أبرز ردود الفعل الدولية على قرار بوتين الاعتراف باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال خطاب الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا

أثار قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مساء الاثنين، بالاعتراف بدونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، ردودا غاضبة من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية.

وأعربت دول عديدة، أبرزها بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا، عن إدانتها الشديدة للقرار الروسي.

“لن يمرّ بدون ردّ”

حيث أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الولايات المتحدة تلتزم بوحدة أراضي أوكرانيا بعدما أعلنت روسيا اعترافها باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

وخلال اتصال هاتفي مع زيلينسكي، أعاد بايدن “تأكيد التزام الولايات المتحدة بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”، بحسب البيت الأبيض.

كما أطلع بايدن “الرئيس زيلينسكي على رد الولايات المتحدة الذي يشمل خطة لفرض عقوبات. وكرر الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة سترد بسرعة وحزم بشكل متزامن مع حلفائها وشركائها لمنع المزيد من العدوان الروسي على أوكرانيا”.

وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف سولتس قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا واعتبروه “انتهاكً واضحًا” لاتفاقات مينسك.

وقالت المستشارية الألمانية في بيان نشر عقب مكالمة هاتفية بين الزعماء ماكرون وشولتس وبايدن إنهم اتّفقوا على أن “هذه الخطوة لن تمرّ بدون ردّ”.

وتعهد الحلفاء الغربيون الثلاثة بعدم التخلي عن التزامهم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.

وأشادوا بضبط النفس الذي أبداه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إزاء التطورات الأخيرة، مشيرين إلى أنهم “سيبذلون كل ما في وسعهم لمنع تصعيد إضافي للوضع”.

من جهته، ندّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون باعتراف روسيا بالجمهوريتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، معتبرا ذلك “انتهاكا صارخا لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”.

وقال جونسون، خلال مؤتمر صحفي، إنّ اعتراف بوتين باستقلال الانفصاليين الموالين لروسيا، يعدّ “تنصّلا من عملية واتفاقيات مينسك” التي أبرمت في 2015 لإحلال السلام في أوكرانيا.

بدورها، لفتت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إلى أن خطوة بوتين “تؤذن بنهاية عملية مينسك وتمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة”.

وأضافت “لن نسمح بأن يمرّ انتهاك روسيا لالتزاماتها الدولية من دون عقاب”.

من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، روسيا للتراجع عن قرار الاعتراف باستقلال جمهوريتي “دونيتسك” و”لوغانسك”.

وشددت في بيان، على أن القرار الروسي يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي، وأنه بمثابة ضربة موجعة لكافة المساعي الدبلوماسية الرامية لحل الأزمة بالطرق السلمية والسياسية.

بدوره، أعرب وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، عن إدانته للقرار الروسي لكونه يتعارض مع اتفاقيات مينسك، واصفا إياه بأنه عائق خطير لمساعي حل الأزمة بالوسائل الدبلوماسية.

وأكد على أن الخطوات الأحادية الجانب تعيق ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، داعيا كافة الأطراف إلى المفاوضات.

من جهته، عبر وزير الخارجية الهولندي فوبكه هويكسترا عن إدانته اعتراف روسيا باستقلال الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

وأردف في تغريدة عبر تويتر، أن الاعتراف بالمناطق الانفصالية في أوكرانيا، انتهاك للقانون الدولي، لوحدة أراضي البلاد، ولاتفاقيات مينسك.

وأضاف أن بلاده تتابع مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، الأوضاع عن كثب، وأنها ستتحرك معهم بشكل وثيق.

وزير الخارجية الهولندي فوبكه هويكسترا

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، في خطوة من شأنها أن تشعل نزاعًا كارثيًّا مع حكومة كييف المدعومة من الغرب.

وفي خطاب حماسي متلفز استمرّ 65 دقيقة، وجّه بوتين سيلًا من الانتقادات لأوكرانيا، واصفًا إياها بالدولة الفاشلة ومعتبرًا أنّها ليست إلا “دمية” في أيدي الغرب.

ولمّح بوتين أكثر من مرة إلى أن أوكرانيا كانت تاريخيًّا جزء من روسيا، متّهمًا سلطات كييف باضطهاد الناطقين بالروسية والتحضير لـ”حرب خاطفة” ضد منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.

وقال بوتين “بالنسبة لأولئك الذين انتزعوا السلطة ويمسكون بزمامها في كييف، نطالب بوقف فوري لعملياتهم العسكرية”.

وأضاف “وإلا فإنّ المسؤولية عن استمرار سفك الدماء ستقع على ضمير النظام الحاكم في أوكرانيا بشكل كامل”.

اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا (رويترز)

عقوبات على المنطقتين الانفصاليتين

وأعلنت الولايات المتّحدة، الاثنين، فرض عقوبات على المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لموسكو في شرق أوكرانيا بعدما اعترف باستقلالهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متوعّدة بفرض عقوبات إضافية عند الاقتضاء.

وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن الرئيس جو بايدن سيصدر أمرًا تنفيذيًّا “يحظر على الأمريكيين القيام بأي عمليات جديدة، استثمارية أو تجارية أو تمويلية، في ما يسمّى بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية في أوكرانيا”.

وأضافت أنّ الأمر التنفيذي يجيز “فرض عقوبات على أيّ شخص يصمّم على العمل” في هاتين المنطقتين، مشيرة إلى أن هذه العقوبات منفصلة عن تلك التي تعتزم واشنطن وحلفاؤها فرضها “إذا ما اجتاحت روسيا أوكرانيا”.

يتعارض مع “التزامه الدبلوماسية”

وأدان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اعتراف روسيا باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، ورأى فيه إشارة إلى عدم اكتراث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدبلوماسية.

وقال بلينكن في بيان إن “هذا القرار يمثّل رفضا تاما لالتزامات روسيا بموجب اتفاقات مينسك، ويتعارض بشكل مباشر مع التزام روسيا الدبلوماسية، ويشكّل هجوما واضحا على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”، مؤكّدا أنّ “قرار روسيا هو مثال آخر على عدم احترام الرئيس بوتين القانون الدولي والأعراف الدولية”.

عقوبات أوربية محددة الأهداف

وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار نظيره الروسي فلاديمير بوتين وطالب بفرض “عقوبات أوربية محددة الأهداف” على موسكو، وفق ما أعلنه الإليزيه.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن ماكرون دعا إلى “اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي” لبحث الأزمة الأوكرانية، مندّدًا بـ”انتهاك أحادي الجانب لالتزامات روسيا تجاه المجتمع الدولي واعتداء على سيادة أوكرانيا”.

“اختيار مسار الدبلوماسية”

ودان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اعتراف بوتين بالمنطقتين الانفصاليتين مؤكّدًا أن هذه الخطوة تنتهك اتفاقيات وقّعت عليها موسكو.

وقال ستولتنبرغ في بيان “أدين قرار روسيا الاعتراف بـ”جمهورية دونيتسك الشعبية” و”جمهورية لوغانسك الشعبية” المعلنتين من جانب واحد. يقوّض ذلك بشكل إضافي سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها ويضعف الجهود الرامية لحلّ النزاع وينتهك اتفاقات مينسك التي تُعدّ روسيا طرفًا فيها”.

وأضاف “تواصل موسكو تأجيج الصراع في شرق أوكرانيا من خلال تقديم دعم مالي وعسكري للانفصاليين. كما تحاول تلفيق ذريعة لغزو أوكرانيا مجدّدًا”.

وحضّ ستولتنبرغ روسيا على “اختيار مسار الدبلوماسية” وسحب أكثر من 150 ألف جندي حشدتهم على حدود أوكرانيا في حين تتوقع دول غربية أن الهجوم أصبح وشيكا.

وأوكرانيا ليست دولة عضوًا في حلف شمال الأطلسي، ومن ثم فإن الناتو لن يرسل قوات للدفاع عنها إذا هاجمتها روسيا، بحسب ما قال ستولتنبرغ.

لكن بعض الحلفاء وفي مقدمهم الولايات المتحدة، أرسلوا أسلحة وإمدادات أخرى إلى أوكرانيا، وقوات إلى دول مجاورة أعضاء في الحلف.

الاتحاد الأوربي سيردّ “بحزم”

وندّد الاتحاد الأوربي باعتراف بوتين باستقلال المنطقتين واصفًا الخطوة بأنّها “انتهاك صارخ للقانون الدولي” ومتوعّدًا الكرملين بردّ “حازم” عليها.

وقال رئيس المجلس الأوربي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لايين في تغريدتين منفصلتين إن “الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولسلامة أراضي أوكرانيا ولاتفاقيات مينسك. الاتحاد الأوربي وشركاؤه سيردّون بوحدة وحزم وتصميم بالتضامن مع أوكرانيا”.

وفي بيان مشترك، قال المسؤولان الأوربيان إن “الاتحاد سيردّ بفرض عقوبات على المتورطين في هذا العمل غير القانوني”.

 

“انتهاك” لسيادة كييف

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، إن اعتراف روسيا باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا يشكّل “انتهاكًا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”.

وشدّد غوتيريش في بيان على أنّ الاعتراف الروسي “يتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.

وأضاف أن “الأمم المتحدة، طبقا لقرارات الجمعية العامة، تواصل دعمها التامّ لسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليًّا”.

ومن المقرّر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء المقبل، اجتماعا سنويًّا حول “الاحتلال المؤقت” لأوكرانيا الذي ساد بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.

وفي بيانه، حض الأمين العام للأمم المتحدة “جميع الأطراف المعنية على تركيز جهودها على الوقف الفوري للأعمال العدائية” و”حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية” وبالتالي إيلاء الأولوية للدبلوماسية لحل الأزمة.

وبحسب دبلوماسيين، بدأت عصر الاثنين، مناقشات لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي في أقرب وقت ممكن لبحث الاعتراف الروسي باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.

أنقرة ترفض

وأكدت وزارة الخارجية التركية، رفضها قرار روسيا الاعتراف رسميا بـ”جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” في شرق أوكرانيا.

وقالت الوزارة في بيان، إنه لا يمكن قبول القرار الروسي الأخير لأنه يتعارض مع اتفاقيات مينسك، ويشكل انتهاكا للسيادة والوحدة السياسية والجغرافية لأوكرانيا.

وجددت الخارجية تمسكها بالحفاظ على الوحدة السياسية والجغرافية لأوكرانيا، داعية كافة الأطراف المعنية لضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان