تركيا وإسرائيل.. سنوات من العلاقات المتقلبة

بعد أكثر من عقد على توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل، زار الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ تركيا بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليكون بذلك أرفع مسؤول إسرائيلي يزور تركيا منذ 2008.
وهذه هي أحدث خطوة في إطار سعي البلدين لرأب صدع العلاقات المتوترة بينهما منذ سنوات.
وفيما يلي تسلسل زمني لأبرز الأحداث بين الدولتين خلال السنوات الماضية:
1996 شراكة استراتيجية
وقّعت إسرائيل وتركيا “شراكة استراتيجية” عام 1996، تتيح لقواتهما الجوية تبادل إجراء التدريبات في المجال الجوي لكل دولة، وتعرضت الاتفاقية وما لحق بها من اتفاقيات في مجال التسلح لانتقادات شديدة خاصة من الدول العربية وإيران.
2009 توتر العلاقات
بدأ التدهور في العلاقات بين الدولتين في يناير/كانون الثاني 2009، عندما انسحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما كان رئيسًا للوزراء، من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي استمر 22 يومًا، وأسفر عن استشهاد 1440 فلسطينيًا.

2010 تصاعد التوتر
بلغ تأزم العلاقات أوجه في مايو/أيار 2010، بعد هجوم قوات إسرائيلية على سفينة “مرمرة” التي كانت جزءًا من قافلة بحرية تسعى إلى نقل مساعدات لقطاع غزة، وفك الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ عام 2007.
وأسفر الهجوم عن مقتل 9 نشطاء أتراك على الفور، فيما لقي ناشط عاشر حتفه متأثرًا بإصابته في تلك الواقعة في 2014 بعد أن ظل سنوات في غيبوبة.
وبعد الهجوم، استدعت أنقرة سفيرها لدى إسرائيل، وتم تقليص حجم التعاون في مجالي الدفاع والاقتصاد بينهما.
وفي سبتمبر/أيلول 2010، خفّضت أنقرة تمثيل إسرائيل الدبلوماسي في تركيا لمستوى السكرتير الثاني، بما يعني عمليًا طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين، بعد أن صدر تقرير من الأمم المتحدة بشأن الهجوم.
2013 الاعتذار
في مارس/آذار 2013، قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو اعتذارًا لتركيا عن “أخطاء ربما أدت لوفاة النشطاء على متن مافي مرمرة” خلال مكالمة هاتفية مع أردوغان رتّبها الرئيس الأمريكي وقتها باراك أوباما.
وأعلن نتنياهو رغبته في تعويض أسر القتلى، وقَبِل أردوغان الاعتذار.
ولكن غضب أردوغان تجدّد في يوليو/تموز 2014 بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وفي أحد خطاباته اتهم إسرائيل بأنها “تحافظ على روح هتلر حية”.
2015 تطبيع العلاقات
في ديسمبر/كانون الأول 2015، توصلت إسرائيل وتركيا إلى اتفاق مبدئي لتطبيع العلاقات شمل عودة السفراء.
وفي يونيو/حزيران 2016، وقعت الدولتان اتفاقًا لإعادة العلاقات بينهما بعد الخلاف الذي استمر 6 سنوات، بما أضفى الصفة الرسمية على اتفاق وصفه الأمين العام للأمم المتحدة وقتها بان كي مون بأنه يرسل “بارقة أمل” لاستقرار المنطقة.
ونص الاتفاق على تعويض تركيا بمبلغ 20 مليون دولار، مقابل أن تتخلى عن إجراءاتها ضد قادة الجيش الإسرائيلي السابقين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، عيّنت تركيا سفيرًا جديدًا في إسرائيل ردًا على خطوة مماثلة منها، مما شكّل خطوة إضافية صوب إعادة العلاقات الدبلوماسية.
وفي يونيو/حزيران 2017، نقلت تقارير عن وزير المالية التركي قوله إن إسرائيل دفعت تعويضات قيمتها الإجمالية 20 مليون دولار لأسر ضحايا المداهمة الإسرائيلية لأسطول المساعدات.

2018 توتر جديد
توترت العلاقات بين الدولتين من جديد في مايو/أيار 2018 وتبادلت الدولتان طرد كبار الدبلوماسيين بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية 60 فلسطينيًا خلال احتجاجات على حدود قطاع غزة للتنديد بفتح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة.
وقال أردوغان إن ما حدث “إبادة جماعية”، ووصف إسرائيل بأنها “دولة إرهابية”.
واستمر تدهور العلاقات بين البلدين خاصة بعد إقرار البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) في يوليو/تموز من العام نفسه، قانون القومية الذي يعرّف إسرائيل على أنها الدولة القومية لليهود.
2019 الغاز
في ديسمبر/كانون الأول 2019، أعلنت إسرائيل معارضتها لاتفاق وقع في الشهر السابق بين ليبيا وتركيا لترسيم الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط.
ووقّعت إسرائيل واليونان وقبرص اتفاقًا في الشهر التالي لمد خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي إلى أوربا، وهو مشروع تعارضه تركيا وتوقّف فيما بعد.
2021 الاتصال
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أطلقت تركيا سراح زوجين إسرائيليين اعتقلا لالتقاطهما صورًا لمقر إقامة أردوغان في إسطنبول واتهما بالتجسس، وهو ما نفته إسرائيل.
وأجرى أردوغان محادثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الوزراء نفتالي بينيت، وهي أول محادثات من نوعها بين الرئيس التركي ورئيس إسرائيلي منذ عام 2013.
وأفرجت تركيا لاحقًا عن الزوجين، وأعلن أردوغان سعيه إلى مصالحة “تدريجية” مع إسرائيل.
وفي فبراير/شباط الماضي، أبدى الرئيس التركي استعداد بلاده للتعاون مع إسرائيل في مشروع خط أنابيب غاز في شرق البحر المتوسط لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوربا.
وأضاف أن الدولتين ستناقشان التعاون في مجال الطاقة خلال محادثات تُجرى في مارس/آذار.
وفي الشهر نفسه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده لن تدير ظهرها لالتزاماتها حيال قيام دولة فلسطينية من أجل أن تقيم علاقات أوثق مع إسرائيل.