الغرب يحتشد خلف أوكرانيا.. الاتحاد الأوربي يموّل شراء وتسليم الأسلحة ويشدد العقوبات

أعلنت رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لايين، الأحد، أن الاتحاد الأوربي سيموّل عمليات شراء وتسليم أسلحة لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، موضحة أن القرار يشكل سابقة للتكتل.
وقالت فون دير لايين في كلمة “للمرة الأولى سيموّل الاتحاد الأوربي عمليات شراء وتسليم أسلحة وتجهيزات أخرى إلى بلد يقع ضحية حرب. هذه نقطة تحوّل تاريخية”.
وأوضح وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل أن بروكسل ستقترح على الدول الأعضاء استخدام خط الاتحاد الأوربي للتمويل الطارئ “لتوفير أسلحة فتاكة فضلًا عن وقود وتجهيزات حماية ومستلزمات طبية للقوات الأوكرانية”.
وسيدرس وزراء الخارجية في دول الاتحاد الأوربي إمكان استخدام “تسهيلات السلام الأوربية” وهي أداة مالية من خارج الميزانية المشتركة للاتحاد يُخصص لها مبلغ خمسة مليارات يورو.
وأوضح بوريل أن هذا الصندوق سيسمح بـ”التعويض للدول الأعضاء التي أخذت من مخزونها الوطني من الأسلحة وإعطاء + غطاء أوربي + لعمليات تسليم الأسلحة” التي سبق وقررتها كل حكومة على حدة.
ورأى بوريل أن القرار يضع حدًا “لمسألة كانت تعد من المحرمات، وتقوم على امتناع الاتحاد الأوربي عن توفير أسلحة لأطراف متحاربة”.

تشديد العقوبات
وأعلنت فون دير لايين بعد اجتماع في بروكسل لوزراء الداخلية وقبل اجتماع وزراء الخارجية، تشديد العقوبات على روسيا.
وقالت المسؤولة الأوربية “سنمنع في الاتحاد الأوربي الماكينة الإعلامية للكرملين. لن تتمكن وسيلتا الإعلام الحكوميتان آر تي وسبوتنيك، وكذلك فروعهما، من بث أكاذيبهما بعد اليوم لتبرير حرب بوتين وزرع الانقسام في أمتنا. إننا نطور أدوات لمنع تضليلهما الإعلامي السام والضار في أوربا”.
من جهة أخرى سيغلق الاتحاد الأوربي كامل مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية كلها بما فيها “الطائرات الخاصة”.
وقالت المسؤولة الأوربية “نقترح (على الدول الأعضاء) أن تمنع كل الطائرات العائدة إلى روسيا، وتلك المسجلة في روسيا أو التي تتحكم فيها مصالح روسية. لن تتمكن بعد اليوم من الهبوط والإقلاع والتحليق فوق أراضي الاتحاد الأوربي”.
لحظة بلحظة.. آخر تطورات حرب #روسيا على #أوكرانيا
لتخطي الحجب: https://t.co/DBVI8YSGjX
للمزيد: https://t.co/zSkcwln5zC #مباشر— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 27, 2022
خروج عن “عقيدتها”
من جهتها، أعلنت الحكومة السويدية، الأحد، أنها ستسلّم أوكرانيا خمسة آلاف قاذفة مضادة للدروع في خروج عن عقيدتها.
وأكدت رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون خلال مؤتمر صحفي أن هذا القرار “الاستثنائي” غير مسبوق منذ العام 1939، عندما ساعدت السويد فنلندا إثر تعرضها لهجوم من الاتحاد السوفيتي.
وأكدت “بالنسبة لي كرئيسة للوزراء فإن السؤال الأول والوحيد هو ما هو الدفاع الأفضل لأمن السويد وشعبها. استنتاجي هو أننا ندافع عن أمننا بأفضل طريقة عندما ندافع عن قدرات أوكرانيا على الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا”.
كذلك أعلنت ألمانيا، الأحد، عن خروج كبير في عقيدتها بتسليم أسلحة إلى أوكرانيا.
وإلى جانب الأسلحة المضادة للدبابات وهي قاذفات صواريخ بطلقة واحدة من فئة AT-4 – وهو مجال لصناعة الأسلحة السويدية خبرة واسعة فيه، ستشمل مساهمة ستوكهولم أيضًا 135000 حصة طعام قتالية و5000 خوذة و5000 سترة واقية من الرصاص.
وكسرت السويد حيادها في نهاية الحرب الباردة لكنها تبقى رسميًا غير منحازة وخارج التحالفات العسكرية، وبالتالي فإن الدولة ليست عضوًا في حلف شمال الأطلسي على الرغم من أنها كانت شريكًا في الحلف منذ منتصف التسعينات.

تلويح بقوات ردع روسية
وفي المقابل، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قيادته العسكرية بوضع قوات الردع الروسية، وذلك في إشارة إلى الوحدات التي تضم أسلحة نووية، في حالة تأهب اليوم الأحد، في مواجهة رد غربي واسع النطاق على حربه على أوكرانيا.
وأشار الرئيس الروسي إلى التصريحات “العدائية” من قادة حلف شمال الأطلسي والعقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على موسكو.
وقال بوتين في التلفزيون الرسمي “كما ترون، لا تتخذ الدول الغربية فقط إجراءات غير ودية ضد بلدنا في البعد الاقتصادي -أعني العقوبات غير القانونية التي يعرفها الجميع جيدا-، ولكن أيضًا كبار المسؤولين في الدول الرئيسة في حلف شمال الأطلسي يسمحون لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات عدائية فيما يتعلق ببلدنا”.