وزير خارجية أوكرانيا السابق: هذا ما يعنيه قبول شروط روسيا وهكذا يمكن الضغط عليها لوقف الحرب (فيديو)

وصف وزير خارجية أوكرانيا السابق قسطنطين هريشينكو الوضع في بلاده بالصعب جدًا والكارثي، لكن الشعب يقاوم والدول الداعمة لأوكرانيا يزيد عددها إضافة إلى أنها جادة في تسليط العقوبات على روسيا.

وقال هريشينكو لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، إن لقاء وزيري خارجية أوكرانيا ديميترو كوليبا وروسيا سيرغي لافروف الخميس الماضي في مدينة أنطاليا جاء بنتائج محدودة، وإنه لم يخدم المساعي الإنسانية المتعلقة بمحاصرة عدد من المدن والقرى الأوكرانية.

ردع روسيا

وعن الدول التي يمكن أن تؤثر على روسيا لإيقاف الحرب، يرى وزير الخارجية السابق أن الصين غيرت موقفها من تجاهل النزاع إلى القول إن سيادة وسلامة الأراضي الأوكرانية بنفس أهمية سلامة وسيادة أي دولة أخرى.

وفيما يخص الصين، يرى وزير الخارجية السابق أنها مهتمة أكثر بمشاكل قريبة من حدودها، وأنها الاقتصاد الأكبر بعد الولايات المتحدة، وقد أظهرت رغبتها في أن تكون صديقة للاتحاد الروسي، ما أعطى انطباعًا أنها تدعم روسيا.

وذكر بأن الصين لها مبادلات تجارية مع الاتحاد الأوربي 8 أضعاف أكثر من مبادلاتها مع روسيا، لذلك لا يمكن القول إنها تدعم الأخيرة.

وتابع “أعتقد أن حجم المبادلات التجارية هذا سيدفع الصين للضغط على روسيا لتضع حدًا للحرب، لأن تأثير العقوبات على روسيا سيؤثر على الصين أيضًا”.

وعبّر المتحدث عن أمله في أن تلعب الدول الكبرى دورًا في تغيير موقف فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى تدخل كل الدول الكبرى بداية من الولايات المتحدة ودول أوربا، واعتبر أن صور المباني المدنية والأطفال وهم يقتلون هي ما دفعتهم لذلك.

قابل للنقاش

وقال الوزير السابق للمسائية إن الحكومة الروسية والجيش ظنا أنهما سيحتلان أوكرانيا خلال يومين أو ثلاثة لكن وبعد 17 يومًا لم يجر احتلال أي مدينة كبيرة.

وأفاد هريشينكو بأن وحدات الدفاع المدني (المتطوعون) بدأت تقاتل إلى جانب الجيش الأوكراني، وأنها تمنع الجيش الروسي من دخول المدن الكبرى، وتجعله أكثر توترًا، ولا يعتقد المتحدث أن العاصمة كييف ستسقط “لأنها محمية”.

وعن قرار الرئيس الأوكراني بضم بلاده لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، قال الوزير السابق إن الشعب لن يقبل أن تملي عليه أي قوة خارجية قراراتها (روسيا).

واستطرد هريشينكو أن الغاية منه ضمان الأمن وتعزيز موقف بلاده الدفاعي، معتبرًا أنه أمر قابل للنقاش والحل، عكس الانضمام للاتحاد الأوربي، فيما يرى بوتين في انضمام دولة على حدود بلاده إلى حلف الناتو تهديدًا مباشرًا لروسيا.

وأشاد بقرار فولوديمير زيلنسكي معتبرًا أنه أظهر شجاعة وقدرة استثنائيتين في قيادة وتوجيه القوات المسلحة والصمود الشعبي، في حين أنه منفتح على التفاوض مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بهدف إيقاف المعارك وقتل المدنيين، وسحب قواته من أوكرانيا ذات السيادة، ما قد يفتح المجال أمام علاقات جيدة بين بلدين جارين.

عقوبات المدى الطويل

ويرى هريشينكو أنه لا توجد ضمانات بعدم فرض بوتين لشروط جديدة في حال القبول بالحالية لأجل وقف الحرب، واعتبر أن قبولها يعني التنازل عن استقلالية أوكرانيا، مشددًا على أنهم لن يستسلموا.

واعتبر ضيف المسائية أن عقوبات الغرب تحتاج بعض الوقت حتى يظهر أثرها، موضحًا أن أوكرانيا يمكنها التحمل حتى تنعم بالحرية، وأن “الشعب الأوكراني قوي وله تاريخ ولا يريد أن يحكمه شخص ينصب نفسه ملكًا”.

وقال وزير الخارجية السابق إن الحرب فُرضت على الأوكرانيين وليس أمامهم خيارات أخرى، وأضاف أن بلاده ترغب في نسج علاقة جيدة مع روسيا “عندما تعود للصواب”.

وصرح بأن “الكرملين لا يهتم بالشعب الروسي الذي يُقتل في المعارك”، وأنه “يرسل إلى أوكرانيا جنودًا هواة صغار السن، وهو ما يظهرهم بصورة غير مُرضية لهم في الخارج”.

وتابع هريشينكو بأن “الأمر يمكن أن ينجح في إطار أصغر وأضيق، مثل سوريا، لكن حربًا مثل التي تدور في أوكرانيا فمن الصعب فيها سحق صمود 40 مليون من الشعب”.

ورأى المتحدث للجزيرة مباشر أن العقوبات الأوربية مع طول مدة الحرب “سيدمر الاقتصاد الروسي وقد يفكك اتحادها، كما حدث قبل 30 عامًا بتفكك الاتحاد السوفيتي”، وقال إن لجوء بوتين إلى الدبلوماسية قد يحتاج شهورًا وربما سنوات.

وتحدث وزير الخارجية السابق عن رغبة بلاده في الانضمام للاتحاد الأوربي، معتبرًا أن ذلك يُحسن من فرص تطوير الموارد البشرية وازدهار الشعب والوصول إلى أحد أهم الأسواق، وجعل مستوى العيش أفضل مثل ما هو عليه في أوربا، معتبرًا أنه أمر غير قابل للتفاوض.

ووجد هريشينكو في رد الاتحاد الأوربي على طلب أوكرانيا نوعًا من القبول، إلا أنها تحتاج إلى القيام بواجبها اتجاهه بعد نهاية الحرب؛ في إشارة إلى الشروط التي يفرضها الاتحاد.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان