“قمعت حرية التعبير”.. مطالبات بمقاطعة “دويتشه فيله” الألمانية بعد معاقبة صحفيين بتهمة معاداة السامية (فيديو)

دويتشه فيله
مؤسسة دويتشه فيله الألمانية تعاقب 5 صحفيين عرب بدعوى معاداة السامية (تويتر)

انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمقاطعة إذاعة (دويتشه فيله) الألمانية على خلفية قرارات فصل بحق صحفيتين وتجميد عمل عدد آخر من الصحفيين بدعوى معاداة السامية ورفض حق إسرائيل في الوجود.

ورصد برنامج (هاشتاج) على الجزيرة مباشر دعوات المقاطعة وعددًا من ردود الفعل الغاضبة من قرار المؤسسة الألمانية التي “قمعت حرية التعبير عن الرأي” وجعلت “الهوية الفلسطينية دليلًا للإدانة”.

وجاء قرار فصل الصحفية الفلسطينية مرام سالم بعد تقرير لصحفي ألماني اعتمد خلاله على منشورات  كتبتها مرام عبر حسابها على فيسبوك دليلًا على معاداتها للسامية.

كما أبلِغت الصحفية الأردنية فرح مرقة بقرار فصلها عن العمل بشكل فوري من المؤسسة الإعلامية الألمانية بجانب تجميد عمل صحفيين آخرين هم: باسم العريضي ومرهف محمود وداود إبراهيم على خلفية المزاعم ذاتها.

من جانبها، قالت مرام سالم على فيسبوك “لقد تم إعلامي الآن بقرار فصلي من دويتشه فيله وذلك عقب نشر صحفي ألماني تقريرًا يتهمني مع زملاء آخرين بمعاداة السامية وإسرائيل”.

وأضافت “في حالتي فإن البوست (المنشور) خاصتي لم يكن يحتوي على أي تعبير معادٍ للسامية ولم يذكر إسرائيل بل تحدثت عن حرية التعبير في أوربا فقط”.

وتابعت “نتائج التحقيق لدى دويتشه فيله أثبتت أن هويتك كفلسطيني كافية لأن تكون سببًا في اتهامك بمعاداة السامية، ومن هنا فأنا أحمّل دويتشه فيله مسؤولية صحتي العقلية والنفسية والجسدية خلال فترة التحقيق والفترة القادمة وأي تبعات تتعلق بمستقبلي المهني”.

واختتمت منشورها “لقد أتيت إلى ألمانيا من أجل الحفاظ على حريتي التي لطالما كانت سلاحي الأقوى ولكنها أثبتت أن الإعلام ليس حرًّا حقًّا. دويتشه فيله قمعت حريتي في التعبير عن رأيي!”.

الأمر نفسه بالنسبة للصحفية فرح مرقة التي غردت “لقد تم إخطاري دون توضيح بأنني سأتلقى إشعارًا بانتهاء عملي مع دويتشه فيله ولم يتم إخطاري بالأسباب ولم يتم تسليم التقرير الذي اعتمدت عليه هذه الادعاءات أيضًا!”

بدوره، علّق الصحفي داود إبراهيم الذي قامت المؤسسة الألمانية بتجميد عمله “حرية التعبير بالعالم الغربي مفصّلة على قياسنا نحن مش على قياسهم”.

وأضاف في تغريدة أخرى “لطالما كانت تهمة العداء للسامية تهمة فضفاضة تحتاج لتوضيح خصوصًا عندما يتم استخدامها ضد الساميين أنفسهم. اليوم أصبحت الترجمة أكثر وضوحًا: تهمة معاداة إسرائيل وهي تهمة يتم العمل على تصديرها للعالم العربي”.

وولّدت قرارات (دويتشه فيله) حالة من الغضب والانتقاد الواسع لها، وحرص إعلاميون على إعلان تضامنهم مع الصحفيين الذين طُردوا من أعمالهم.

وقرر الدكتور ناصر شروف -رئيس القسم العربي في دويتشه فيله- تقديم استقالته تضامنًا مع زملائه.

وانطلقت مطالبات بمقاطعة المؤسسة، حيث كتبت الحقوقية هالة عاهد “أعلن مقاطعتي لدويتشه فيله، فمن يتسامح مع جرائم الاحتلال ويتعسف ضد موظفيه العرب بسبب مواقفهم ليس أمينًا على قضايانا في المنطقة ولا يمكن أن يكون موضوعيًّا بشأنها أو مدافعًا عنها”.

وسألت في تغريدة أخرى “ويبقى السؤال المطروح: ما موقف المؤسسات الإعلامية التي لها علاقات شراكة مع دويتشه فيله؟”

وعلّق حساب لشخص يُدعى يزن الحكيم “تطرد صحافيين انتقدوا التضييق على حرية التعبير وعبّروا عن رأيهم. الغرب يملك وسائل الإعلام الأكثر انتشارًا ويبرع في إخراج وحسن إظهار وعرض أخطائه لهذا يعتقد البعض أنه موطن العدل والحريات”.

بدورها، برّرت دويتشه فيله قرارها في بيان، وقالت إن تقريرًا حول تصريحات عدد من العاملين بها خلص إلى “عدم وجود سياسة ممنهجة لمعاداة السامية داخل القسم العربي، بل يقتصر الأمر على حالات محدودة”.

وأكدت أيضًا أن الإدارة اتخذت إجراءات صارمة، ووضعت خطة عمل لمنع وقوع ذلك مستقبلًا.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان