إنترسبت: بوتين اتخذ قرار الحرب على أوكرانيا في آخر لحظة وخاب أمله من أداء الجيش الروسي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

قال موقع ذي إنترسبت الأمريكي إنه على الرغم من حشد جنوده بأعداد هائلة على حدود بلاده مع أوكرانيا لمدة عام تقريبًا، لم يتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارًا نهائيًا بالحرب إلا قبل شن الهجوم في فبراير/شباط، وفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين في المخابرات الأمريكية.

في اللحظة الأخيرة

وأوضح تقرير الموقع أنه في ديسمبر/كانون الأول، أصدرت وكالة الاستخبارات المركزية تقارير سرية خلصت إلى أن بوتين “لم يتخذ قرار الحرب بعد”.

ونقل الموقع عن المسؤولين أنه في يناير/كانون الثاني، حتى عندما بدأ الجيش الروسي في اتخاذ الخطوات اللوجستية اللازمة لنقل قواته إلى أوكرانيا، أصدرت المخابرات الأمريكية مرة أخرى تقارير سرية تؤكد أن بوتين “لم يقرر شن هجوم فعلي”.

وقال مسؤول استخباراتي أمريكي كبير للموقع، طلب عدم الكشف عن هويته “كانت وكالة المخابرات المركزية تقول خلال شهر يناير إن بوتين لم يتخذ قرارًا بالحرب”، وزاد “أعتقد أن بوتين كان يُبقي خياراته مفتوحة”.

وأضاف المسؤول الكبير لإنترسبت أن الوكالة وبقية أجهزة المخابرات الأمريكية لم تقتنع حتى فبراير بأن “بوتين سيغزو”، على حد تعبيره.

وتابع “مع وجود عدد قليل من الخيارات الأخرى المتاحة في اللحظة الأخيرة لمحاولة إيقاف بوتين، اتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن خطوة غير عادية بإعلان ما توصلت إليها المخابرات للجمهور، فيما يرقى إلى شكل من أشكال حرب المعلومات ضد الزعيم الروسي”.

وزاد “كما حذّر من أن بوتين كان يخطط لمحاولة اختلاق ذريعة للغزو، بما في ذلك تقديم مزاعم كاذبة بأن القوات الأوكرانية هاجمت المدنيين في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا”.

وقال التقرير إن تحذير بايدن في 18 فبراير بأن الحرب ستحدث في غضون أسبوع كان دقيقًا، وفي الساعات الأولى من 24 فبراير، تحركت القوات الروسية جنوبًا إلى أوكرانيا من بيلاروسيا وعِبر الحدود الروسية إلى خاركيف ومنطقة دونباس وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها إليها في عام 2014.

مفاجأة بوتين

وذكر الموقع الأمريكي أن معلومات الاستخبارات التي تفيد بأن بوتين انتظر حتى اللحظة الأخيرة تقريبًا ليقرر بدء حرب على أوكرانيا تفسّر “ظهور الجيش الروسي بشكل غير مستعد وغير متسق منذ أن بدأ الحرب”.

وقال مسؤول استخباراتي أمريكي كبير للموقع، إن بوتين تفاجأ وخاب أمله من مشاكل الجيش الروسي حتى الآن وقوة المقاومة الأوكرانية، فيما أفاد آخر للكونغرس أن ما يصل إلى 4 آلاف جندي روسي قتلوا منذ بدء الحرب.

وقال المسؤول الاستخباري الكبير إن جهاز المخابرات الأوكراني، الذي عمل مع وكالة المخابرات المركزية للتحضير للحرب، كان أداؤه جيدًا منذ الهجوم الروسي، لكنه لم يقدم أي تفاصيل، وزاد “من الواضح أن بوتين كان يتوقع أن تكون العملية أسهل بكثير مما هي عليه”.

واستند الموقع إلى تقارير واسعة النطاق، أفادت بأن بوتين أبعد العديد من القادة الروس عن اتخاذ القرار، وأنهم صُدموا بقراره في الهجوم، وأن الحكومة الروسية لم تكن جاهزة تمامًا للحرب.

آلية عسكرية روسيا دمرها الجيش الأوكراني (غيتي)

ونقل عن أندريه كورتونوف عضو لجنة الكرملين من مستشاري السياسة الخارجية قوله لشبكة سكاي نيوز البريطانية في 2 مارس/آذار “لقد صُدمت لأنني اعتقدت لوقت طويل أن العملية العسكرية لم تكن ممكنة”، وأضاف أنه ومستشاري السياسة الخارجية الآخرين تم تهميشهم من طرف بوتين.

وذهب إنترسبت إلى أن الرئيس الروسي “أحاط نفسه بدائرة صغيرة من المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين ذوي التفكير المماثل الذين ينفذون أوامره”.

واستطرد “دفع هذا الخبراء الخارجيين إلى وصف الحكومة الروسية الحالية بأنها تدار من قبل مجموعة “سيلوفيكي”، وهي مجموعة صغيرة من كبار الشخصيات من ذوي الخلفيات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية”.

وقال الموقع إن “هذا يعني أن بوتين، المعزول بشكل متزايد، اتخذ قرار الحرب إلى حد كبير بنفسه، لكن هذه العزلة تجعل من الصعب السيطرة على مشروع مترامي الأطراف مثل حرب كبرى”.

“عش الدبابير”

ويرى التقرير أنه “من المحتمل أن يكون بوتين قد اتخذ قراره في وقت أبكر من استنتاج المخابرات الأمريكية”.

وقال إن “مسؤولي المخابرات الحاليين رفضوا تقارير وكالة المخابرات المركزية عن نوايا بوتين، والمعلومات الاستخباراتية التي استخدمتها الوكالة لتحديد متى قرر الحرب؟ مما يجعل من الصعب الحكم على جودة التقييمات”.

وأوضح أن العديد من مسؤولي المخابرات السابقين شككوا في أن الولايات المتحدة لديها إمكانية الوصول إلى اتصالات بوتين الشخصية، ورجحوا أنها تعتمد جزئيًا على الاتصالات المعترضة من بين آخرين في الحكومة والجيش الروسيين.

وأضاف إنترسبت أنه “في حين كان من الصعب على المخابرات الأمريكية تحديد نوايا بوتين، كان تعزيز القوات العسكرية الروسية على طول الحدود مع أوكرانيا أسهل بكثير للمراقبة”، خصوصًا أن روسيا لم تفعل سوى القليل لإخفاء انتشارها العسكري الضخم على طول الحدود مع أوكرانيا.

وقال مسؤول كبير سابق في المخابرات الأمريكية للموقع “كانت هناك رغبة عميقة في علاقة مستقرة مع روسيا”، وتابع “إدارة بايدن أرادت تجنب ركل عش الدبابير المسمى روسيا”.

لقاء سابق بين بوتين وبايدن (رويترز)

وكشف ألكسندر فيندمان، ضابط الجيش الأمريكي السابق أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب كان مسؤولًا إلى حد كبير عن تأخير شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا.

وقال فيندمان في مقابلة إن “السياسات السامة التي أحاطت بمعالجة ترمب لأوكرانيا استمرت في جعل المسؤولين في إدارة بايدن حذرين من كيفية التعامل بقوة مع سياسة أوكرانيا العام الماضي”.

وأفاد التقرير أنه في 2019، جمّد ترمب المساعدات العسكرية لأوكرانيا في محاولة للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق مع نجل بايدن.

المصدر : الجزيرة مباشر + ذي إنترسيبت

إعلان