تحقيق استقصائي في نيويورك تايمز يسلط الضوء على رسالة مزيفة ألحقت ضررا بالمسلمين البريطانيين

أعاد تحقيق استقصائي لصحيفة نيويورك تايمز الضوء على رسالة “مزيفة” انتشرت عام 2014 في وسائل الإعلام البريطانية، وصِفت بأنها مخطط لأسلمة المدارس وتغيير قوانين التعليم في المملكة المتحدة لإضفاء “صبغة إسلامية” عليها.
وسلط تحقيق الصحيفة الضوء على تفاصيل ما أطلِق عليها “المؤامرة” التي تتضمن الزعم بأن مسلمين “متشددين” يهدفون إلى “السيطرة” على نحو 20 مدرسة حكومية في مدينة برمنغهام البريطانية.
ورغم فتح العديد من التحقيقات في ذلك الوقت، فلم يتم العثور على أي دليل يثبت وجود تلك المؤامرة.
وقال الصحفي الاستقصائي في نيويورك تايمز حمزة السيد إن “التحقيق لم يصل إلى أي شي يدل على أن الرسالة حقيقية. وجدنا نظريات تفيد بأن الرسالة جاءت من وضع خاص بمدرسة ابتدائية في برمنغهام وأن القصة بدأت من تلك المدرسة، لكن التحقيق لم يوصلنا إلى أي شخص له علاقة بالرسالة”.
وأشار إلى أن ما دفعهم إلى القيام بالتحقيق هو وجود مؤشرات حقيقية على زيف الرسالة، ورغم ذلك قامت السلطات بإجراءات جدية ووضع قوانين جديدة، مضيفًا “تساءلت في نفسي: لماذا حصل كل ذلك؟ ومن هناك أردت إعادة الناس إلى المربع الأول وإثبات أنها زائفة”.
وأكد السيد أن وزير التعليم آنذاك مايكل جوف اطّلع على نتائج تحقيق تثبت أن الرسالة مزيفة، لكن لم يتم إعلان ذلك، موضحًا أن الحكومة نصت على ضرورة بذل مزيد من الجهود لمعالجة “مشكلة التطرف في المدارس”.
وكان الحل الذي قدمته حكومة المملكة المتحدة إدراج “القيم البريطانية الأساسية” ضمن البرنامج التعليمي في المدارس، وبذلك نُسبت “المشكلة” بشكل فعال إلى المسلمين، وبينما استمرت معظم المؤسسات التعليمية في العمل كالمعتاد ظلت المدارس المحلية والمجتمعات المسلمة تعاني من عواقب هذه الفضيحة.
وقال “واجبي الصحفي أن يعرف الناس ما يحصل هنا وما نقوم به وكيف تم بناء قوانين على رسالة مزيفة. نحن نشجع الجميع للاطلاع على محتوى التحقيق”.
وختم بالقول “على المسلمين أن يجتمعوا. لم أشاهد قوة مقاومة لما حدث ضدهم في عام 2014، إذ قبلوا بالخطاب ضدهم، لذلك إذا كان هناك اتهامات فيجب عدم التسليم بها فورًا”.
و”الإسلاموفوبيا” مفهوم يعني حرفيًا الخوف الجماعي المرضي من الإسلام والمسلمين، لكن مراقبين يرونه نوعًا من العنصرية قوامه جملة من الأفعال والمشاعر والأفكار النمطية المسبقة المعادية للإسلام والمسلمين.