في ظل أجواء متوترة إقليميا ودوليا.. حميدتي يصل روسيا وجدل في السودان بشأن الزيارة

وصل نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى موسكو، اليوم الأربعاء، قائلًا إنه يأمل في تعزيز العلاقات مع روسيا في أحدث زيارة يجريها ضمن سلسلة من الجولات الخارجية.
كان حميدتي الذي يقود قوات الدعم السريع جزءًا من الإجراءات التي نفّذها قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أدخلت البلاد في دوامة اضطرابات سياسية واقتصادية، وأثار إدانة دولية واسعة، ووصفت تيارات سياسية مدنية تلك الإجراءات بالانقلاب، ويشهد السودان اضطرابات واحتجاجات مستمرة منذ ذلك الوقت.
وتأتي الزيارة الرسمية في توقيت بالغ الدقة بالنسبة للبلدين، فروسيا تواجه عقوبات غربية جديدة بعد أن أمرت قواتها بدخول شرق أوكرانيا، بينما هددت الولايات المتحدة الجيش السوداني بفرض عقوبات بعد “الانقلاب”.
وقال حميدتي في تغريدة “نأمل من خلال هذه الزيارة المضي قدمًا بالعلاقات بين السودان وروسيا إلى آفاق أرحب، وتعزيز التعاون القائم بيننا في المجالات المختلفة”.
بعون الله وتوفيقه أتوجهُ اليوم إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية لهذا البلد المهم، الذي تجمعنا معه علاقات صداقة تاريخية، نأمل من خلال هذه الزيارة المضي قدماً بالعلاقات بين السودان وروسيا إلى آفاق أرحب، وتعزيز التعاون القائم بيننا في المجالات المختلفة. pic.twitter.com/JaNLqVnbqE
— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) February 23, 2022
وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا) إن وزراء المالية والطاقة والزراعة والمعادن يرافقون حميدتي في الرحلة، وكذلك رئيس اتحاد الغرف التجارية السودانية.
ودعت روسيا، وهي لاعب رئيس في قطاع الذهب بالسودان، إلى ضبط النفس بعد إجراءات البرهان، لكنها لم تصدر أي إدانة.
وذكرت وكالة سبوتنيك في يناير/كانون الثاني الماضي أنه من المقرر أن ترسل موسكو شحنة قمح إلى السودان كمساعدات إنسانية.
وهذه الزيارة هي الأحدث ضمن سلسلة رحلات دبلوماسية قام بها حميدتي هذا العام شملت الإمارات وإثيوبيا وجنوب السودان.
وحذف فيسبوك العام الماضي حسابات قال إنها سعت لتعزيز نفوذ حميدتي، ولها روابط مع وكالة أبحاث الإنترنت الروسية.
وصل نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو اليوم الى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية بدعوة من الحكومة الروسية، ويرافقه عدد من الوزراء.#السودان#قوات_الدعم_السريع@GeneralDagllo#Sudan#RSF pic.twitter.com/CUgQOOPmXg
— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) February 23, 2022
قاعد روسية
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال البرهان، الذي زار روسيا في 2019، إن العلاقات بين البلدين قوية، وإن الاتفاق على تشييد قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر في البلاد قيد البحث.
زيارة حميدتي لروسيا في هذا التوقيت له ابعاد بعيد، و بعد ما عرفوا انفسهم انو الغرب لن يدعمهم في المشروع الانقلابي … ذهبوا الي روسيا طالبين منها الدعم ولكن اكيد الدعم
مقابل الثروة السودان و منياء …السودان سوف تصبح سوريا جديد لروسيا. #السودان pic.twitter.com/VVmMzKQ5pp— Alhady Dawalbeit (@AlhadyDawalbeit) February 23, 2022
والعام الماضي، أعلنت السلطات السودانية أنها ستدرس من جديد الاتفاق مع موسكو حول إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان، والذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس السابق عمر البشير.
لمصلحة من هذه الزيارة ؟
هل للسودان ؟
والذي من المفترض أن ينأي بنفسه عن أي محاور خاصة في هذه الفترة .
ام لمصلحة آل دلقو الشخصية؟
وما رأي اولاد امريكا في هذا التصرف؟ https://t.co/ao3uwbrgo6— MAHER (@himo1606) February 23, 2022
وآنذاك أكد مسؤول عسكري سوداني رفيع المستوى أن بلاده بصدد مراجعة الاتفاق مع روسيا لتضمنه بنودًا تعد “ضارة”، إلا أن البرهان أكد أن الاتفاق لم يتم إلغاؤه.
ويسمح الاتفاق للبحرية الروسية بالاحتفاظ بما يصل إلى 4 سفن في وقت واحد في القاعدة بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية.
العلاقات الخارجية ليست نُزهة، خاصة في ظل المتغيرات الحالية، و صِراع الكِبار ، الذي إن لم يوزن بميزان دقيق سيكون أثره كبيراً .
— Elia R William (@eliarwilliam) February 23, 2022
ويمكن للقاعدة أن تستقبل 300 من العسكريين والمدنيين كحدّ أقصى.
واعتمدت السودان لسنوات طويلة عسكريًا على روسيا، وبخاصة خلال العقود التي شهدت العقوبات الأمريكية.
“Birds of a feather flock together”. معقولة لكن تريدون إقامة علاقات مع بلد دخل للتو في عقوبات غربية مشددة ؟ ممكن تجعلوا من السودان ممر لأموال الشخصيات الروسية المعاقبة تماماً كما كان يفعل النظام البائد و يقوم بتبييض أموال الحركات الإرهابية ، أستعد لعقوبات على شخصك بعد هذه الزيارة https://t.co/hKMf26atij
— Mohamed Fadl محمد فضل🇸🇩🇱🇺🇬🇧 (@MohamedKonj555) February 23, 2022
جدل سوداني
وأثارت زيارة حميدتي جدلًا بين السودانيين على منصات التواصل، وتساءل سودانيون عن سر الزيارة التي تأتي في توقيت يشهد فيه العالم توترًا في العلاقات بين الغرب وروسيا بسبب الحرب المحتملة على أوكرانيا.
بالنسبه لزياره حميدتي لروسيا لازم نصطحب معانا علاقه النظام السابق الممتازه مع روسيا وتوغل الروس من وقت سابق وزياده الطموح الان اسرائيل وروسيا والامارات ينظرون لحميدتي _كرجلهم_ في المنطقه ككل وليس السودان فقط! وهو ينظر لهم كداعمين لذلك #لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية ضد تهديد المنطقة ككل
— RoaArabi (@Roaarabi2) February 23, 2022
كما رأى مغردون أن الزيارة تأتي للبحث عن دعم اقتصادي روسي في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وحجب العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية للدعم المالي عقب قرارات 25 أكتوبر.
زيارة روسيا في هذا التوقيت الحساس فيه مراهنة خاسرة علي تغيير موازين القوي الدولية تجاه الانقلاب.
ما يحدث هو انتحار دبلوماسي ليس الا .. https://t.co/D1ZHAJfaqp— GASIM MIRGHANI (@gasimkamal) February 23, 2022