“إما الحرب العالمية الثالثة أو العقوبات”.. الغرب يواصل الضغط الاقتصادي والمالي على روسيا

دفع التدخل الروسي القوى الغربية السبت إلى تبنّي مجموعة جديدة من العقوبات (غيتي)

يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي، مساء الأحد، لمناقشة فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا.

وقال بيان صادر عن الممثل الأعلى للاتحاد الأوربي للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل إن الوزراء سيجتمعون لقبول إجراءات جديدة “ضد العدوان الروسي على أوكرانيا”، مضيفا “سأقدم حزمة دعم طارئة للقوات المسلحة الأوكرانية من أجل دعم حربها البطولية”.

ودفع التدخل الروسي القوى الغربية، السبت، إلى تبنّي مجموعة جديدة من العقوبات القاسية. فقد قررت استبعاد عدد من المصارف الروسية من نظام سويفت، الأداة الأساسية في التمويل العالمي، حسب ما أعلنت الحكومة الألمانية التي تترأس مجموعة الدول السبع.

وشددت رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين على أن هذا الإجراء “سيمنع المصارف من تنفيذ معظم معاملاتها المالية العالمية، مما سيؤدي بالتالي إلى تعطيل الصادرات والواردات الروسية”.

وقالت “سنوقف بوتين ونجمد أرصدة البنك المركزي الروسي، وسنجعل روسيا تدفع ثمنا باهظا بالتنسيق مع زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا”.

من جهة أخرى، قرر الشركاء الغربيون فرض قيود إضافية على وصول البنك المركزي الروسي إلى أسواق رؤوس الأموال، و”شل أصوله” من أجل منع موسكو من اللجوء إليها لتمويل الصراع في أوكرانيا، حسب ما قالت فون دير لاين.

وستشمل العقوبات الجديدة أثرياء السلطة الروس وأفراد عائلاتهم لمنعهم من الحصول على جنسيات دول غربية.

وقال مسؤول أمريكي كبير، مساء السبت، إن العقوبات الغربية التي تفصل العديد من البنوك الروسية عن النظام المالي العالمي و”تشلّ” البنك المركزي الروسي تجعل موسكو “منبوذة” والروبل في “سقوط حر”.

وأضاف أن روسيا “أصبحت دولة منبوذة اقتصاديا وماليا على الصعيد الدولي”، مؤكدا أن البنك المركزي الروسي “لن يستطيع دعم الروبل”.

وتابع أن “بوتين وحده هو من يقرر حجم الكلفة الإضافية التي ستتحملها بلاده”. وأوضح أنه تم تشكيل فريق عمل سيلاحق الأثرياء الروس في السلطة و”يخوتهم وطائراتهم وسياراتهم الفارهة ومنازلهم الفخمة”.

وبحسب الاتحاد الأوربي، فإن العقوبات تشمل حاليا نحو 70% من القطاع المصرفي الروسي.

وأكدت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا وإيطاليا والمفوضية الأوربية “استعدادها لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لم توقف روسيا هجومها ضد أوكرانيا وبالتالي ضد السلام في أوربا”، وفق المتحدث باسم الحكومة الألمانية.

وقلّل الكرملين من تأثير العقوبات الغربية بما فيها التي تستهدف بوتين شخصيا، وقال إنها “علامة عجز”.

إما الحرب أو العقوبات

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الخيارات المتاحة أمام بلاده ضد روسيا هي بدء الحرب العالمية الثالثة أو جعل موسكو تدفع ثمن انتهاك القانون الدولي عبر عقوبات قاسية.

وذكر بايدن في تصريح لقناة (Brian Tyler Cohen) على يوتيوب، أن بلاده فرضت للمرة الأولى عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن نتائج تلك العقوبات لن تظهر بشكل فوري.

وأضاف “آثار هذه العقوبات ستظهر على المدى البعيد، وهدف روسيا شق صف حلف شمال الأطلسي، لكنها لن تنجح في هذا”.

فرنسا تشدد عقوباتها

من جهتها، أعلنت فرنسا تشديد عقوباتها ضد روسيا خصوصا ما يتعلق بنظام سويفت المصرفي.

وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن هذه القرارات اتخِذت خلال اجتماع لمجلس الدفاع والأمن ترأسه الرئيس إيمانويل ماكرون مساء السبت، في ضوء تطور الوضع في أوكرانيا.

كما قرر ماكرون “تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية بالتنسيق مع الأوربيين والأمريكيين”، بجانب اتخاذ “إجراءات وطنية تقضي بتجميد أصول مالية لشخصيات روسية”، وكذلك إجراءات جديدة من المقرر اتخاذها “مع الشركاء الأوربيين في ما يتعلق بنظام سويفت”، وفق الإليزيه.

مكافحة الدعاية الروسية

واتخذت أيضا خلال اجتماع مجلس الدفاع “إجراءات لمكافحة الدعاية من جانب المؤثرين ووسائل الإعلام الروسية على الأراضي الأوربية”، وفق الرئاسة الفرنسية.

وقال المصدر نفسه إن الاجراءات قد تشمل تلفزيون (آر تي فرنسا) ووكالة سبوتنيك الروسيتين وكيانات روسية أخرى.

وقالت هيئة تنظيم الإعلام الفرنسية (أركوم) الخميس، إنها متيقظة للغاية بشأن المعلومات التي تبثها قناة (آر تي) بالفرنسية، ولم تستبعد إطلاق مسار لإيقاف عمل القناة الروسية في حال ارتكبت خروقا.

المصدر : وكالات

إعلان