هآرتس: إسرائيل مُحقة بإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا ولكنها نفسها “دولة احتلال”

اعتبرت صحيفة “هآرتس” أن إسرائيل كانت محقة في إدانة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، لكنّها أشارت إلى أن الدولة العبرية “تُمارس -في الوقت ذاته- الاحتلال على الشعب الفلسطيني”.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، الجمعة “ليس لدى إسرائيل أي سبب للتدخل في حروب ليست لها، ناهيك من أن إدانة العدوان والاحتلال الروسيَين قد تبدو غريبة بعض الشيء من قِبَل وزير الخارجية يائير لابيد في دولة احتلت منذ ما يقرب من 55 عامًا احتلالًا عسكريًا ملايين المواطنين المحرومين”، في إشارة للشعب الفلسطيني بالضفة الغربية وغزة.
وأدانت إسرائيل، أمس الخميس، على لسان لابيد، التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا واعتبرته “انتهاكا خطيرا للنظام الدولي”.
وردت روسيا على التصريحات الإسرائيلية بالإشارة إلى عدم اعترافها بالاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية.
وقالت البعثة الروسية في الأمم المتحدة في تغريدة على تويتر “نحن قلقون من خطط تل أبيب المعلنة لتوسيع النشاط الاستيطاني في مرتفعات الجولان المحتلة، الأمر الذي يتعارض مع أحكام اتفاقية جنيف لعام 1949”.
وأضافت “لا تعترف روسيا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي هي جزء من سوريا”.
#Polyanskiy: We're concerned over Tel Aviv’s announced plans for expanding settlement activity in the occupied #GolanHeights, which contradicts the provisions of the 1949 Geneva Convention. Russia doesn't recognize Israel's sovereignty over Golan Heights that are part of #Syria. pic.twitter.com/slHQSefJp5
— Russian Mission UN (@RussiaUN) February 23, 2022
وتابعت صحيفة هآرتس “تصريح رئيس الوزراء نفتالي بينيت، الخميس، بأن (قلوبنا مع مواطني أوكرانيا)، و(ستحشد إسرائيل لتقديم المساعدة الإنسانية حسب الحاجة)، وإدانة وزير الخارجية يائير لابيد للغزو الروسي بداية جيدة للسياسة الإسرائيلية، ولكنها لا تكفي”.
وأضافت “لما يقرب من 14 عامًا، منذ حرب 2008 مع جورجيا، عندما غزت روسيا (برئاسة) فلاديمير بوتين دولة مجاورة لأول مرة، ظلت إسرائيل صامتة، ظلت كذلك في عام 2014 أيضًا، عندما غزت روسيا شرق أوكرانيا وضمت شبه جزيرة القرم”.
وتابعت “التخوف مفهوم، إن بوتين مسؤول عن مصير مئات الآلاف من اليهود، وأصبحت روسيا في السنوات الأخيرة لاعبا مهما في الشرق الأوسط، حيث تُحلق طائراتها الحربية في سماء (الجارة الشمالية) سوريا”.
وأكملت “مع ذلك، لم تعد إسرائيل قادرة على دفن نفسها في صمت، تُقاتل الأمة الأوكرانية، التي تتعرض الآن للهجوم، منذ بداية القرن العشرين من أجل استقلالها السياسي والثقافي، ومات الملايين من شعبها في الحروب ومن الجوع والقمع، هذه الأمة تستحق تعاطف إسرائيل ودعمها المعنوي”.
واعتبرت الصحيفة أن وزير الخارجية الإسرائيلي “يُحسن صنعا حين يدين الرئيس الروسي أيضا”.
وقالت في إشارة إلى انتهاك إسرائيل حقوق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة “هذا لا يتعلق فقط بالأخلاق التاريخية، على الرغم من انتهاكاتها للقانون الدولي، تطمح إسرائيل إلى أن تكون جزءًا من العالم الغربي وعضوًا في مجتمع الديمقراطيات. عندما يخرج بوتين بشكل صارخ وواضح ضد حق الدولة المستقلة (أوكرانيا) في تحديد طريقها بالوسائل الديمقراطية، فهناك جانب واحد فقط يمكن لإسرائيل أن تختاره”.
وأضافت الصحيفة “يجب على إسرائيل أن تختار الجانب الصحيح من التاريخ”.
وتتبنى صحيفة هآرتس -يسارية- موقفا معلنا برفض الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الضفة وغزة، وتؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وفجر أمس الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.
وأثارت العملية العسكرية الروسية غضبا دوليا، وفرض الاتحاد الأوربي، الخميس، عقوبات على مسؤولين روس رفيعي المستوى، بينهم وزير الدفاع سيرغي شويغو.