الولايات المتحدة تحذر من غزو روسي وشيك لأوكرانيا.. وكييف “فرص الحل الدبلوماسي أكبر من احتمال التصعيد”

جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض
جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض (غيتي)

مع زيادة وتيرة القلق على الحدود الروسية الأوكرانية، يتواصل التحذير الأمريكي من غزو محتمل للأراضي الأوكرانية قد يكون وشيكًا، بينما ترى كييف أن سيناريو الحل الدبلوماسي هو الأقرب مقارنة بمخاطر تصعيد عسكري.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، اليوم الأحد، إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في غضون أيام أو أسابيع، لكن لا يزال بإمكانها اختيار مسار دبلوماسي للمضي قدمًا.

وأضاف سوليفان لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) “نتابع الوضع باهتمام شديد، وفي أي يوم من الآن، قد تنفّذ روسيا عملًا عسكريًا ضد أوكرانيا أو قد يستغرق الأمر أسابيع عدة من الآن، أو قد تختار روسيا بدلًا من ذلك أن تسلك المسار الدبلوماسي”.

وأدلى سوليفان بهذه التعليقات في مقابلات تلفزيونية بعدما قال مسؤولان أمريكيان، أمس السبت، إن روسيا لديها الآن نحو 70% من القوة القتالية التي تعتقد أنها مطلوبة لتنفيذ غزو شامل لأوكرانيا، وإنها ترسل المزيد من مجموعات الكتائب التكتيكية إلى الحدود مع جارتها.

وقال إن أي إجراء روسي محتمل يمكن أن يشمل ضم منطقة (دونباس) الأوكرانية أو شن هجمات إلكترونية أو غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن روسيا قد تتحرك قريبًا ربما غدًا الإثنين وأيضًا قد يكون ذلك خلال أسابيع.

وفي حديثه لبرنامج (ذيس ويك) الذي تبثّه شبكة (إيه. بي. سي)، أضاف سوليفان “نعتقد بأن هناك احتمالًا واضحًا للغاية أن يأمر فلاديمير بوتين بشن هجوم على أوكرانيا”.

واستطرد “يمكن أن يأخذ ذلك أشكالًا مختلفة، وقد يحدث في وقت قريب ربما غدًا، أو قد يستغرق بضعة أسابيع، لقد وضع نفسه بنشر قواته في موقف يمكنه من التحرك بقوة إزاء أوكرانيا في أي وقت الآن”.

وتنفي روسيا التخطيط لغزو أوكرانيا على الرغم من حشد موسكو أكثر من 100 ألف جندي قرب الحدود، لكنها تقول إنها قد تقوم بعمل عسكري لم تحدده إذا لم تُلبّ مطالبها الأمنية، وتشمل هذه المطالب عدم قبول أوكرانيا مستقبلًا عضوًا في حلف شمال الأطلسي، وهو مطلب قال الحلف والولايات المتحدة إنه غير مقبول.

وردًا على سؤال عما إذا كان غزو روسي أمرًا محتملًا، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد لشبكة (سي. إن. إن) في مقابلة “ما زلنا نعمل لإثناء الروس عن اتخاذ القرار الخطأ وهو اختيار المواجهة”.

من جهتها، ارتأت الرئاسة الأوكرانية، اليوم الأحد، أنّ فرص إيجاد حل دبلوماسي للأزمة مع روسيا “أكبر بكثير” من مخاطر تصعيد عسكري.

وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني “فرص إيجاد حل دبلوماسي لخفض التصعيد أكبر بكثير من التهديد بتصعيد جديد”، وذلك بعد تحذيرات الاستخبارات الأمريكية التي أكدت أن موسكو كثفت استعداداتها لغزو أوكرانيا على نطاق واسع.

وأضاف في بيان صادر عن مكتب الإعلام التابع للرئاسة “حشد الجيش الروسي على نحو كبير قرب حدودنا يتواصل منذ الربيع الماضي ولممارسة ضغط نفسي كبير”، تنفّذ روسيا “مناوبات واسعة النطاق” ومناورات وتحريك معدات عسكرية.

وقال إن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يجب أن “يكونوا مستعدين دائمًا لكل السيناريوهات، ونحن نؤدي هذه المهمة بنسبة 100%”.

وقدّرت الاستخبارات الأمريكية من جهتها أن روسيا بات لديها فعليًا 70% من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا، ويمكن أن يكون لديها القدرة الكافية أي 150 ألف جندي لتنفيذ هجوم خلال أسبوعين.

وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الاستخبارات الأمريكية لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا؟ وأنه يريد أن تكون الخيارات الممكنة كلها موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب (دونباس) الانفصالي، إلى الغزو الكامل.

وارتأى المسؤولون أنه إذا قرر بوتين غزو أوكرانيا، فبإمكان قواته تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة.

وحذّروا من أن النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة إذ قد يسبب مقتل ما بين 25 و50 ألف مدني، وما بين 5 آلاف و25 ألف جندي أوكراني، وما بين 3 آلاف و10 آلاف جندي روسي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدفّق ما بين مليون وخمسة ملايين لاجئ، خصوصًا إلى بولندا.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات

إعلان