بعض البلدات لم يعد لها وجود.. روسيا توسّع أهدافها وقصف قاعدة عسكرية أوكرانية عند حدود بولندا

حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية من أنها ستواجه قتالًا حتى الموت إذا حاولت احتلال العاصمة كييف، في حين استيقظ سكان المدينة مجددًا على صوت صفارات الإنذار صباح اليوم الأحد.

وقال زيلينسكي أمس السبت “إذا قرروا قصف كييف بالقنابل ومحو تاريخ هذه المنطقة بكل بساطة وتدميرنا جميعًا، فعندئذ فقط سيدخلون العاصمة. إذا كان هذا هو هدفهم فدعهم يدخلون، ولكن سيتعيّن عليهم العيش على هذه الأرض وحدهم”.

وأضاف زيلينسكي أن بعض البلدات الصغيرة لم يعد لها وجود في الأسبوع الثالث من الهجمات الروسية التي تعد الأكبر على دولة أوربية منذ الحرب العالمية الثانية.

أسلحة إضافية

وقالت الولايات المتحدة إنها سترسل ما قيمته 200 مليون دولار من الأسلحة الصغيرة الإضافية والأسلحة المضادة للطائرات والدبابات بعد مناشدة المسؤولين الأوكرانيين الحصول على مزيد من المساعدات العسكرية.

ويصف الكرملين تحركاته بأنها “عملية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا وإزاحة القادة الذين يصفهم بالنازيين الجدد. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ذلك بأنه ذريعة لا أساس لها لشن حرب أثارت المخاوف من صراع أوسع في أوربا.

وبحث زيلينسكي الحرب مع المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اللذين حثا بوتين على أن يأمر فورًا بوقف إطلاق النار.

وفي بيان للكرملين تعليقًا على المكالمة التي استمرت 75 دقيقة لم يرِد أي ذكر لوقف إطلاق النار، وقال مسؤول رئاسي فرنسي “لم نستشف رغبة من جانب بوتين في إنهاء الحرب”.

واتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف الولايات المتحدة بتصعيد التوتر، وقال إن الوضع يزداد تعقيدًا بسبب قوافل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا التي تعتبرها القوات الروسية “أهدافًا مشروعة”.

ممرات إنسانية

وتقطعت السبل بالآلاف في المدن المحاصرة جراء القصف الروسي الذي أجبر 2.5 مليون أوكراني على الفرار إلى دول مجاورة، وقال جهاز المخابرات الأوكراني إن 7 مدنيين بينهم طفل قُتلوا لدى محاولتهم الفرار من قرية بريموها وإن “المحتلين أجبروا من تبقى من القافلة على العودة إلى القرية”.

وقال الجهاز التابع لوزارة الدفاع في بادئ الأمر إن القافلة غادرت القرية في نطاق “ممر أخضر” كان قد تم الاتفاق عليه مع روسيا، لكنه ذكر في وقت متأخر أمس السبت إن الأمر لم يكن كذلك في الواقع وأن القافلة غادرت القرية من تلقاء نفسها.

تطورات ميدانية

ونقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية عن رئيس بلدية فاسيلكيف في منطقة كييف قوله إن الهجمات الصاروخية الروسية دمرت قاعدة جوية أوكرانية وأصابت مستودعًا للذخيرة بالقرب من فاسيلكيف.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات البرية الروسية تحتشد على مسافة 25 كيلومترًا من وسط كييف، بينما ظلت خاركيف وتشيرنيهيف وسومي ومدينة ماريوبول الساحلية على البحر الأسود تحت حصار القصف الروسي المكثف.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا أبطأت هجومها وتم إيقاف قواتها في أماكن عدة.

وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريستشوك إنه تم إجلاء نحو 13 ألف شخص من مدن أوكرانية يوم السبت، وهو ضعف العدد الذي تم إجلاؤه في اليوم السابق.

وأضافت فيريستشوك أن أي أحد لم يتمكن من مغادرة مدينة ماريوبول المحاصرة، وقال حاكم منطقة دونيتسك إن القصف المستمر يعيق وصول المساعدات إلى ماريوبول.

واشتعلت حرائق في الجزء الغربي من المدينة ولحقت أضرار جسيمة بعشرات المباني السكنية، وقال مجلس بلدية المدينة يوم الجمعة إن 1582 مدنيًّا على الأقل قُتلوا في ماريوبول جراء القصف الروسي والحصار المستمر منذ 12 يومًا.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “هناك تقارير عن عمليات نهب ومواجهات عنيفة بين المدنيين على ما تبقى من إمدادات أساسية قليلة في المدينة”.

وقال أحد العاملين بمنظمة (أطباء بلا حدود) في ماريبول إن الناس يغلون المياه الجوفية من أجل الشرب، ويستخدمون الحطب لطهي الطعام، ويدفنون موتاهم بالقرب من مكان وجودهم.

غارة جوية قرب الحدود البولندية

وقالت الإدارة العسكرية الإقليمية في مدينة لفيف اليوم الأحد، إن روسيا شنت غارة جوية على قاعدة عسكرية أوكرانية في يافوريف غربي البلاد قرب الحدود البولندية.

وأضافت الإدارة في بيان “المحتلون شنوا غارة جوية على المركز الدولي لحفظ السلام والأمن. ووفقًا لبيانات أولية أطلقوا 8 صواريخ”.

ونقلت وكالة إنترفاكس أوكرانيا للأنباء عن أنطون ميرونوفيتش -المتحدث باسم أكاديمية القوات البرية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية- قوله إن الهجوم استهدف وحدة عسكرية بالمنشأة.

وتقع منشأة التدريب العسكري على بعد أقل من 25 كيلومترًا من الحدود البولندية.

أسلحة كيميائية

من جانبه قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ اليوم الأحد، إن روسيا قد تستخدم أسلحة كيميائية في أعقاب غزوها لأوكرانيا وإن خطوة كهذه ستكون جريمة حرب، وذلك وفقًا لمقابلة نشرتها صحيفة (فيلت أم زونتاج) الألمانية.

ونقلت الصحيفة عن ستولتنبرغ قوله “سمعنا في الأيام القليلة الماضية مزاعم سخيفة بشأن معامل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية” مضيفًا أن الكرملين “يختلق ذرائع كاذبة لتبرير ما لا يمكن تبريره”.

ونسبت الصحيفة إلى ستولتنبرغ قوله “الآن وبعد تقديم هذه الادعاءات الكاذبة، علينا أن نتحلى باليقظة لأنه من الممكن أن تخطط روسيا نفسها لعمليات بأسلحة كيميائية في ظل هذا التلفيق للأكاذيب. ستكون هذه جريمة حرب”.

وأضاف أنه على الرغم من أن الشعب الأوكراني يقاوم الغزو الروسي بشجاعة فإن من المرجح أن تجلب الأيام المقبلة المزيد من الصعوبات.

محطة زابوروجيا النووية

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن أوكرانيا أبلغتها أمس السبت بأن روسيا تعتزم السيطرة على نحو كامل ودائم على محطة زابوروجيا للطاقة النووية، أكبر محطة في أوربا، لكن روسيا نفت ذلك في وقت لاحق.

وأضافت الوكالة في بيان “رئيس شركة إنيرجواتوم التي تشغل محطات الطاقة النووية في أوكرانيا، بيترو كوتين، قال في خطاب للمدير العام للوكالة إن نحو 400 جندي روسي موجودون بشكل دائم في الموقع (زابوروجيا)”.

جسر جوي لاستقبال لاجئين

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس السبت، إن بلادها تعمل مع شركاء دوليين على إقامة جسر جوي لنقل اللاجئين الأوكرانيين من جمهورية مولدوفا.

وأوضحت في تصريح صحفي، عقب لقائها نظيرها المولدوفي نيكو بوبيسكو في العاصمة تشيسيناو، أن حكومة بلادها ستنقل 2500 لاجئ أوكراني من مولدوفا مباشرة إلى ألمانيا في خطوة أولى.

وبحسب بيانات الوزير بوبيسكو، فقد استقبلت مولدوفا نحو 300 ألف شخص من أوكرانيا، بينهم أكثر من 100 ألف لا يزالون على أراضي البلاد خلال الأزمة بين كييف وموسكو.

يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط الماضي، شنت روسيا حربًا ضد أوكرانيا، تشترط لإنهائها تخلّي كييف عن أي خطط من شأنها الانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، واتخاذ موقف الحياد التام.