الأزمة الأوكرانية.. الانفصاليون يطلبون الدعم من بوتين وكييف تعلن الطوارئ وواشنطن: روسيا يمكنها الهجوم في أي ساعة

قافلة من الآليات العسكرية الروسية تتجه نحو الحدود بمنطقة دونباس (الأناضول)

أعلنت أوكرانيا حالة الطوارئ، الأربعاء، وطلبت من مواطنيها في روسيا مغادرتها، في حين بدأت موسكو إخلاء سفارتها في كييف في أحدث مؤشرات تنذر بالخطر على الأوكرانيين الذين يخشون هجوما عسكريا روسيا شاملا.

وصادق البرلمان الأوكراني على قرار فرض حالة الطوارئ بالبلاد اعتبارا من مساء الأربعاء. وحظي القرار بتأييد 335 نائبا من أصل 450.

وبموجب القرار، تسري حالة الطوارئ بدءًا من الليلة ولمدة 30 يوما قابلة للتمديد.

ومن المتوقع تقييد حركة وسائل النقل العام، وتفتيش السيارات والوثائق، وحظر تنظيم الفعاليات الجماعية.

كما أنه من المتوقع فرض حظر تجول بالبلاد، وإجلاء المواطنين من المناطق الخطرة إلى المناطق الآمنة عند الضرورة.

وفي وقت سابق، أعلن مجلس الأمن والدفاع الأوكراني حالة الطوارئ لمدة 30 يوما بالبلاد باستثناء منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.

إجلاء دبلوماسيين روس

وأفادت وكالة تاس للأنباء، الأربعاء، نقلا عن ممثل للسفارة الروسية في كييف، أن روسيا شرعت في إجلاء موظفيها الدبلوماسيين من جميع منشآتها الدبلوماسية في أوكرانيا.

وشوهدت السفارة وكذلك القنصلية العامة في أوديسا، الأربعاء، وقد أزيل عنهما العلم الروسي.

وقال عضو بالحرس الوطني الأوكراني كان يعمل بالقرب من القنصلية الروسية في أوديسا لرويترز “غادرت عدة سيارات حرم القنصلية في الصباح”.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، إجلاء الموظفين الدبلوماسيين من أوكرانيا لأسباب تتعلق بالسلامة حسب وصفها، وذلك بعد يوم من اعتراف الرئيس فلاديمير بوتين باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا وإصداره أمرا للقوات الروسية “بالحفاظ على السلام” هناك في الوقت الذي يحشد فيه قواته العسكرية على طول الحدود الأوكرانية.

دعم بوتين

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن زعيمي المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا طلبا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة على صد “عدوان” من الجيش الأوكراني.

وذكر متحدث الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح للصحافة أن إدارتي المنطقتين الانفصاليتين طلبتا الدعم من الرئيس بوتين عبر برقية.

وأوضح بيسكوف أن البرقية أشارت إلى “وقوع خسائر بشرية في إقليم دونباس”، مؤكدا أن “الإدارتين طلبتا من الرئيس الروسي المساعدة على صد عدوان القوات المسلحة الأوكرانية”.

من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء إنه طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن مناشدة الانفصاليين، الموالين لروسيا، موسكو مساعدتهم عسكريا.

انتشار روسي جديد

وقالت شركة أمريكية خاصة إن صور الأقمار الصناعية التي التُقطت الأربعاء أظهرت عددا من عمليات الانتشار الجديدة في غرب روسيا، وإن كثيرا منها لا يبعد سوى 15 كيلومترا تقريبا من الحدود مع أوكرانيا وأقل من نحو 75 كيلومترا من مدينة خاركيف الأوكرانية.

وأظهرت الصور انتشارا ميدانيا وقوافل عسكرية ومدفعية وناقلات جند مدرعة مع عتاد دعم وقوات.

كما أكدت وكالة الأناضول رصد قافلة تعزيزات عسكرية روسية تضم أكثر من 200 عربة، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا متجهة نحو إقليم دونباس.

وذكر مراسل الأناضول أن القافلة رُصدت في منطقة روستوف الروسية على بعد 40 كلم من الحدود الأوكرانية.

وأضاف أن القافلة تضم أكثر من 200 عربة عسكرية مختلفة وبداخلها عشرات الجنود.

وضع هجومي

وفي واشنطن، قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل 80% من القوات التي حشدها في وضع يسمح لها بشن غزو شامل لأوكرانيا.

وأضاف المسؤول للصحفيين طالبا عدم الكشف عن هويته “بوتين مستعد بكل إمكانياته”.

وقال المسؤول “لقد تقدموا، فيما يتعلق بجاهزيتهم، لدرجة أنهم صاروا مستعدين حرفيا للتحرك فورا إذا صدر لهم الأمر”. لكن المسؤول لم يقدم أدلة تدعم تأكيده.

وأضاف أن الجيش الروسي حشد حتى الآن ما يقرب من 100% من القوات التي توقعت الولايات المتحدة حشدها لشن هجوم واسع النطاق.

وأضاف أن 80% من هذه القوات التي يزيد عديدها على 150 ألف جندي، متمركزة على الحدود الأوكرانية “في وضعيات جهوزية”، مشيرًا إلى أنّ هذه القوات مجمّعة في تشكيلات هجومية على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود الأوكرانية.

وقال “لدينا مؤشرات على أنهم يعتزمون اللجوء لجنود احتياط، ونظرائهم من الحرس الوطني، وهذا أمر مقلق لأنه يوحي لنا بأهداف طويلة المدى”.

وشدّد المسؤول الأمريكي على أنّ الرئيس الروسي “مستعدّ بأكثر ما يمكن” لغزو جارته الموالية للغرب، مشيرًا إلى أن قرار “الذهاب إلى هناك أو عدم الذهاب إليه يعود إلى بوتين”.

وأضاف أنّ القوات الروسية يمكنها الهجوم “في أيّ ساعة الآن”.

المصدر : وكالات

إعلان