واشنطن بوست: هذا ما يمكن أن نتوقعه بعد غزو روسيا الشامل لأوكرانيا

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالًا للمؤرخ والكاتب الأمريكي روبرت كاغان، يتحدث فيه عن النتائج الاستراتيجية والجيوسياسية المتوقعة، إذا سيطرت روسيا سيطرة كاملة على أوكرانيا.
وقال كاغان إن أبرز تداعيات الخطوة الروسية، تشكيل جبهة جديدة للصراع في أوربا الوسطى، لافتًا إلى أن القوات الروسية حتى الآن في بداية عمليتها، وعندما يكمل الروس عمليتهم فسيكونون قادرين على نشر قوات برية وجوية وصاروخية في قواعد بغرب أوكرانيا وكذلك في بيلاروسيا، التي أصبحت فعليًّا ولاية روسية.
وقال إن سيطرة روسيا على أوكرانيا، ستسمح للقوات الروسية بأن تنتشر على الحدود الشرقية لبولندا البالغ طولها 650 ميلًا، وكذلك على طول الحدود الشرقية لسلوفاكيا والمجر والحدود الشمالية لرومانيا.
وتوقع المؤرخ الأمريكي الذي ينحدر من أصول ليتوانية، أن يتم وضع مولدوفا تحت سيطرة روسيا أيضا، عندما يكون الجيش الروسي قادرًا على تشكيل جسر بري من شبه جزيرة القرم إلى مقاطعة (ترانسنيستريا) المنفصلة في مولدوفا.
ورأى أن التهديد الأكثر الأكبر سيصل إلى دول البلطيق الثلاث، حيث تقع روسيا بالفعل على حدود إستونيا ولاتفيا مباشرة وتلامس ليتوانيا عبر بيلاروسيا، متسائلا عن ما إذا كان بإمكان الناتو أن يحمي أعضاءه في البلطيق من هجوم موسكو، خصوصًا أن هذه المسألة ستكتسب إلحاحًا جديدًا بمجرد أن تنتهي روسيا من احتلال أوكرانيا.
نزوح جماعي لسكان العاصمة الأوكرانية #كييف بعد الغزو الروسي لأوكرانيا#روسيا #أوكرانيا #Ukraine #Moscow #Kyiv #Kiev #مباشر_أوكرانيا pic.twitter.com/cy8Vq1Tw9b
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 24, 2022
وقال الكاتب الذي يعد أبرز المحافظين الجدد في أمريكا إنه مع وجود بولندا والمجر و5 أعضاء آخرين في الناتو يشتركون في الحدود مع روسيا، فإن قدرة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف سوف تقل بشكل كبير.
تعديل كبير في التحالف
وقال إن الوضع الجديد قد يفرض على التحالف تعديلا كبيرا في المعنى والهدف، لافتًا إلى أن الرئيس الروسي بوتين كان واضحا في أهدافه: فهو يريد إعادة تأسيس مجال نفوذ روسيا التقليدي في شرق ووسط أوربا.
ووفقًا للكاتب، فإن بوتين يعمل على تغيير حلف الناتو ليصبح مؤلفا من مستويين، بحيث لا تنتشر قوات التحالف على أراضي حلف وارسو السابقة. وحلف وارسو هو منظمة عسكرية سابقة لدول أوربا الوسطى والشرقية الشيوعية، أقيم -بقيادة الاتحاد السوفياتي- إبان الحرب الباردة، في مواجهة حلف شمال الأطلسي.
وأوضح أنه ستُجرى المفاوضات الحتمية حول هذه النقطة ونقاط أخرى لبنية أمنية أوروبية جديدة مع وجود الجيش الروسي في حالة استعداد على طول الحدود الشرقية للناتو، وبالتالي وسط حالة عدم يقين حقيقية بشأن قدرة الناتو على مقاومة مطالب الرئيس الروسي.
وزيرة الدفاع الألمانية: كريستينا لامبرشت: "هجوم روسيا على أوكرانيا يعّد انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ولا يمكن مقارنته بأي شيء في التاريخ الحديث. #روسيا #أوكرانيا #Ukraine #Moscow #Kyiv #Kiev pic.twitter.com/FndcohjzDB
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 24, 2022
الصين قد تقلب الطاولة
وقال الكاتب إن كل ذلك يحدث في أوربا في وقت تهدد فيه الصين بقلب التوازن الاستراتيجي في شرق آسيا، وقد يكون ذلك عن طريق هجوم من نوع ما ضد تايوان.
ورأى الخبير الأمريكي أن تايوان قد تكون عقبة رئيسية أمام الهيمنة الإقليمية الصينية، ويمكن أن تكون الخطوة الأولى الكبيرة نحو الهيمنة العسكرية الصينية في شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ بعد الاستيلاء عليها سلميًّا أو عسكريًّا.
وقال إنه إذا استطاعت بيجين إجبار التايوانيين على قبول السيادة الصينية، فإن دول آسيا الأخرى ستصاب بالذعر وتطلب المساعدة من الولايات المتحدة.
وتوقع أن ينتهي وجود الكيان الأوكراني المستقل، خصوصًا أن بوتين والروس لطالما أصروا على أنها ليست أمة على الإطلاق، وإنما جزء من روسيا.
ورجح أن تعكس المرحلة التالية إحياء القوة العسكرية الروسية مع تراجع في نفوذ الولايات المتحدة في أوربا.
واختتم مقاله بالإشارة إلى أن اقتران أحداث أوربا بالمكاسب الصينية في شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ، تنبئ بنهاية النظام العالمي بشكله الحالي وبداية حقبة من الفوضى والصراع.
وبدأت موسكو عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية، فجر الخميس، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن ذلك.
وطالبت بولندا حلف شمال الأطلسي، بتفعيل المادة 4 التي تدعو إلى إجراء مشاورات طارئة في حالة تهديد إحدى الدول الأعضاء بعدما شنت روسيا هجوما على أوكرانيا.
وقال بيوتر مولر الناطق باسم الحكومة البولندية، إن سفير بولندا في بروكسل حيث يوجد مقر الناتو “قدم طلبا في هذا الشأن إلى الأمين العام للحلف مع مجموعة من الحلفاء”.