021 من نحو 55 مليار دولار في 2018، وهو نوع من الانكماش الذي عادة ما يصاحب الحروب على حد وصف البنك الدولي الذي صنف هذا الانهيار المالي بأنه من أسوأ الانهيارات في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.

وتقول لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) إن معدلات الفقر تزايدت بشكل كبير بين السكان البالغ عددهم 6.5 ملايين نسمة، فأصبحت 80% منهم في صفوف الفقراء.

لبنانيون يصطفّون للحصول على الوقود من محطة وقود (ر ويترز)

وقالت اليونيسف إنه في سبتمبر/ أيلول الماضي أصبح لدى أكثر من نصف الأسر طفل واحد على الأقل لا يحصل على إحدى وجبات اليوم، مقارنة مع ما يزيد على الثلث فقط في أبريل/ نيسان الماضي.

ويواجه لبنان المعتمد على استيراد الوقود أزمة أيضًا في الطاقة، وحتى قبل الأزمة كانت إمدادات الوقود التي تستخدم في محطات الكهرباء تشهد نقصًا حتى في العاصمة.

وتعد الأسر نفسها محظوظة حاليًّا إن حظيت بنحو ساعة من التيار الكهربائي يوميًّا، كما ارتفعت أسعار الوقود ارتفاعًا حادًّا أثّر في أسعار النقل؛ فركوب سيارة أجرة مشتركة -وهي وسيلة نقل منتشرة هناك- كان يكلف ألفي ليرة قبل الأزمة، أما الآن فيكلف في الرحلة نحو 30 ألف ليرة.

ويهاجر اللبنانيون في أكبر موجة خروج جماعي منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، وقالت منظمة الصحة العالمية إن أغلب المستشفيات تعمل بنصف طاقتها مع هجرة نحو 40% من الأطباء، وأغلبهم متخصصون، أو عملهم بدوام جزئي في الخارج.

وحذر الرئيس اللبناني ميشال عون، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من أن الدولة تتداعى.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل

إعلان