سلاح بيئي يعوّل عليه الأوكرانيون.. هل تحسم “راسبوتيستا” الحرب؟

قد يلعب المناخ عاملًا مؤثرًا في إنهاء العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، وذلك من خلال ظاهرة طبيعية بمثابة سلاح بيئي وهي (راسبوتيتسا Raspoutitsa).
ويعني مصطلح (راسبوتيتسا) باللغة الروسية “طقس الطرق السيئة”، وهي ظاهرة طبيعية تشهدها أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا مع بداية فصل الربيع، عندما تتحول الأرض إلى طين لزج.
وترتبط هذه الظاهرة بارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد، ومع طبيعة التربة في هذه المناطق تصير الأرض لزجة ما يُعيق حركة المركبات عليها.
ويصعب على الدبابات والمركبات العسكرية الروسية العملاقة التقدّم في ظل التضاريس الموحلة.
🎶Ra, Ra, Raspoutitsa
Hater of the Russian Army
There was a tank that really was gone
Ra, Ra, Raspoutitsa
Russia's greatest worst hater
It was a shame how it carried on😜 https://t.co/AZEGcdjXWU— Mon nom est personne 🇺🇦 (@_Leoth_) March 6, 2022
وتداول ناشطون على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي لقطات مصورة ترصد تعثر آليات روسية بسبب الطين.
وقال المحلل العسكري ميكولا بيليسكوف في تصريحات صحفية “كانت هناك بالفعل العديد من المواقف التي مرت فيها دبابات روسية ومركبات أخرى عبر الحقول وتوقفت تمامًا ما أجبر الجنود على التخلي عنها والسير على الأقدام”.
وتُجبر هذه الظاهرة الطبيعية القوات الروسية التي تتحرك في طوابير على الطرق الرئيسة على التوقف بسبب مشاكل لوجستية وتتحول إلى هدف سهل للقوات الأوكرانية.
وتوقّع خبراء الأرصاد هذا العام أن تبدأ ظاهرة الراسبوتيتسا من منتصف مارس/آذار على أن تستمر لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 أسابيع.
وتُظهر بيانات برنامج مراقبة المسطحات التابع للاتحاد الأوربي أن معظم دول أوربا الشرقية شهدت درجات حرارة أعلى كثيرًا من المتوسط خلال يناير/كانون الثاني الماضي، ما عجّل بقدوم ظاهرة (راسبوتيتسا) التي حسمت الكثير من المعارك العسكرية على مدار التاريخ. فقد أوقفت قوات نابليون التي انسحبت من الأراضي الروسية نهاية عام 1812 بعد أن فقد الجيش الفرنسي أكثر من 80٪ من جنوده في الريف.
Qu’est-ce?
La raspoutitsa (mot à mot « saison des mauvaises routes ») désigne en Russie, Ukraine et Biélorussie la période de l'année ( printemps ) où des terrains plats se transforment en mer de boue. Ce phénomène a joué un rôle crucial durant les différentes guerres en Russie. pic.twitter.com/3UBYvAzMl4— MarcN (@NedelecMarc3) March 10, 2022
وحالت الظاهرة نفسها دون وصول الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر إلى موسكو إبان الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا خلال المدة بين يونيو/حزيران وديسمبر/كانون الأول 1941.
وحاولت ألمانيا وقتها غزو الاتحاد السوفيتي في عملية بربروسا، وأرسلت دول المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان) ما يقرب من 4 ملايين ضابط وجندي لهزيمة الجيش السوفيتي.
وتعرضت قوات هتلر لهزيمة قاسية بعد تدمير معدات الجنود الألمان، وتباطؤ الجيش بسبب الطقس، فكان النصر حليف السوفيت.
وتستعد أوكرانيا خلال هذه المدة لاستقبال موسم ذوبان الجليد، وقد تضطر روسيا أيضًا إلى مواجهة ظاهرة (راسبوتيتسا) التي كانت سببًا في تحقيقها النصر من قبل.
وعلى الجانب الآخر، أشار المؤرخ جان لوبيز إلى أن ظاهرة (راسبوتيتسا) قد لا تؤثر بشكل كبير في نتيجة العملية العسكرية لأنها تُحدث بشكل أساس في المناطق الريفية بينما تتحرك القوات الروسية في المدن الكبرى مثل كييف وخاركيف وماريوبول.
وتابع “هذه الظاهرة صارت الآن معروفة تمامًا بين سكان أوربا الشرقية”، مؤكدًا أن بوتين توقّع حدوث هذه الظاهرة قبل اتخاذ قراره.
بيد أنه في المقابل لفت إلى أن ظاهرة (راسبوتيتسا) قد تؤدي إلى إبطاء تقدّم جزء من القوات الروسية، وعدم حسم العمليات العسكرية.