موسكو تأمر قواتها بالهجوم من جميع المحاور في أوكرانيا.. وتقارير تتحدث عن مقتل 3500 جندي روسي (فيديو)

أوكرانيا تواجه هجوما روسيا لليوم الثالث على التوالي
أوكرانيا تواجه هجومًا روسيًا لليوم الثالث على التوالي (AFP)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أصدرت أوامر لجميع القوات بالهجوم على جميع الاتجاهات بعد زعمها “رفض” أوكرانيا التفاوض مع روسيا، في وقت نددت فيه بولندا بموقف دول أوربية بينها ألمانيا، وقالت وارسو “ليس هذا بوقت الأنانية”.

جاء التصريحات الروسية على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، اليوم السبت، بشأن تطورات الهجوم الذي تشنه بلاده على أوكرانيا.

وادعى كوناشينكوف أن القوات الروسية نسفت 6 سفن تابعة للبحرية الأوكرانية بالقرب من جزيرة الثعبان في البحر الأسود.

وقال إن طائرات أمريكية بدون طيار من طراز (آر. كيو-4 غلوبال هوك) و(إم. كيو-9 ريبر) كانت تحلّق في المنطقة عندما هاجمت سفن أوكرانية أخرى تابعة لروسيا قرب الجزيرة، وذكر أن موسكو ترجّح قيام الطائرات المسيّرة الأمريكية بتوجيه السفن الأوكرانية.

وأضاف أن الجيش الروسي سيكثف هجماته بسبب “رفض كييف التفاوض مع موسكو”، وأن الأوامر صدرت لجميع القوات بالهجوم على جميع الاتجاهات، مشيرا إلى القوات الروسية سيطرت على 6 مناطق في أوكرانيا.

ودعا كوناشينكوف الشعب الأوكراني إلى مطالبة مسؤوليه بسحب جميع الأسلحة الثقيلة من المناطق المأهولة، زاعما أن الجيش الروسي لا يقصف المناطق السكنية.

وأعلنت موسكو إطلاق صواريخ كروز على أهداف عسكرية وأنها “ستوسّع الهجوم من الاتجاهات كافة” بعدما اتهمت أوكرانيا بـ”رفض” المحادثات”.

في حين فرضت كييف حظرا شاملا للتجوال، وأعلن مسؤولون مقتل 198 مدنيا في الهجوم الروسي.

من جانب أخر، قال مستشار للرئيس الأوكراني إن هجوم القوات الروسية على كييف لا يحرز تقدما، وإن نحو 3500 جندي روسي قُتلوا أو أصيبوا حتى الآن في الهجوم على أوكرانيا.

وأضاف أوليسكي أريستوفيتش “نحن ننزل ضربات بالعدو حول كييف. العدو لا يتحرك الآن”.

وتعهّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (44 عاما) في اليوم الثالث من الهجوم الروسي بأن بلده لن يستسلم.

وفي كييف، أعلن وزير الداخلية الأوكراني دنيس موناستيرسكي، السبت، توزيع أكثر من 25 ألف قطعة سلاح و10 ملايين ذخيرة على متطوعين، وفق تصريح نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية المستقلة (Unian).

وسبق أن وجّه وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف دعوة إلى كل المواطنين القادرين على حمل سلاح للدفاع عن وطنهم.

وأعلن وزير الصحة الأوكراني فكتور لياشكو مقتل 198 مدنيا بينهم ثلاثة أطفال في الهجوم، وإصابة 1115 بجروح.

وفجر الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، متهما ما سمّاها “الدول الرائدة” في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدعم من وصفهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”.

ولدى إعلانه بدء الهجوم، قال بوتين إن هدف العملية الدفاع عن الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرقي أوكرانيا.

ويقاتل المتمردون القوات الحكومية الأوكرانية منذ ثماني سنوات في نزاع أسفر عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص.

ووصف بوتين النزاع الحالي بأنه “عملية عسكرية خاصة” وأمرت الهيئة الروسية للاتصالات، اليوم السبت، وسائل الإعلام المستقلة بحذف التقارير التي تصف العملية بأنها “هجوم أو غزو أو إعلان حرب”.

واتهمت الهيئة وسائل الإعلام بنشر “معلومات غير صحيحة” عن قصف الجيش الروسي مدنا أوكرانية وسقوط قتلى مدنيين.

وقللت روسيا من أهمية التنديدات الدولية والعقوبات المشددة التي فرضتها كل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والاتحاد الأوربي، بما في ذلك ضد بوتين نفسه ووزير الخارجية سيرغي لافروف.

ورأت موسكو أن فرض عقوبات عليهما “يعكس مدى العجز التام للسياسة الخارجية” للغرب.

ما بعد الهجوم الروسي

وأثار التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا غضبا دوليا، وفرض الاتحاد الأوربي عقوبات على مسؤولين روس رفيعي المستوى بينهم وزير الدفاع سيرغي شويغو.

وطالب الرئيس الأوكراني الغرب بالذهاب أبعد من ذلك عبر طرد موسكو من نظام (سويفت) للتحويلات المصرفية، في خطوة من شأنها أن تضرب التجارة بين روسيا ومعظم دول العالم.

لكن عددا من دول الاتحاد الأوربي -بينها ألمانيا والمجر- مترددة حيال الأمر خوفا من قطع روسيا إمدادات الغاز.

وندد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيسكي بدول من بينها ألمانيا، التي لطالما انتقدتها وارسو لعلاقاتها الاقتصادية مع روسيا.

وقال مورافيسكي للصحفيين قبل لقائه المستشار الألماني أولاف شولتس “ليس الآن وقت إظهار أنانية راسخة نلاحظها في بعض الدول الغربية، بما في ذلك هنا في المانيا، مع الأسف”.

وأضاف “لهذا السبب قدمت إلى هنا لمقابلة المستشار (الألماني) أولاف شولتس، لأهز الضمائر، لأهز ضمير ألمانيا، حتى يقرروا (الألمان) أخيرا فرض عقوبات ساحقة حقّا” على روسيا.

ولاحقا، أبدت برلين استعدادها للموافقة على فرض “قيود محددة” على روسيا على صعيد استخدام منصة (سويفت) للتبادلات المالية بين المصارف، وذلك ردا على الهجوم الأوكراني على الأراضي الأوكرانية، مع تأكيدها السعي إلى “الحد من الأضرار الجانبية” لإجراء عقابي مماثل.

وأرسل عدد من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) أسلحة وذخيرة إلى أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة والدول الشيوعية سابقا في شرقي أوربا.

وأعلن الناتو أنه سينشر قواته للرد السريع المكونة من 40 ألف جندي في شرقي أوربا للمرة الأولى في تاريخه، لكنه شدد على أنه لن يرسل أي قوات إلى أوكرانيا غير المنضوية في الحلف.

وفي آخر مساهمة من واشنطن، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تقديم معدات عسكرية إضافية بقيمة 350 مليون دولار (310 ملايين يورو).

وأجازت الحكومة الألمانية تسليم أوكرانيا 400 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، الأمر الذي يشكل تراجعا عن سياسة اتبعتها في الأعوام الأخيرة تقضي بحظر أي تصدير لأسلحة فتاكة في مناطق نزاعات، وفق إفادة مصدر حكومي لفرانس برس السبت.

موجة نزوح باتجاه بولندا

رافق الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية موجة نزوح بعيدا عن منطقة الأحداث الساخنة، وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الهجوم الروسي أجبر نحو 150 ألف شخص على الفرار إلى دول مجاورة.

ويُقدّر أن عشرات الآلاف غيرهم نزحوا داخل أوكرانيا، إذ انتقل كثيرون إلى المناطق الأقل تأثرا غربي البلاد.

وقال نائب وزير الداخلية البولندي باول سفيرناكر للصحفيين، السبت، إن 100 ألف أوكراني عبروا الحدود البولندية منذ بدء الهجوم الروسي.

وفي المؤتمر الصحفي نفسه، أضاف رئيس وحدة حرس الحدود البولندي توماش براغا أن زهاء 50 ألف شخص عبروا، الجمعة، من أوكرانيا إلى بولندا.

وبولندا التي كان 1.5 مليون أوكراني يقيمون على أراضيها قبل الهجوم الروسي وعبّرت عن الدعم الراسخ لأوكرانيا، استقبلت غالبية المواطنين الفارين.

وكتبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تغريدة، اليوم السبت “الأرقام الأخيرة تشير إلى 150 ألف شخص تقريبا فروا إلى دول مجاورة منذ 24 فبراير الجاري، ولا سيما بولندا والمجر ومولدافيا وسلوفاكيا ورومانيا”.

وفي السياق، أعلنت رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس، السبت، أن بلادها ستغلق مجالها الجوي أمام شركات الطيران الروسية، وأضافت عبر تويتر “ندعو جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي إلى القيام بذلك”.

ونقل رئيس الوزراء السلوفيني يانيز يانسا تغريدة نظيرته الإستونية، مؤكدا أن سلوفينيا ستطبّق الإجراء نفسه.

وأشار وزير النقل في لاتفيا تاليس لينكايتس عبر تويتر إلى أن بلاده تعتزم “إغلاق مجالها الجوي أمام شركات الطيران المسجلة في روسيا للرحلات التجارية”، موضحا أن هذا القرار سيوافق عليه رسميا خلال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.

وكانت بولندا وتشيكيا وبلغاريا قد أعلنت، أمس الجمعة، إغلاق مجالاتها الجوية أمام شركات الطيران الروسية عقب الهجوم على أوكرانيا.

وأعلنت شركة الطيران الوطنية البولندية تعليق رحلاتها إلى موسكو وسان بطرسبرغ، بعد ظهر الجمعة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان