السفير الأوكراني في الدوحة للجزيرة مباشر: تنازلنا عن قوتنا النووية مقابل ضمانات الاستقلال ولكننا “وقعنا في الفخ” (فيديو)

قال أندري كوزمينكو السفير الأوكراني لدى العاصمة القطرية الدوحة إن بلاده أسرت أكثر من 200 جندي روسي خلال المعارك الجارية بينهم وبين الروس على أراضيهم.
وأضاف في حوار مع برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر أن “الحرب الروسية على أوكرانيا تعد انتهاكًا صارخًا لجميع الأعراف والمواثيق الدولية وللضمانات التي أعطيت للأمن الأوكراني والتي وعدتنا بها روسيا بعد اتفاق نزع السلاح النووي”.
وتابع “لقد كنا ثالث قوة نووية في العالم بعد حصولنا على الاستقلال، وقررنا التنازل عنها مقابل بعض الضمانات المتعلقة باستقلالنا وأمننا، لكن يبدو أننا وقعنا في الفخ”.
يشار إلى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كانت أوكرانيا تملك ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم، جرى تفكيكها بموجب معاهدة لشبونة سنة 1994، مقابل تعهد الولايات المتحدة بحمايتها في حال أي اعتداء يقع عليها.
وقال كوزمينكو إن “العدوان الروسي وحتى اللحظة امتد أكثر من 90 ساعة”، متسائلًا “هل خطة بوتين كانت 72 ساعة وفشلت؟ ما الذي بقي الآن؟ هناك أكثر من 5000 جندي روسي قتلوا في أوكرانيا”.
وأوضح أن “هناك 26 طائرة شاركت في هذا القصف الإجرامي على المدن الأوكرانية، أسقط بعض منها ودفعوا ثمن انتهاكهم لأجوائنا، وكان هناك قرابة 29 مروحية 60 دبابة و200 ناقلة جنود تم إعطاب الكثير منها”.
وأكد أنه بحسب ما رأى فإن “الخطة فشلت بالرغم من القوات الكبيرة التي شاركت في هذا الغزو”.
وفي رده على سؤال حول قدرة الجيش الأوكراني على منع سيطرة الروس على العاصمة كييف، قال السفير إن “المقاومة الأوكرانية مذهلة جدًا، لقد وصلت إليَّ عشرات المكالمات الهاتفية من نظرائي في الدوحة يعبّرون عن إعجابهم بموقف الجيش الأوكراني والذي لا يصنف ضمن أفضل جيوش العالم، إلا أنه قارع الجيش المصنف في المرتبة الثالثة على مستوى العالم”.
وقال إن “جميع محاولات السيطرة على المدن الأوكرانية الكبرى مثل كييف وخاركيف وسومي وماريوبا فشلت فشلًا ذريعًا”.
المفاوضات
وفي رده على سؤال حول طبيعة المفاوضات، ولماذا قبلت أوكرانيا التفاوض مع روسيا؟ قال السفير الأوكراني إن المفاوضات تشير إلى هزيمة الروس ويأسهم، موضحًا “بعد أن طلبت روسيا المفاوضات، جاء الوفد الأوكراني للتحدث مع عدوه دون شروط مسبقة أو مطالب محددة من موسكو، نحن سوف نشرح مطالبنا وهي محددة”.
وقال إن مطالبنا هي “الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية بما في ذلك المناطق المحتلة مؤقتًا في دونباس ودونيتسك وجزيرة القرم”.
وتابع “أنا لا أعرف ما إذا سوف يتقبّل الروس هذا المقترح، لكن عليهم بذل المحاولات لإنقاذ جنودهم وأيضًا جنودنا ومدنيينا”.
وأضاف “في الواقع الروس في هذه الحرب ضد أوكرانيا ارتكبوا جرائم حرب. لقد خسرنا 100 مدني من ضمنهم 16 طفلًا قتلوا على أيدي الروس. لم تكن مجرد إطلاق نيران، فبعضها كان متعمدًا تجاه المدنيين”.
ورفض السفير الاتهامات الروسية بأنهم يحتمون بالمدنيين، وقال إن “الجيش الروسي ينشر المدفعية في ساحة المناطق السكنية المأهولة، ويطلقون صواريخ كروز من البحر الأسود على المساكن المدنية في كييف. تم قصف 4 مدارس في خاركيف”.
وحول عدم احترامهم للتخوفات الأمنية الروسية بأن تكون كييف رأس حربة وذراعًا لدول أوروبا الغربية والولايات المتحدة ضد روسيا، قال السفير إننا “مسالمون، نعمل بجهد لجعل بلادنا مسالمة، لكن في حال اعتدى علينا أحد سنتحول إلى خلية دبابير”.
وأكد “نحن لم نهدد روسيا ولم نتحدها، وكل ما تقوله موسكو بخصوص أن هناك نازيين في أوكرانيا هو حملة دعائية”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف القوميين في أوكرانيا بـ”الإرهابين”، قائلا إنهم ينصبون راجمات صواريخ (غراد) داخل المدن في كييف وخاركوف.
وقال في كلمة سبقت اجتماع مجلس الأمن الروسي “الهدف الرئيس للقوات الروسية ليست الصدام مع القوات الأوكرانية، وإنما مع الجماعات النازية المتطرفة والتي تتحمل مسؤولية إبادة السكان في دونباس، وسفك دماء المواطنين الأبرياء للجمهوريات الشعبية”.
كوزمينكو: يحاولون تعيين “دمية”
وقال السفير كوزمينكو إن “روسيا تحاول احتلال العاصمة كييف من أجل تغيير الحكومة، ووضع دمية بيد الروس حاكمًا لأوكرانيا، ومن ثم تطبيق قاعدة فرّق تسد”.
وفجر الخميس الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، متهمًا ما سمّاها “الدول الرائدة” في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدعم من وصفهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”.
ولدى إعلانه بدء الهجوم، أكد بوتين أن هدف العملية الدفاع عن الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.
ويقاتل المتمردون القوات الحكومية الأوكرانية منذ ثماني سنوات في نزاع أسفر عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص.
ووصف بوتين النزاع الحالي بأنه “عملية عسكرية خاصة”، وأمرت الهيئة الروسية للاتصالات، السبت، وسائل الإعلام المستقلة بحذف التقارير التي تصف العملية بأنها “هجوم أو غزو أو إعلان حرب”.